* الرياض متابعة عبدالرحمن المصيبيح:
يُعتبر مشروع منتزه سلام الواقع على طريق الملك فهد جنوب شارع طارق بن زياد بمدينة الرياض أحد المشاريع الكبيرة والمهمة في العاصمة الرياض والذي قدمته حكومتنا الرشيدة هدية لسكان هذه المدينة وزوارها ليصبح متنفسا ومنتزها جميلا يضاف إلى المشاريع الحيوية والمهمة في العاصمة وهذا بفضل من الله ثم بفضل الحكومة الرشيدة وكذلك بمتابعة واهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز اللذين يحرصان كل الحرص على سعادة المواطن وراحته.
«الجزيرة» في المتنزه
يوم أمس قامت «الجزيرة» بجولة شاملة لهذا المعلم الجديد والذي نفذ بطريقة رائعة وجميلة وجذابة تزينه الخضرة والنخيل وانسياب المياه من خلال جداول اعدت لهذا الغرض.
«الجزيرة» التقت بعدد من المواطنين والمقيمين والذين تحدثوا عن هذا المشروع ومساهمته في ايجاد جو جميل ومريح لزائريه.
312 ألف متر مربع
وقبل ان نبدأ الحديث مع المواطنين لابد ان نتحدث عن هذا المشروع حيث شارفت الأعمال في منتزه سلام الواقع على طريق الملك فهد جنوب شارع طارق بن زياد على الانتهاء وتبلغ مساحة المتنزه 312 ألف متر مربع على أرض مزرعة سلام الشهيرة التي نزعت ملكيتها منذ مدة طويلة، لتضم إلى مرافق المدينة العامة واشتهرت بجودة نخيلها، وكانت ملكا خاصا انشئ فيها قصر سكني وعدد من المباني الخدمية ومسجد يتجاوز عمره الآن سبعين عاما. ونظرا للموقع الاستراتيجي لتلك المزرعة ولحاجة وسط المدينة للحدائق والمناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء والكثافة السكانية والعمرانية في المنطقة، فقد تقرر منذ وقت مبكر نزع ملكية المزرعة تمهيدا لتحويلها إلى منتزه عام يخدم سكان المدينة.
مكونات المتنزه
ويتكون مشروع منتزه سلام من بيئات مختلفة تشمل منطقة المزرعة التي تقع في الجزء الشمالي من المتنزه وتشتمل على ما تبقى من مزرعة النخيل، بالإضافة إلى أشجار النخيل الإضافية التي يصل عددها لألف نخلة وتقدم هذه المنطقة نموذجا للمزرعة التقليدية، حيث يتاح للجمهور الاستفادة من ظلال النخيل واختيار أماكن جلوسهم دون ايجاد تكوينات مخصصة كجلسات للعائلة، ما يضفي على الموقع مزيدا من المحاكاة للواقع ويتيح للزوار حرية الاختيار.
منطقة البحيرة
ومن أبرز عناصر المشروع منطقة البحيرة التي تبلغ مساحتها 33 ألف متر مربع وقد حفرت بأعماق مختلفة بحيث لا تتجاوز أعلى نقطة فيها خمسة أمتار وتقدر المياه التي تستوعبها البحيرة بحوالي 140 ألف متر مكعب وقد تم البدء في تعبئة البحيرة منذ 6 أسابيع تقريبا وقد وصل الماء إلى أعلى مستوى له في البحيرة نهاية شهر شعبان الماضي، وجهزت أرضيتها بطبقات من الطين المرصوف، وطبقات من المواد العازلة لحفظ الماء، كما وضعت عدة احتياطات وتجهيزات لضمان حركة المياه في البحيرة بشكل دائم والحيلولة دون نمو الحشرات والبعوض فيها، وكذلك نمو الطحالب، ويدخل ضمن هذه الاحتياجات نوافير مياه متعددة مضاءة ليلا، ومضخات لتوليد تيارات مائية دائمة، فضلاً عن زراعة النباتات التي تحد من انتشار الطحالب وقد قسمت البحيرة إلى منطقتين احداهما يتاح فيها ركوب القوارب والأخرى تمثل تكوينا طبيعيا حيث يتوقع ان تستقطب البحيرة مع المسطحات الخضراء في المتنزه الطيور المحلية والمهاجرة ويحيط بالبحيرة ممر مشاة دائري ومسقوف بعرض عشرة أمتار وطول كيلومتر، يمر عبر معظم أرجاء المتنزه.
منطقة التلال
كما يضم المشروع منطقة التلال التي تقع في الوسط وتتكون غالبا من مسطحات خضراء، إضافة إلى منطقة البيئة الطبيعية التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المتنزه، وهي مخصصة لتوفير بيئة طبيعية لأنواع مختارة من الحيوانات والطيور التي تعيش في المنطقة وسيكون الدخول لهذه المنطقة عبر مرشدين مخصصين لخدمة الجمهور وتعريفهم بموجدات هذه المنطقة.
