* غزة - بلال أبو دقة:
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء»، بعد ظهر أمس الأول «الاثنين»، أن طاقمًا مصريًا سيصل يوم الأربعاء المقبل إلى الأراضي الفلسطينية ، حيث سيقوم بدعوة مندوبين عن الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى القاهرة من أجل استئناف حوارهم حول وقف إطلاق النار. وسيبدأ الطاقم المصري برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات المصرية اجتماعاته مع ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ، بهدف الحصول على موافقتهم على استئناف الحوار. وتم تحقيق هذا التحول في أعقاب اللقاءات التي أجراها رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ، مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة : إن سليمان لم يتردد في الخوض في أدق التفاصيل من أجل تحقيق هذا التحول ..وحسب ما قالته المصادر الفلسطينية فقد تمكن سليمان من تليين بعض المواقف الإسرائيلية ، خصوصًا في كل ما يتعلق بتفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية وأضافت المصادر ان انطباعاتها هذه المرة هي أن إسرائيل ستقوم بمؤازرة الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار ولن تفشلها.
واجتمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه أحمد قريع ظهر الاثنين مع اللواء سليمان في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله . وانضم إلى سليمان في زيارته مساعده مصطفى البحيري ، الذي لعب دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المرة السابقة ، والذي لم يدم أكثر من شهرين. وأفادت مصادر مصرية وفلسطينية أن سليمان اجتمع قبل ذلك مع رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي مئير دَغان .. ولم تصدر أي ردود إسرائيلية حول انعقاد مثل هذا اللقاء .. كذلك قالت المصادر : إن سليمان اجتمع مع سفير الولايات المتحدة المعتمد لدى إسرائيل دان كِرتسِر.
وكانت تقارير سابقة أفادت أن اللواء عمر سليمان قام مؤخرًا بزيارة إلى واشنطن وتلقى ضوءًا أخضر من الإدارة الأمريكية باستئناف وساطته بين إسرائيل والفلسطينيين .. وأجرى سليمان بعد ذلك محادثات مع قياديين من حماس والجهاد الإسلامي هما موسى أبو مرزوق ورمضان عبد الله شلّح ..وطلب الجانب الفلسطيني خلال اللقاء مع سليمان أن يتم العمل على تقديم الولايات المتحدة ضمانات تكفل قيام إسرائيل باحترام اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار والالتزام بتعهداتها.
وعرض الفلسطينيون خلال اللقاء القرارات التي تم اتخاذها الأحد من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي ، والخطوات التي تقرر تطبيقها من أجل وضع حد للفوضى وإعادة تنظيم أجهزة الأمن الفلسطينية. كذلك طالب الفلسطينيون بأن تتوسط مصر لدى الولايات المتحدة من أجل وقف بناء الجدار الفاصل من قبل إسرائيل ، ضمن خطوات بادرة حسن نية قد تتخذ توطئة للشروع في مباحثات حول «خارطة الطريق».
وكان وزير الحارجية المصري احمد ماهر دعا عقب لقاء مع نائب وزير الخارجية الإيطالي «الفريدو مانتيكا» الاثنين الاتحاد الأوروبي الى ممارسة ضغوط على اسرائيل لحملها على احترام اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مع الفلسطينيين. من جانبه صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون مساء «الاثنين» الماضي أنه ينوي الاجتماع مع نظيره الفلسطيني أحمد قريع في وقت قريب. وقال شارون في حديث مع الصحفيين في روما إنه سيلتقي مع نظيره الفلسطيني لأول مرة منذ توليه منصب رئيس الوزراء ، وذلك من أجل استئناف الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومن المتوقع أن ينعقد اللقاء بين الطرفين مع عودة شارون من إيطاليا. ووافقت إسرائيل على تليين موقفها في كل ما يتعلق باغتيال النشطاء الفلسطينيين ، باستثناء من تعتبرهم «قنبلة موقوتة» .. مع ذلك أوضحت مصادر إسرائيلية أن تفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية يجب أن يكون شرطًا لأي تقدم في المفاوضات السياسية.لا أرى سببا لأي هدنة جديدة يتم إعلانها.
هذا وأعرب الدكتور حيدر عبد الشافي رئيس المبادرة الفلسطينية المستقلة عن عدم ارتياحه للأداء الفلسطيني الحالي موضحا أن الخلافات والتناحرات الموجودة على الساحة الفلسطينية لا تطمئن ..وقال عبد الشافي : أخشى في ظل هذا الوضع أن يكون أي اتجاه لا يأتينا بجديد ..
وأكد عبد الشافي في تصريحات خاصة : انه لا يرى سببا لأي هدنة جديدة يتم إعلانها لأنه يجب علينا أن ندافع عن أنفسنا وفق ما جاء في رسالة الانتفاضة الحالية ؛ موضحا أن اسرائيل لن تتنازل عما ادعته الصهيونية في مؤتمرها الأول ..وقال : انه لا يوجد شكوك حول الموقف الإسرائيلي الذي لا يعترف بأي حق للشعب الفلسطيني ، لذلك والقول لعبد الشافي : فالهدنة من وجهة نظري لا لزوم لها لانه يجب علينا أن نقاتل دفاعا عن حقنا ، وأن نحترم ما جاء في رسالة الانتفاضة ، لكن يجب علينا أن نعرف كيف نقاتل .. وأوضح رئيس المبادرة الفلسطينية المستقلة : أن الحكومة الحالية برئاسة احمد قريع «أبو علاء» ستلقى نفس مصير الحكومة السابقة.
وحول رؤيته للوضع الفلسطيني الحالي قال : انه وضع غير منظم متفكك ولن يوصلنا إلى شيء ، حيث أن الجهة الوحيدة المستفيدة من هذا الوضع هي اسرائيل ، مشيرا : إلى انه إذا لم يتم العمل على تغيير هذا الواقع فإننا سنبقى نسير في حلقة مفرغة نواجه صعوبات كثيرة والمستفيد الوحيد هو الاحتلال ..ولم يختلف رأس الدكتور حيد عبد الشافي عن رأي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عضو القيادة السياسية ل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الذي قال مؤخرا للجزيرة : إن أي محاولة للطلب من الفلسطينيين للقبول بهدنة جديدة مع الصهاينة تعني الاستسلام والهزيمة ، لأن العدو الصهيوني مستمر في عدوانه على الشعب الفلسطيني ، وأنه لم يحترم الهدنة السابقة التي التزمت بها الفصائل الفلسطينية واعتبرها الصهاينة هزيمة للفلسطينيين.
وأكد الرنتيسي أن انتفاضة الأقصى حققت العديد من الإنجازات التي لا يمكن إغفالها ، وفي مقدمتها توحيد صفوف الشعب الفلسطيني على خيار المقاومة ، ناهيك فضح نوايا الاحتلال العدوانية أمام العالم أجمع.
|