Thursday 20th november,2003 11375العدد الخميس 25 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حصيات الكلية حصيات الكلية
د. محمد مازن حمودة ( * )

لقد منَّ الله على الإنسان بكثير من النعم والفضل، ومن نعم الله التي يغفل عنها الإنسان هي نعمة إخراج البول بشكل منتظم ودائم، إذ إن إخراج البول من الجسم يخلص أجسامنا الكثير من الشوائب والسموم والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم التي يعتبر تراكمها في الجسم أمراً خطيراً قد يؤدي لمشاكل كبيرة لأجسامنا.
ولكن أحياناً تطرأ بعض الأمور على الوظيفة الطبيعية التي تقوم بها الكليتان من إخراج البول، وأحد هذه الأمور الطارئة هو تشكل حصيات الكلية.
وإن حصيات الكلية هي حصيات شاذة تتوضع في الكليتين ويمكن لهذه الحصيات أن تتوضع في أي جزء من أجزاء الجهاز البولي «الكلية، الحالب، المثانة»، وأن نسبة الأشخاص الذين يصابون بالحصيات الكلوية تشكل 1-5% من البشر وإن من تتكرر عندهم الإصابة بالحصيات الكلوية من هؤلاء هم 50- 80%.
الحصيات الكلوية يمكن أن تتكون من عدة مركبات:
أوكسالات الكالسيوم، فوسفات الكاليسوم، فوسفات المغنسيوم، حمض البول وتشكل الحصيات الكلوية نسبة 80% من الحصيات بشكل عام، وهي تتميز بأنها ظليلة الأشعة أو تكون واضحة بالصورة الشعاعية البسيطة.
أما حصيات حمض البول فتشكل أقل من 5% من الحصيات، وهي تكون شفافة على الأشعة أي أنها غير واضحة بالصورة الشعاعية البسيطة.
لماذ تتشكل الحصيات الكلوية:
إن لتشكل الحصيات الكلوية عدة أسباب ومن أهمها:
1- زيادة نسبة إخراج البلورات التي تشكل الحصيات مع البول مثل بلورات الكالسيوم أو الأوكسالات أو بلورات حمض البول.
2- النقص الشديد في إنتاج البول، وهذا يؤدي لطرح بول شديد التركيز تتجمع فيه البلورات بكثرة لتكون الحصاة.
3- تغيرات في حموضة وقلوية البول «ph البول» لأن البول الحامضي يؤهب لحدوث حصيات حمض البول، بينما البول القلوي يؤهب لحدوث حصيات كلية أو من فوسفات المغناسيوم.
4- نقص المواد التي تطرح في البول بشكل طبيعي وتمنع من تجمع البلورات المكونة للحصاة مثل «السيترات، غليكو بروتينيات».
ومن العوامل الأخرى المساهمة في تكوين الحصيات:
الركودة البولية، والإنتانات المتكررة، والتشوهات التشريحية في الجهاز البولي، ومع ذلك تبقى 50% من الحصيات غير معروفة السبب.
الأعراض السريرية:يمكن أن تبقى الحصاة الكلوية دون أعراض لفترة طويلة، ويمكن أن تحدث أعراضاً خفيفة عند التبول بشكل حرقة بولية أو آلام خفيفة في الخصيتين، ولكن الغالب أن تكون أعراض الحصيات شديدة عند المرضى، وتتمثل هذه الأعراض بآلام في الخاصرة تكون نوبية أي تشتد أحياناً لتخف في أحيان أخرى ويمكن أن تنتشر هذه الآلام على مسير الحالبين أو أن تتوضع فوق المثانة أو أن تنتشر للخصيتين عند الذكور.
وتشبه النساء عادة نوب الألم بأنها أشد من آلام المخاض، ويترافق الألم عادة مع تغير في لون البول نحو الأحمر مع تعدد مرات التبول وقد يحدث أحيانا صعوبة في التبول، وغالبا ما يترافق الألم مع غثيان وإقياء.
التشخيص:يتم تشخيص حصاة الكلية بناء على القصة السريرية مع إجراء بعض التحاليل والتصوير بالأشعة «البسيطة، والظليلة، والأمواج فوق الصوتية»، وأهم التحاليل الموجهة هو تحليل البول.
* وبعد ذلك لابد من إجراء دراسة لمعرفة نوع البلورات المكونة للحصاة بإجراء للحصاة، وكذلك معرفة العوامل التي أدت لتشكلها ليتم تفادي تشكل حصاة جديدة فمثلاً، إن كانت الأسباب هي عبارة عن شذوذات تشريحية في الجهاز البولي يمكن أن تعالج جراحياً، يتم علاج هذه الشذوذات، أو كان السبب زيادة إخراج بلورات معينة في البول «بلورات الكالسيوم، بلورات حمض البول.. » يتم كذلك إعطاء الأدوية المناسبة واتباع حمية خاصة بكل نوع من أنواع البلورات، أو كان السبب إنتانات بولية متكررة يتم دراسة سبب هذه الإنتانات مع معالجتها بالعلاج المناسب.
وهكذا يتم علاج كل حالة على هذه المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص لمعرفة الأسباب ومحاولة تجنبها ومعالجة الحالات القابلة للعلاج.
وبشكل عام ينصح جميع المرضى الذين لديهم استعداد لتكوين حصيات كلوية بتناول كميات كبيرة من السوائل يومياً على الأقل 3 ليترات يومياً مع اتباع الحمية المناسبة لكل حالة حسب تعليمات الطبيب.

( * ) إخصائي أمراض باطنية وأمراض الكلية بمستشفى الحمادي

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved