قفوا صفّاً بوجهِ المعتدينا
وصدوا من يرى الإرهاب دينا
وقولوا: يا دعاة الهدمِ مهلاً
فأنتم للشريعة هادِمونا
بأيّ شريعةٍ، وبأيّ عرفٍ
تريقون الدماء وتقتلونا؟!
دعوا التكفير ظهريّاً فأنتم
عُري من لباس المتقينا
ولا تتشدقوا بالدين زوراً
فأنتم عن هداه سادرونا
زعمتم أن دين الله عُسر
وكثرتم صفوف الهالكينا
كذبتم. إن دين الله يُسر
برغم مزاعم المتنطعينا
وكل المسلمين على صراط
قويم أيها المتشددونا
وغير المسلمين لهم حقوق
أتت في شرع خير المرسلينا
فقوموا واملؤوا الدنيا ضجيجا
وزيدوا في مسامعها طنينا
فما ترك النهار لكم ستاراً
وما عاد العبادُ يصدّقونا
بداية أمركم تبديع قومٍ
وغايته قتال الآمنينا
وما ترك التعصب من قديم
لأهليه مسامع أو عُيونا
أليس «محمد» أهدى سبيلاً
وأُرسل رحمة للعالمينا؟
ولم يُبعث ليقتُلنا ولكن
ليمنحنا حياة الخالدينا
ولم يُشهر حسام الحرب إلاّ
ليدفع صولة المتجبرينا
كذاك سماحة الإسلام كانت
لدى أصحابه والتابعينا
وما بدأوا عدوهم بحرب
وما كانوا إليها سابقينا
يرى المتعصب الدُنيا بعينٍ
ترى الأوهام حقاً والظنونا
إذا ما شام سطراً من كتابٍ
تخيل أنه ساد القرونا
فنصب نفسه ديناً ودُنيا
وكفَّر من سواه أجمعينا
يُريقُ دماءهم ظُلماً وزوراً
ويزعمُ ذاك دين المُسلمينا
ويتلو من كتاب الله آياً
يرى تأويلها سرّاً دفينا
إذا ما استُنْطِقَت نَطَقَت بحقّ
عليه بأنه لن يستبينا
يُدمرُ كل شيء لا يُبالي
أتى عقلاً بذلك أم جُنونا
ويمضي في جهالته مُصرّاً
ولا يرعى حقوق المؤمنينا
شديد تمسك بقشور دين
يضيع بها الفرائض واليقينا
فما أغلى الحياة لمن رعاها
وأهونها على قومٍ عمينا
ستبقى جنة الدُنيا بلادي
على رغم الجفاة الحاقدينا
وتحفظها لال سعود أيدٍ
تصونُ الشرع والبلد الأمينا