Thursday 20th november,2003 11375العدد الخميس 25 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لـ « الجزيرة »: وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لـ « الجزيرة »:
المبررون للأعمال الإرهابية محرضون ومشاركون في هذا الجرم الشنيع

* حوار: مسلم الشمري:
أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري بأن المبررين لجميع الأعمال الإرهابية الإجرامية التي شهدتها بلادنا خلال الفترة الماضية وما حدث في مجمع المحيا السكني بالرياض الأسبوع الماضي يعتبرون محرضين ومشاركين مع المنفذين في هذا الجرم الشنيع.
وقال فضيلته في حديث خص به «الجزيرة» إن وزارة الشؤون الإسلامية تقوم بعدة جهود منها ما هو علاجي ومنها ما هو وقائي، مشيراً إلى أن هناك العديد من الشباب الذين تم تقويمهم بجهود من دعاة الوزارة عن طريق الحوار.
وأشار فضيلته إلى أن مع هذه الأحداث الدامية تتضاعف الجهود من قبل الدعاة ومن قبل منسوبي الوزارة من خلال الإمكانات المتاحة لهم.
وإلى تفاصيل الحوار..
فاجعة ومأساة
* من موقع مسؤوليتكم بالشؤون الإسلامية، كيف تعلقون على الأعمال الإجرامية الإرهابية التي حدثت في مجمع المحيا السكني بالرياض مؤخراً وبرأيكم من يقف خلف هذه الأعمال الإجرامية؟
- إن ما يدمي القلب ويبكي العين هذا الحادث الفاجعة المأساة التي وقعت في عاصمة الأمن والأمان الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وما سبق ذلك من أحداث تمثلت في اكتشاف أجهزة الأمن لعدد من الخلايا الإرهابية وكميات كبيرة من الأسلحة والمواد المعدة للاستخدام في أطهر بقاع الله في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة ثم بعد ذلك الرياض وغيرها من مناطق المملكة العزيزة، هذا الأمر حقيقة كما ذكرت مفجع وجرم شنيع وفظيع لا يمكن لإنسان عاقل أن يقر به أو أن يتصور حدوثه فما بالك بأبناء هذه البلاد الذين تربوا على القيم النبيلة والمعاني الإسلامية الرفيعة. هذا حادث مؤلم بلا شك حادث مدان بكل أنواع الإدانة لا يمكن تبرئته بأي شكل من الأشكال، الألم الذي سببه هذا الحادث للسعوديين عموما مواطنين ومسؤولين ألم كبير جداً لا يمكن أن يتصور الإنسان هذه الضحايا من أطفال من نساء من مختلف الجنسيات وهم يتعرضون لما تعرضوا إليه في بلادنا العزيزة بلاد الأمن والأمان الحقيقة كنا ولا زلنا نفتخر في هذا البلد بأننا بلد الأمن وأن الأمن في هذه البلاد هو مضرب المثل للعالم أجمع ولكن هذه الأمور التي استجدت الحقيقة تعطينا حافزاً لمراجعة بعض الثغرات الموجودة عندنا سواء من الناحية الفكرية أو من النواحي الأخرى قد يتسلل منها بعض ضعاف النفوس للإخلال بأمن هذا المجتمع والإخلال بتنمية هذا المجتمع وبعلاقاته مع الآخرين.
الحقيقة أنا في هذا الحادث الشنيع أوجه كلامي إلى فئتين من الناس مع الأسف فإن المنتهزين للفرص والمتسلقين على ظهر الأحداث هؤلاء الذين يزايدون على الوطن ويزايدون على وحدته هؤلاء الذين يستغلون حدوث مثل هذه الأمور وهذه الأحداث لينشروا أفكارهم وينشروا دعواهم سواء التفوا بعباءة الدين أو عباءة الإصلاح أو عباءة الفكر.. أقول لهؤلاء: كفى لأن انتهازكم لهذه الفرص وتسلقكم على أكتاف الأحداث لن يحقق لكم شيئاً ولا يفعل هذا الفعل ولا يقوم بهذه الانتهازية إلا إنسان خائن لدينه أولاً وخائن لوطنه ومن ليس لديه غيرة على وطنه، فبالتأكيد ليس لديه غيرة على دينه لأن هذا الوطن هو وطن الإسلام ووطن العروبة، هو الذي يحمي مقدسات المسلمين وهو الذي يطبق شرع الله سبحانه وتعالى.
والفئة الثانية التي أتوجه إليها الكلام هم المبررون لمثل هذه الأعمال والذين يحاولون عبر القنوات الفضائية عبر وسائل الإعلام، عبر منتديات الإنترنت يحاولون أن يوجدوا تبريراً لهذه الأفعال الشنعاء وهذه الجرائم الواضحة الجرم والتي ليس بعد شناعتها شناعة، فأقول لهم: كفى تبريراً لأن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال. وأقول إن من يبرر مثل هذا الفعل يعتبر محرضاً على هذه الأعمال الإرهابية، فمن برروا الأفعال السابقة شاركوا هؤلاء المجرمين في قيامهم بأعمال أخرى تكررت عدة مرات، وأقول إن المبررين الذين يحاولون أن يوجدوا تبريرات لمثل هذه الأحداث أياً كانت هذه التبريرات فأقول لهم كفى، فأنتم محرضون وأنتم مشاركون معهم في هذا الجرم.
