«قبل أن تسأل دولتك ماذا عملت لك. اسأل نفسك ماذا عملت لدولتك».
هذه الجملة الخالدة، لست أنا قائلها.. وليس صاحبها ممن يعيش في معمعة السواد الأعظم من البشر.. ولكنه رجل اكتسب عظمته من زاوية الاحترام.. للقانون.. وحقوق الدولة.. والمجتمع يوم كان ليس ذلك الشهيد..
تذكرت هذه العبارة.. وقائلها.. ولاحت أمام نظري.. في موقف كنت أتوقع كل شيء ممكنا وقوعه.. سوى ذلك الذي حدث.. فبعد مسافة طويلة.. قطعتها راكباً مع زميلي في سيارته.. ومن شارع لآخر.. ومن منعطف لشارع أكثر منعطفات.. قال صاحبي: لقد سرنا هذه المسافة التي لا حاجة لنا بها.. خوفاً من السقوط في أيدي رجال رسوم السيارات.. فبالله بربكم .. كيف يمكننا ان ننظر إلى أنفسنا.. ونحن نعيش صورة.. الهروب أبداً من النظام.. في حين أننا ندرك.. وباقتناع تام.. ان ما يفرض علينا من أنظمة هي أقل ما يحدث ويفرض في أي بقعة بالدنيا.. حتى في أمريكا نفسها.. وفيها أعظم وأغنى مجتمع بشري.. ثم أي قناع.. يمكن له ان يخفي رداء الخجل من وجوهنا.. إذا ما أردنا المزيد من دولتنا..؟؟
قصص كهذه.. وغيرها كثير.. نضعها بأنفسنا.. ليس خداع للنظام.. وإنما حقيقة.. خداع لأنفسنا لا غير.. وهل أخطر من خداع النفس لذاتها..!
نسيت.. ان أقول ان الرئيس.. جون كنيدي.. هو قائل عبارتنا.
أطباق بلا طعام
لا أجد وصفاً يؤدي بصدق وأمانة.. إلى تصوير بعض مطربينا.. وليس كلهم.. سوى أنهم «أطباق بلا طعام» وليسوا طعام بدون ملح.. وأنا لا أنكر أتعابهم.. بأنهم «فنانون» ولكن في أي لون من الفن هم؟؟ ثم هم بالفعل نجوم على صفحات الجرائد فقط وعبدالحليم حافظ على سبيل المثال نجح كمطرب.. وفشل كملحن.. وشق طريقه بنجاح.. لأنه عرف قدر نفسه وأين يجب ان يقف.. فهل وعلى سبيل المثال أيضا يعرف ذلك فوزي محسون.. ويتنازل عن الطرب.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
صالح السليمان المرشود
|