من الملاحظ أن أغلب المتورطين في العمليات الإرهابية هم من الشباب دون الثلاثين. فهل تساءلنا نحن (العقلاء) ما الذي يدفع أو يقنع هؤلاء الشباب في التورط في مثل هذه العمليات الإجرامية التي باتت تسمى بالإرهاب؟ نحن نعلم أن الارهاب.. ذلك الوحش الذي ظهر فجأة في بلداننا العربية الإسلامية ليبدد أمن الأبرياء ويغتال براءة الاطفال دون ذنب أو مبرر.. إنه نبتة شيطانية نمت في بلادنا في غفلة لندفع ثمنها الآن من أرواحنا وأبنائنا ونسائنا.. ولا يعرف أحد متى وكيف وأين ستكون الضربة.. أو التفجير التالي؟ الإرهاب لا يفرق في جرائمه بين طفل وشيخ.. ومدني وعسكري.. ومسلم وكافر فهو ثقيل ويدمر ليعلن نفسه محللاً وقاضياً لتطبيق مبادئه وأفكاره الإجرامية.. ولا يهتم الإرهابيون من هم ضحاياهم أو لماذا ماتوا.. ورغم أن هذه الصورة القبيحة للإرهاب لم ولن تكون يوماً إحدى سمات مجتمعاتنا العربية الإسلامية إلا أن ما حدث مؤخراً في بلادنا الآمنة.. قبلة المسلمين يؤكد أن شرذمة الإرهاب تقف وراء تدمير شبابنا السعودي المسلم.. فماذا علينا أن نفعل؟
يوافقني الجميع أن الارهاب قد أصبح ظاهرة خطيرة تؤثر في المجتمع وفي نموه وتطوره وتؤدي إلى وجود جرائم إنسانية كبيرة.. وأن من يشارك في هذه الظاهرة هم أناس خسروا كثيراً وأحدثوا شعوراً ضدهم بالعداء والكراهية في كل بقعة من بقاع العالم.. والمشكلة أن من يقف وراء هذه الأعمال الارهابية يحاولون أن يقنعوا (الشباب بصورة خاصة) أنهم على حق ويعتبرون أن قضاياهم لا تتحقق إلا بالعنف.. وأن هؤلاء الأشخاص لديهم شعور بالإحباط والظلم ولا يعرفون كيف يعبرون عنه فهم يرون أن قضاياهم أهم من أرواح ضحاياهم البريئة.وقد استغربت كغيري من الأصوات التي انطلقت مؤخراً بإجراء الحوار مع هؤلاء الإرهابيين.. وأي حوار يتحدثون عنه؟ هل هو حوار ما تم من تفجيرات في أرض الحرمين الشريفين والتي روعت المعتمرين في هذا الشهر الفضيل؟ أم هو تذكير أهالي من قتل ودمر وشوه في مجمع المحيا بالرياض بأن المسلمين العرب يقتلون أهاليهم وإخوانهم وأبناء عروبتهم ودينهم؟
حديثي اليوم ليس عن الأحداث نفسها بل عن المتورطين فيها وأخص بالذكر الشباب المدفوع من جهات سياسية وفكرية مجرمة.. حيث إنهم يقومون ببرمجة هؤلاء الشباب الذي يكون في أغلب الظروف (عاطلاً عن العمل) فيصبح عبارة عن أداة للقيام بالتخريب في بلده وإتلاف الثروات وقتل الأبرياء مقابل مبلغ من المال يعوضه عن بطالته الأبدية.
المسببات لانخراط هؤلاء الشباب في الأعمال الإرهابية تعود إلى:
أولاً: حاجة هؤلاء الشباب الى المال السريع نظرا لعدم تمكنهم من الحصول على وظائف توفر لهم المستقبل.
ثانياً: التنشئة الخاطئة والإهمال الأسري لهؤلاء الشباب.
ثالثا: تبني بعض الجماعات المتطرفة (الفكر التكفيري) الذي ظهر مؤخراً لمحاربة ومعاداة كل من لا يتفق معهم.. كما فعل الخوارج الذين ظهروا في صدر الاسلام.
رابعاً: توفر الأموال الطائلة التي هي منبع الارهاب من خلال تجارة المخدرات والاسلحة وغسيل الأموال.
خامسا: عدم توفر الوازع الديني المعتدل في توجيه الشباب ودفعهم نحو فهم الدين الإسلامي على حقيقته.
سادساً: الجهل في معرفة الحقائق وسرعة تصديق الإشاعات المغرضة والتي تدفع الشباب إلى التطرف الفكري ومن ثم إلى الإرهاب.
سابعا: علينا جميعاً أن نبدأ بتوعية شبابنا عن خطورة الإرهاب وهذه التوعية تبدأ في المنزل والمدرسة والشارع والنادي.. والمسؤولية تقع على الجميع.. الحكومة والشعب.
أرجو أن نكون يداً.. وقلباً وأمة واحدة في وجه الإرهاب والإرهابيين.
|