Friday 21st november,2003 11376العدد الجمعة 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة قصيرة قصة قصيرة
قهقهة
حسن بن سعيد الدوسري

أقبلت عائش تدق النجر.. تدقه هذه المرة بعنف فحبات البر المسودة القديمة تقول ان عليها ان تفعل ذلك.. وأقبلت جارتها ميمونة تقهقه..!
راحت تدق حائط حجرة عائش.. تدق وتدق..! تحاكي ما تقوم به جارتها عائش..
مضت عائش في عملها.. واستمرت ميمونة في القهقهة فصوت النجر في دار عائش يضحكها .. يجعلها تقهقه.
قهقهة
قهقهت ميمونة وهي تسمع الخادمة تخاطب جارتها عائش.. ماما ايس فيه.. ماما انا في كويس.. ان لكنة الخادمة ولغتها التي قدمت بها تجعل ميمونة تقهقه..! وعائش تضطر الى مجاراتها في اسلوب الكلام.. انها تتحدث بطريقة ساخرة مثلها.. وميمونة لا تستطيع ان تتمالك نفسها عن القهقهة وهي تسمع تلك التناقضات في دار عائش.
ظلت تقهقه حتى دخل ابو الريحان الدار فصمتت هيبة له.. لكنها عادت لتقهقه حينما رأته هو الآخر يقهقه على احاجي الجارة عائش مع خادمتها.
قهقهة
على مكينتها قهقهت ميمونة طويلا.. سمعتها جارتها عائش فبعثت بخادمتها اليها فهي تعرف السر.. انه خيط الابرة كلما انقطع في يد ميمونة.. وميمونة قد ضعف نظرها لطول التحديق في ثقب الابرة.
ميمونة مثال ورمز كريم من رموز الحي القديم.. تخيط الثياب لنساء الحي.. ومشغولاتها البسيطة تملأ دار جارتها عائش.
وحينما تزوجت عائش فانها لم تبتعد كثيرا.. لقد رضيت بالعيش مرة اخرى في طرف الحي مع فتاة..
اقبلت ميمونة يقودها حفيدها الصغير تحمل بين يديها ثوب عرس عائش.. ثوب حلو الالوان ارادت ان تشاركها فرحتها.
تخللت الصفوف ومضت حتى وضعت يدها على جبين عروس الحي.. وكانت تلك الليلة ليلة عائش.. تحسست قسمات وجهها.. ولم تنس ان تمرر يدها على انفها المستقيم الذي كان سر جمالها..
شربت شراب الفرح.. نهضت لتتصرف فأسرت اليها عائش.
يعز علي ان افتقد قهقهتك يا ميمون..!
ومضت ميمونة في الطريق تقهقه..!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved