كان المولود يعامل فيما مضى كالطفل، ولم ينتبه له حقيقة وبشكل علمي إلا عام 1961م، حيث أصبح هذا التاريخ بداية لعلم طب المواليد، وخطا بسرعة عجيبة كسرعة نمو المولود بل أسرع، كما يشرح لنا د/ محمد شعيب اليافي «طبيب المواليد في مستشفى الحمادي بالرياض».
ولكن تنبه للأمر بعض الأطباء، فجعلوا يكتبون ملاحظاتهم حول المولود، فوجدوا أن الأمر مختلف عن طب الأطفال، وجعلوا يبحثون ويسجلون نتائج ملاحظاتهم بعد أن أحصوا عدداً كبيراً من المواليد، وتعلموا من ذلك الشيء الكثير، وعلموا أن نقص الوزن في الأسبوع الأول أمر طبيعي مقارنة مع وزن الولادة، وذلك للأسباب التالية: منها أن المولود يبول بعد الولادة ما احتبس في مثانته، ويتغوط ما تجمع في أمعائه من مفرزات غدد جهاز الهضم، مضافاً لما ابتلعه من سوائل وما فيها كانت حوله، وهو ما ندعوه العقي ذا اللون الأخضر الداكن الأقرب للسواد.
ويستطرد د/ اليافي قائلاً: ولا يخفى تبخر الماء من الجلد خاصة عند المواليد الخدج إلى حين تنضج طبقات الجلد كلها فتنقص كمية الماء المتبخر، والداخل للجسم لا يعادل ذلك الخارج في أيامه الأولى، لأنه يأخذ القليل من الغذاء في يومه الأول ليزداد بالتدريج خلال الأيام الأولى ليصل إلى المعدل الطبيعي، بحيث يصبح الداخل أكثر من الخارج فتبدأ عندها زيادة الوزن.
ووضعوا لنقص الوزن قواعد منها أن لا يزيد مجمل نقص الوزن عند المولود الكامل النمو «الذي بلغ الشهر التاسع في حمله» لأكثر من 10%، وأن لا يزيد نقص الوزن عند الخدج لأكثر من 15%.
كما أنه ليس طبيعياً أن ينقص وزن المولود لأكثر من 5،2% من وزنه في خلال 24 ساعة.
في الأسبوع الثاني عادة تبدأ زيادة الوزن ليصل في نهاية العام الأول إلى ثلاثة أضعاف وزن ولادته، أي ما يعادل 10 كغ وهذا يتطلب أن نزن المولود يومياً في شهره الأول لأهمية ذلك خاصة أن المولود قادم، لحياة جديدة، ولا نعرف عنه من قبل سوى النذر اليسير، ذلك من خلال متابعة أمه، وتصوير الجنين بالأمواج فوق الصوتية، ثم يتابع الوزن كل أسبوع في أشهره الأولى، وبعدها يكتفي بالوزن شهرياً مرة على الأقل.
أما الطول ومحيط الجمجمة فيكفي قياسهما مرة واحدة كل أسبوع، ليصل الطول إلى 75 سم في نهاية عامه الأول ومحيط جمجمته إلى 50 سم عند ذلك.
ولا بأس من الأم أن تنظر إلى الممرضة أو الطبيب عند مراجعة العيادة لترى كيف يتم الوزن والطول ومحيط الجمجمة ومن ثم تتابع الأمر بنفسها، وتسجل ملاحظاتها على ورقة صغيرة تقدمها للطبيب عند مراجعة العيادة مع تاريخ كل وزن وطول ليتسنى للطبيب إنزال تلك المعلومات على جداول مخططات النمو أو أن تقوم الأم بنفسها بذلك، ولتعلم الأم أن قياسات المولود يجب أن تبقى على نفس المنحنى عند المواليد الأصحاء.
فإن لاحظت شذوذاً عن المنحنى سواء صعوداً أو هبوطاً فإن في الأمر مشكلة وعليها مراجعة الطبيب لمعالجة الأمر في أوله وهو أسهل من التأخير وعادة ما يتعلق الأمر بغدد المولود وعظامه وامتصاص الأمعاء لغذائه وعوامل كثيرة مختلفة، تتجلى كلها على مخططات النمو.
|