سيتم تزويد المتنزه بأربعة مصليات، ودورات مياه، ومحلات لبيع التذاكر والمأكولات الخفيفة، وثلاثمائة موقف للسيارات، كما سيحيط بالمتنزه من الخارج ممر فسيح وآمن لممارسة رياضة المشي، وسيغذى المتنزه بالمياه الكافية من خلال المياه الأرضية من طريق الملك فهد التي ستمر عبر محطة تنقية في الموقع قبل ضخها في البحيرة أو في شبكة الري المتكاملة للأشجار والمسطحات الخضراء في الموقع.
الهيئة تتولى التخطيط والإشراف والتنفيذ
وتولت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض القيام بتخطيط المشروع والإشراف على تصميمه وتنفيذه، حيث تقوم الفكرة الأساسية للمشروع على ايجاد متنزه عائلي متعدد البيئات، يخدم زائريه بقضاء أوقات ممتعة من خلال تزويد المتنزه بالمسطحات الخضراء واحتياجات المرافق العامة وملاعب الأطفال، كما ينتظر ان يخدم المتنزه البيئة العامة للمدينة بزيادة الرقعة الخضراء، وايجاد محيط بصري من التكوينات الطبيعية تخفف من حدة مظاهر العمران والكثافة المرورية في المنطقة، كما ينظر للمشروع كجزء مكمل ومتناسق مع برامج الهيئة التطويرية في منطقة قصر الحكم بمراحلها الثلاث أو المشاريع الأخرى التي أشرفت وتشرف عليها الهيئة، كإنشاء المحكمة الكبرى، ومقر الدفاع المدني، وحاليا مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم.
إبقاء مزرعة النخيل
وقد اعتبر في التصميم الاستفادة من العناصر القائمة، فابقيت مزرعة النخيل، واضيف اليها اشجار أخرى، كما وضعت تصورات أولية للافادة من المنشآت العمرانية في الموقع، والتي بالرغم من كونها مبنية على الطراز الحديث إلا انها قديمة وتتمتع بتصميم فريد وإمكانية عالية لتحويلها إلى مركز ثقافي يستوعب عددا من الأنشطة الثقافية التي اخذت تتزايد في السنوات الأخيرة.
المسطحات الخضراء
كما روعي في تصميم المتنزه الذي تشكل المسطحات الخضراء جزءه الأكبر، ان تكون لدى هذه المسطحات والمزروعات القدرة على النمو والتكاثر في ظل الظروف الصحراوية لمدينة الرياض، ويأتي هذا المشروع متكاملا مع طريق الملك فهد، حيث يساهم المتنزه في زيادة المسطحات الخضراء على جانبي الطريق مما يخفف من مصادر التلوث المنبعث من السيارات التي تعبر الطريق، كما يساهم نظام المياه الأرضية في طريق الملك فهد المكون من حوالي الف بئر في توفير مصدر مياه كاف ومتدفق لري المسطحات الخضراء في المتنزه، وتزويد البحيرة وقد حرصت الهيئة ان يقدم المتنزه باقة منوعة من المرافق المتعددة التي تسمح لمرتاديه بمزوالة أنماط مختلفة من الأنشطة الترويجية من الألعاب المائية إلى الألعاب الرملية، إلى مضامير المشي، إلى النوافير والتكوينات المائية فضلا عن البيئات الطبيعية المتنوعة، والحياة الفطرية التي سيستقطبها المتنزه.
«الجزيرة» تلتقي بالمواطنين
وبمناسبة قرب الانتهاء من هذا المشروع التقت «الجزيرة» بعدد من المواطنين الذين تحدثوا عن هذا المشروع وأهميته حيث تحدث في البداية الأستاذ أحمد الشيبي وهو مدرس رياضيات في المرحلة المتوسطة فقال: أولا اشكركم على هذا اللقاء، حقيقة ان تنفيذ هذا المشروع وفي هذه المنطقة بالذات يتيح الفرصة لسكان هذا الحي والمناطق المجاورة للاستفادة من هذا المشروع، وهنا لابد من الاشادة بالدور الكبير الذي بذله ويبذله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تجاه عاصمتنا الحبيبة حتى نفذت هذه المشاريع واتاحت الفرصة لسكان المدينة لقضاء أحلى الأوقات كما اشكر الهيئة العليا لتطوير الرياض على جهودها الكبيرة والواضحة في مدينة الرياض أهنئ الجميع بهذا المشروع ومزيدا من مشاريع الخير.
وقال المواطن محمد السميح: لا شك انه مشروع كبير ورائع نفذ بهذا المستوى.. مبروك لنا جميعا ومزيدا من مشاريع الخير.
وقال المواطن عبدالله ابراهيم الخميس: أولا اشكر جريدة «الجزيرة» على هذا اللقاء بالنسبة لمشروع متنزه سلام فهو من المشاريع الكبيرة، أهنئ الهيئة العليا لتطوير الرياض، وكل ما أتمناه من الجميع المحافظة على هذا المشروع وغيره من مشاريع النماء والعطاء.
وقال المواطن الأستاذ إبراهيم الشدي: إنني سعيد بهذا المشروع ولا شك انه يمكن سكان المدينة من قضاء أحلى الأوقات لقد أعجبنا هذا المشروع وخاصة اختيار هذا الموقع وتحويل هذه المزرعة إلى متنزه للاستفادة من النخيل والأشجار الموجودة في المزرعة.. شكرا لسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه.
|