* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
شكلت إدانة الاتحاد الأوروبي للسياسية الإسرائيلية المتعلقة باستمرار بناء جدار الفصل العنصري الذي تقيمه في الضفة الغربية صفعة جديدة للإسرائيليين بعد نتائج استطلاع أجري في أوروبا قالت إن مزيدا من الأوروبيين يرون أن إسرائيل تشكل خطرا على السلام العالمي أكثر من أي دولة أخرى ..وردا على الصفعة الأوروبية لإسرائيل زعم وزير خارجيتها الإسرائيلي «سيلفان شالوم» أن ثمة بوادر تشير إلى عودة المشاعر المعادية ل «السامية إلى أوروبا»، وانه يقترح تشكيل مجلس وزاري مشترك مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة معاداة السامية ..!!
وقال شالوم في «بروكسل» بعد لقائه بنظرائه في الاتحاد الأوروبي: إن أوروبا يمكنها أن تلعب دورًا محورياً في العملية السلمية، إذا ما اعتمدت مواقف أكثر توازنا بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. مضيفا: لاحظنا في الآونة الأخيرة عودة بعض بوادر معاداة السامية إلى أوروبا، اطلب منكم جميعا «وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي» تشكيل مجلس وزاري من أوروبا وإسرائيل للمشاركة معا في مكافحة هذه الظاهرة الخاصة بمعاداة السامية، مؤكدا: اعتقد أن علينا أن نقوم بذلك على الفور!!
ورفضت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي الادعاءات الإسرائيلية، مذكّرة بأن الاتحاد يطلب الكثير من الفلسطينيين أيضا.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية «أنا بالاثيو»: إنها لا تعتقد بوجود أي موجة معاداة للسامية في أوروبا، مضيفة: ما لدينا هو استطلاع لا يعوّل عليه إلى حد بعيد، ولا يعكس معاداة للسامية كواقع من أي نوع في أوروبا.
إسرائيل تعتبر كل انتقاد يوجه لسياستها عملاً لا سامياً
ويسعى رئيس الحكومة الاسرائيلية «أريئيل شارون» ووزير خارجيته «شالوم» إلى تخفيف حدة الانتقادات الأوروبية للسياسة العدوانية التي تنتهجها اسرائيل في الأراضي الفلسطينية، والى تجنيد أصدقاء اسرائيل في أوروبا، خاصة إيطاليا لمواجهة ما تزعمه اسرائيل من انتشار مظاهر اللاسامية في أوروبا، حيث تعتبر اسرائيل كل انتقاد يوجه لسياستها، عملا لا ساميا، حسب المصادر الاسرائيلية ..!!وقال شالوم للإذاعة الاسرائيلية قبل سويعات قليلة من اجتماعه بنظرائه الأوروبيين: إنه سيثير مسألة الخوف من تزايد المشاعر المناهضة للسامية في أوروبا خلال محادثاته في بروكسل.
وكانت اسرائيل قد اتخذت من نتائج استطلاع للرأي أجرته المفوضية الأوروبية وأظهر أن مزيدا من الأوروبيين يرون أن إسرائيل تشكل خطرا على السلام العالمي أكثر من أي دولة أخرى، ذريعة لاتهام أوروبا بمعاداة السامية ..!!
شارون سيحث نظيره الإيطالي على تخفيف إدانة أوروبا للجدار العنصري وسافر شارون إلى روما «الاثنين» الماضي ليحث إيطاليا على المساعدة في الحد مما يصفه بتزايد مشاعر معاداة السامية في أوروبا.
وفي الأسبوع الماضي قال شارون لزعماء يهود: إن الانتقادات الخارجية لحق إسرائيل في استخدام القوة للدفاع عن نفسها نابعة من شكل جديد من أشكال معاداة السامية يحرمها حقها في الوجود. وفي وقت بدأ فيه أريئيل شارون زيارته الرسمية إلى أوروبا «الاثنين» الماضي قالت مصادر إسرائيلية مطلعة: إن شارون يسعى إلى استغلال صداقته برئيس الحكومة الإيطالية «برلسكوني» لتجنيده في إطار المساعي الاسرائيلية لتفادي الانتقادات الأوروبية للسياسة التي تنتهجها اسرائيل ضد الفلسطينيين.
