Thursday 20th november,2003 11375العدد الخميس 25 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نظرة في مفاسد حوادث التفجير نظرة في مفاسد حوادث التفجير
ماجد بن محمد المرسال(*)

لا أحد يشك في شناعة حادث التفجير الذي حصل في مدينة الرياض، والذي راح ضحيته عدد من الأبرياء من الأطفال والنساء بغير حق، وهذه الجريمة النكراء التي تنكرها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية والعقول السوية لها من المفاسد ما لا يمكن حصره ومن أبرزها:
1 قتل النفس التي حرّم الله تعالى بغير حق. وقد أجمع أهل العلم على أن قتل النفس بغير حق أكبر الذنوب بعد الشرك بالله تعالى.قال تعالى:{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } .
وقال: { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }، ولو كانت النفس نفس غير مسلم إذا كانت معصومة بالعهد والميثاق وقد جاء في الحديث الصحيح «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة».
2 زعزعة الأمن في بلاد الحرمين التي أصبحت مضرب المثل في استتباب الأمن واستقراره بين دول العالم، وكم في العبث بالأمن من مخاطر لا يعلمها إلا الله، فكيف تقوم الحياة دون أمن واستقرار وكيف تكون عبادة الله تعالى وارتياد المساجد وأداء الشعائر في حال الخوف والانفلات! ولكن كما قال تعالى: { فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ وّلّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ }.
3 الخروج على ولاة الأمر بغير حق والذي نص القرآن على طاعتهم بالمعروف قال تعالى: { يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللهّ وّأّطٌيعٍوا الرّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً } .
وقد جاء في الحديث «من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصى الأمير فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله».
4 الانشقاق على جماعة المسلمين ومخالفة سبيلهم قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} .
فما أحوجنا إلى وحدة الصف وجمع الكلمة بعيداً عن التفرق والتنازع كما قال تعالى: {وّلا تّنّازّعٍوا فّتّفًشّلٍوا وّتّذًهّبّ رٌيحٍكٍمً وّاصًبٌرٍوا} .
5 خدمة أعداء الإسلام في إيجاد الذرائع لهم في عالمنا الإسلامي بل في أرض الحرمين ليشنوا حملاتهم المغرضة على المسلمين سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وغير ذلك.
6 تشويه صورة الدين الإسلامي في أنظار غير المسلمين وتشويه مذهب أهل السنة في أنظار المخالفين، فكيف يحسن الظن بمذهب أو دين جعل الدماء أرخص ما لديه وكأن إزهاق الأنفس وإراقة الدماء من الأمور اليسيرة السهلة.
7 إعاقة العمل الوطني والإغاثي والدعوي والإصلاحي بل أقول والجهادي في مواطن الجهاد الحقيقية في فلسطين وغيرها بعيداً عن الأعمال الشاذة من التفجيرات الإرهابية الخالية من الهدف السامي والمقصد النبيل.هذه شذرات من طرف الذهن لا تخفى على أحد فضلا عن عاقل بصير.اسأل الله تعالى أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها واستقرارها وان يوفق ولاة أمرها لكل خير، وان يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وتدلهم عليه، وان يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح شباب المسلمين إنه سميع مجيب.

(*)مركز الدعوة والإرشاد في أم القيوين

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved