* غزة - بلال أبو دقة:
التقى رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء» ظهر أمس «الأربعاء» مع ممثلي القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة.
وقال «أبو علاء» في تصريح مقتضب للصحفيين عقب اللقاء: إن اللقاء كان في إطار الحوار الوطني الذي يشكل أهم سلاح في يد الفلسطينيين. مشددا: على أن الحوار الوطني هو خطوة على طريق الوحدة وتعزيزها. وأشار قريع إلى أنه سيلتقي بالوفد الأمني المصري حتى ينطلق في وقت قريب جداً الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، والذي تشارك فيه جميع القوى والفصائل الفلسطينية من داخل الوطن والشتات.
وأكد «أبو علاء» على جملة من القضايا الأساسية التي تلزم العمل الوطني الفلسطيني وهي: توسيع قاعدة المشاركة في القرار الوطني ليتسع لجميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية، بالإضافة إلى الاتفاق على القضايا السياسية وعلى آلية تنفيذها. وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن اعتقاده بأن الجميع متفق هذه القضايا.
وفي معرض رده على سؤال ل الجزيرة «هل ستعطون هدنة كتلك الهدنة التي أعطتها حكومة أبو مازن للاحتلال؟ أجاب قريع: نؤكد أنه ليست هناك هدنة مجانية، ونحن نتحدث عن وقف إطلاق نار متبادل باشتراطات لأن هناك معاناة لشعبنا وعدوان عليه. منوها: إن هذا هو الثمن الذي يطالب الجميع به لوقف إطلاق النار ويستطيع أن يضمن عودة الحياة السياسية إلى طبيعتها، بدون وقف متبادل لإطلاق النار لن تكون هدنة، لأنه إن تم فسيكون مصيرها كتلك الهدنة التي وقت في حزيران من طرف واحد إذ لم يلتزم بها الإسرائيليون. وأضاف «أبو العلاء» إننا - نحن الفلسطينيين - نتوافق ثم نتفاوض مع الإسرائيليين، هذه هي قضيتنا ونحن لا نعطي ورقة في الهواء ولا نعطي شيئا بالمجان.
من ناحيته الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية: إن اللقاء بحث جميع القضايا التي تهم المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الفصائل الوطنية والإسلامية على استعداد لاتخاذ أية خطوة من شأنها تحقيق المصالح للشعب الفلسطيني على ضوء الظروف والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية. إلى ذلك أكد عدد من قادة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية قبيل اجتماعهم برئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أن هذه اللقاءات تندرج في إطار التفاهم الفلسطيني- الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وقال نافذ عزام أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي ل الجزيرة : إن الحديث لا يدور عن هدنة أو شروط للهدنة، ولكن الحديث يجب أن يدور عن وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مضيفا أن الحديث عن الهدنة سابق لأوانه.
فيما قال إسماعيل هنية القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ل الجزيرة: إن حركته ستجتمع مع أبو علاء ومن ثم ستقوم بدراسة ما يتم عرضه والرد عليه. وأضاف هنية: إن القرارات التي ستتخذ ستكون بما يتوافق مع المصلحة الفلسطينية العليا.. موضحا: أن هذه اللقاءات تأتي من اجل التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة.. وفي تعقيب ل هنية على موضوع الهدنة ووقف إطلاق النار قال: إن المشكلة ليست في المقاومة الفلسطينية لوقفها، ولكن المشكلة تكمن في الاحتلال الإسرائيلي. وكان قريع وصل قبل ظهر أمس إلى مبنى مجلس الوزراء الفلسطيني الكائن في مدينة غزة، وبدأ اجتماعاته مع شخصيات فلسطينية في إطار المباحثات التمهيدية لاعلان الهدنة. وقالت مصادر فلسطينية ل الجزيرة: إن أبو العلاء التقى لدى وصوله بوزير الشؤون الأمنية السابق محمد دحلان عضو المجلس الثوري في حركة فتح. وأضافت المصادر: من المقرر أن يلتقي قريع بنواب المجلس التشريعي عن محافظة غزة.. كما سيلتقي أعضاء اللجنة الحركية العليا لحركة فتح.
وتتزامن زيارة قريع إلى غزة مع زيارة الوفد الأمني المصري الذي من المقرر ان يصل قطاع غزة عصر أمس لإجراء مباحثات مع الفصائل الفلسطينية تمهيدا لاعلان الهدنة، ولتسليمهم دعوات للمشاركة في الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة، الذي يستهدف التوصل إلى برنامج عمل فلسطيني موحد واعلان الهدنة.وقال مسؤول فلسطيني ل الجزيرة: إنه فور وصول الوفد المصري الذي يترأسه الوكيل محسن النعماني ويضم في عضويته اللواءان مصطفى البحيري ومحمد إبراهيم، سيجري سلسلة من اللقاءات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية، وعدد من الوزراء والقيادات السياسية والأمنية للاستماع إلى وجهة نظرهم والاطلاع على أخر تطورات الوضع الداخلي.وقال المصدر العليم : إن زيارة هذا الوفد المصري إلى قطاع غزة تأتي في إطار حرص مصر الشديد على بذل كل جهد مستطاع لخدمة الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادل من أجل الحصول على حقوقه المشروعة وحقه في إقامة دولته المستقلة .لن يستطيع أي طرف من الفلسطينيين اتخاذ قرار مصيري وحده في هذه المرحلة الصعبة. وكان «ابو علاء» قد أعلن الثلاثاء الماضي بأن استئناف الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في العاصمة المصرية الذي سيبدأ قريبا وسينتهي سريعا، ولن تحكمه شروط مسبقة داعيا الجميع إلى المشاركة في هذا الحوار من اجل الوصول إلى تصور عن كيفية توسيع قاعدة المشاركة في القرار الوطني الفلسطيني.
وشدد قريع مؤخرا : على عدم استطاعة أي طرف من الفلسطينيين اتخاذ قرار مصيري وحده في هذه المرحلة الصعبة، وأشار إلى أن نائب رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء محسن البحيري سيوجه الدعوات للفصائل الفلسطينية للمشاركة في حوار القاهرة للخروج بوثيقة فلسطينية تعرف الحدود والمواقف الفلسطينية لتشكل إجماعا وطنيا على آليات تحقيق الحقوق الفلسطينية وللاتفاق على إطار يشكل القواسم المشتركة التي سيخرج بها الحوار والتي تشكل السلاح الفلسطيني أمام اسرائيل والمجتمع الدولي.
وكان قريع حدد المعايير التي ستبنى عليها الهدنة الفلسطينية - الاسرائيلية، مشيرا إلى أن الحديث لا يدور عن هدنة لأشهر معدودة، بل نتحدث عن هدنة يرتبط بها الجانبان بقضايا محددة.. خصوصا تلك التي يرفضها الفلسطينيون من ضمنها الاستيطان والاغتيالات والقتل والأسرى والجدار.
|