وقالت مصادر إسرائيلية عليمة: سيحاول شارون تغيير صورة إسرائيل في ضوء الاستطلاع الذي نشر في نهاية الأسبوع الماضي في إيطاليا ، وأظهر أن 17% من المواطنين في إيطاليا يعتقدون أنه الأفضل لو لم تكن إسرائيل قائمة أصلا، بينما قال 12% إن على اليهود أن يتنازلوا عن إسرائيل لصالح الفلسطينيين.
وحسب المصادر الاسرائيلية سيحث شارون نظيره الإيطالي «سيلفيو برلسكوني» على تخفيف إدانة أوروبا للجدار العنصري الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، الذي يقضي بدوره على أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة.
هناك حاجة إلى سياسة أوروبية أكثر توازناً إزاء إسرائيل
وقال المتطرف رعنان جيسين المتحدث باسم شارون: إن برلسكوني محارب قوي ضد معاداة السامية، ولذلك اعتقد انه سيستمع لشكوانا وأيضا سيكون مستعدا للتحرك في أوروبا لوقف هذا.. مضيفا: ان إيطاليا برئاسة برلسكوني أثبتت أنها صديق وفي وقوي لإسرائيل في أوروبا، والتي اقل ما يمكن أن نقول عنها إنها ليست صديقة لإسرائيل ..وقال مسؤولون إسرائيليون: انه من المنتظر أن يكرر شارون خلال زيارته لإيطاليا موقف اسرائيل القائل إن دور الاتحاد الأوروبي في دبلوماسية الشرق الأوسط سيظل محدودا طالما أن دول الاتحاد تدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل وتصدر بيانات تدين سياستها.وقال جيسين: هناك حاجة إلى سياسة أوروبية اكثر توازنا إزاء اسرائيل إذا أرادوا أن يلعبوا دورا بناء أكثر..
برفع مستوى العلاقات معها إسرائيل ستجني ثماراً اقتصادية
يذكر أن المسؤول عن توسيع الاتحاد الأوروبي «غونتر وارهيويغن» قال في لقاء جمعه مع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في بروكسل: إن إسرائيل هي من بين الدول التي ستمنح أفضلية في المفاوضات التي سيجريها الاتحاد الأوروبي من أجل رفع مستوى العلاقات معها.
هذا وأعربت مصادر إسرائيلية عن ارتياحها حيال هذه التصريحات، ولا سيما على خلفية نتائج استطلاعات للرأي العام وتصريحات أوروبية غير مشجعة بالنسبة لإسرائيل تم نشرها مؤخرًا.
ويُشار إلى أن الأردن والمغرب وتونس هي من بين الدول التي ستمنح أفضلية في رفع مستوى علاقات الاتحاد الأوروبي معها.
ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يضم 15 دولة حتى الآن، حيث ستنضم إليه 10 دول إضافية خلال العام المقبل ، غالبيتها من الكتلة الشيوعية سابقا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي «سيلفيو بارلسكوني» الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، قد اقترح في السابق ضم إسرائيل إلى الاتحاد.
وقال سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي «عوديد عيران» لوسائل الإعلام الاسرائيلية: لقد خرج الاتحاد الأوروبي قبل ستة أشهر بمبادرة تهدف إلى تحسين العلاقات مع الجارات الجديدة.
وتقرر نتيجة ذلك توسيع السياسة المتعلقة بالجارات الجديدة لتشمل 14 دولة ؛ ستعطى أفضلية لأربع دول في الشرق الأوسط من بينها إسرائيل.
وأشار سفير اسرائيل: إلى أن رفع مستوى العلاقات بين اسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي يمكن أن يؤدي إلى نتائج فعليه، قائلاً : الثمار التي ستجنيها اسرائيل من هذه الخطوة تتمثل برفع مستوى العلاقات التجارية، جودة البيئة، والاتصالات الجارية بين مؤسسات غير حكومية .. مما سيسهل على دخول منتجات إسرائيلية جديدة إلى الأسواق الأوروبية.وجاء عن وزارة الخارجية الإسرائيلية: أن مفوض الاتحاد الأوروبي ينوي زيارة إسرائيل خلال العام 2004 ، وأن طاقما مهنيا سيصل مطلع الشهر المقبل إلى إسرائيل للشروع في محادثات رسمية بشأن رفع مستوى علاقاتها مع أوروبا.وفي هذا الصدد شكل وزير الخارجية الإسرائيلي طاقما مهنيا سيعمل على التنسيق بين جميع الوزارات الإسرائيلية بهذا الخصوص.وسيبحث هذا الطاقم سبل تعميق العلاقات على الصعيد الاقتصادي، وتعزيز المنافسة الإسرائيلية في السوق الأوروبية، وتقوية العلاقات التجارية والتطويرية، والعلاقات التي تخص جودة البيئة وتصاريح العمل في أوروبا والهجرة منها وإليها.
بادرة إسرائيلية ماكرة
وعشية توجه شالوم إلى أوروبا تقرر في بادرة إسرائيلية ماكرة تليين القرار الإسرائيلي القاضي بمقاطعة كل زعيم أو دبلوماسي يجتمع بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وتقرر السماح لمبعوث الاتحاد الأوروبي «مارك يوتا» بالاجتماع مع جهات رسمية في إسرائيل، على الرغم من لقاءاته السابقة مع عرفات.
وكان بيان للاتحاد الأوروبي أدان في اجتماع مجلس الشراكة الأوروبية - الإسرائيلية مؤخرا سياسة إسرائيل المتمثلة في تجاهل من يتصلون ب عرفات.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون: إنه رغم أن الولايات المتحدة تسعى أيضا لتهميش عرفات فإن هذا الأسلوب سيؤثر على باقي أعضاء لجنة الوساطة الرباعية التي تضم أيضا الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة ومن ثم سيسهم في عرقلة خطة «خارطة الطريق» للسلام.
وقال خافيير سولانا المسؤول عن ملف الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي: هدفنا هو تنفيذ خارطة الطريق على وجه السرعة، ولهذا نعتقد أن من المهم إتاحة الفرصة لمبعوثينا ولي ولجميع الوزراء في الاتحاد الأوروبي للقاء كل الشخصيات التي لها كلمة في هذه العملية بمن فيها الفلسطينيون على كافة المستويات بمن فيهم عرفات.
إدانة أوروبية لبناء
الجدار والمستوطنات
هذا وبرغم انقسام الاتحاد الأوروبي حول اتخاذ موقف قوي إزاء إسرائيل فيما يتعلق بعرقلة عملية السلام، أدان الاتحاد بشدة السياسية الإسرائيلية المتعلقة باستمرار بناء جدار الفصل العنصري الذي تقيمه في الضفة الغربية، داعيا إلى وقف بنائه.
وقال بيان للاتحاد في ختام يومين من محادثات عقدتها الرابطة الأوربية الإسرائيلية في بروكسل: إن بناء الجدار يقوض جهود إحلال السلام الدولية في المنطقة ويفاقم المحنة التي يعاني منها الفلسطينيون.
وأضاف البيان: أن الجدار الفاصل يعزل الفلسطينيين عن أراضيهم ويحرمهم من موارد المياه وخدمات أساسية أخرى، ويجعل من المستحيل عمليا التوصل إلى حل للصراع يقوم على وجود دولتين مستقلتين.
وفضلا عن الدعوة التي تضمنها البيان لهدم الجدار، قال الاتحاد الأوربي: إن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يذكي نيران الوضع الملتهب أصلا في المنطقة.
وأعرب البيان عن قلقه من تدهور الوضع الانساني الخطير في الضفة الغربية وقطاع غزة: الأمر الذي يجعل الحياة لا تحتمل بالنسبة لغالبية الفلسطينيين.
ودعا البيان الحكومة الإسرائيلية إلى تسهيل عمل السلطة الوطنية الفلسطينية وعملية الإصلاح التي تقوم بها، وبذل جهود أكبر إلى جانب الأسرة الدولية لتحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين.
وقال خافير سولانا: نحن قلقون.. بشأن السياج ..ونعتقد أنه إذا استمرت إقامة السياج، واستمرت المستوطنات فسيكون من الصعب جدا تحقيق تصور الدولتين.
|