ما إن يبدأ العد التنازلي لرحلة التقاعد لبعض الموظفين حتى تنتابه تصرفات عجيبة تتمثل في الغياب والخروج والتساهل في أداء عمله، والعجيب أن ذلك الموظف كان إلى عهد قريب مثالاً ونموذجاً يحتذى في الانضباط وتطبيق الأنظمة والشعور الكامل بالمسؤولية! ولكن شعوره بأن تقاعده قد «حان» جعله يضطرب «وظيفياً» فيرتكب الكثير من الأخطاء والتجاوزات التي لا تتسق وتاريخه المضيء! ليصبح مثيراً لعلامات التعجب والاستفهام بين زملائه ومرؤوسيه!!
التقاعد بالنسبة للبعض بداية لحياة أخرى مليئة بالحيوية والنشاط والانطلاق في مجالات جديدة وبالنسبة لآخرين هو نهاية قبل النهاية، لذا تهتز لديه الصورة ويغير من قناعاته في عمله.وربما ظن البعض أن أفضل أسلوب لمغادرة الجهاز الذي يعمل به هو إذا «كنت رايح كَثّر من الفضايح» ففي هذه الفترة يكون لسان حاله يقول: الآن يمكن تمرير الكثير من المعاملات التي ما كانت تمر في السابق.
والآن وظف كل من تستطيع توظيفه من أقاربك وأقارب أقاربك فأنت مغادر ولا بد أن تنفع جماعاتك، القناعات والمبادئ السابقة طمسها الشعور بدنو التقاعد.
الأمر المفرح أن من يفعلون ذلك قلة من الموظفين لكن الكثيرين يخرجون من الوظيفة مرفوعي الرأس ورايتهم بيضاء ناصعة!
|