بقي أن أقول إن هذا الحدث يجب أن يؤخد في سياقه ولا بد من النظرة الجادة لبعض الثغرات التي دخلت علينا من خلالها وأهم هذه الثغرات الثغرة الفكرية فيجب أن تتكامل وأن تنشط الجهات السعودية المسؤولة سواء المؤسسات الدينية والأمنية والإعلامية المؤسسات الثقافية والتعليمية أن تعمل على شكل منظومة واحدة متكاملة لعمل خطة وطنية وبرنامج وطني لتنقية أفكار شبابنا وأبنائنا من هذه الشوائب التي دخلت علينا في العقود الاخيرة والتي مع الأسف هذه الأحداث من نتائجها. طبعاً الجهد موجود ولله الحمد التعاون موجود بين أجهزة الدولة لكنني أدعو للمزيد من الجهد أدعو إلى تفاعل كل مؤسسات المجتمع سواء كانت حكومية أو غير حكومية مع بعضها البعض ضمن إطار خطة وطنية وبرنامج وطني لتنقية الفكر من الشوائب الدخيلة التي دخلت علينا وأقول إنه لا بد من الشفافية في هذا المجال لا بد من المصارحة لا بد من وضع اليد على الجرح وتلمس الجرح حقيقة وعدم اللف حول الإشكالات دون الولوج فيها وتعريتها ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول الناجحة لهذه المشكلات حتى لا يتفاقم الأمر وحتى نضمن استمرار وتقدم هذا الوطن وتنمية هذا الوطن وإن شاء الله رفعته وقيامه برسالته ودوره الذي رسمه لنا آباؤنا وأجدادنا وعلى رأسهم مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
دعوة للاستئصال
* ما هي جهود الشؤون الإسلامية في استئصال هذا الفكر الدموي؟
- وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشكل عام ساهمت ضمن منظومة الأجهزة الحكومية الأخرى والمؤسسات الخيرية السعودية بجهود عديدة حقيقة منها ما هو علاجي ومنها ما هو وقائي، الجهود العلاجية تتعلق بالمهمات المناطة بهذه الوزارة فيما يتعلق بالدعوة والمساجد وما إلى ذلك، فقامت بحلول علاجية عديدة لهذه المهمات لمعالجة بعض الثغرات والمشكلات التي كانت قائمة.
وفي الجانب الوقائي قامت الوزارة ضمن منظومة الأجهزة الحكومية والمؤسسات السعودية المعنية بجهود في مجال تنقية الأفكار من خلال بعض الندوات التي عقدت من خلال بعض الكتيبات من خلال العديد من المحاضرات والدروس التي عقدت في مختلف مناطق المملكة لإيضاح خطورة هذا الفكر الشاذ وكذلك لمحاورة الشباب من قبل العلماء والدعاة، والجهد قائم والوزارة قائمة ببرنامجها ونتمنى إن شاء الله المزيد ونتمنى التعاون أيضاً وهو موجود ولله الحمد ولكن أدعو للمزيد من التعاون من الجميع مع الوزارة فيما تقوم به في هذا المجال.
جهود طيبة
* كثير من الكتاب يقولون إن لغة الحوار شبه معدومة مع الشباب من قبل العلماء والدعاة.. هل لديكم برنامج معين بهذا الصدد، وكيف تعلقون على هذا الكلام؟
- هذا غير صحيح. من يقول هذا الكلام حقيقة هو كلام غير دقيق، نعم هناك جهد ولكن لم نصل إلى الجهد الذي نأمله نحن، لكن هناك جهد على سبيل المثال من العديد من الشباب الذين تم تقويمه بجهود طيبة من دعاة هذه الوزارة عن طريق الحوار وهذا شيء واضح وشيء معروف من خلال برامج الوزارة التي قدمتها والتي ما زالت تقدمها، سواء بشكل منفرد أو تقدمها بتعاون أجهزة حكومية أخرى كالأجهزة التعليمية أو وزارة الإعلام أو غيرها.
دراسات وتوصيات
* ماذا عن الدراسات والبحوث حول التطرف والغلو والإرهاب؟
- نعم هناك العديد من البحوث والدراسات التي قدمتها الوزارة أو مولتها وكان آخرها الندوة التي عقدت في مكة المكرمة قبل أيام حول الغلو والتي كانت على هامش مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم.
* وهل طبقت توصيات هذه الدراسات؟
- الحمد لله خرجت بتوصيات ورفعت للجهات المختصة والوزارة أعدت كتيباً يتضمن البحوث التي ألقيت والتي قدمت لهذه الندوة وهو متاح للجميع.
خطة وطنية
* وهل هناك أعمال ميدانية أجريت أو سوف تجرى لمعرفة ماذا يريد شبابنا وما هي توجهاتهم ومفاهيمهم عن طريق استبيانات مثلاً؟
- هذا الجهد الحقيقة يجب أن يكون جهداً مشتركاً عبر خطة وطنية تعمل، أنا أتصور أنه قد يكون هناك أزدواجية عندما أنا أقوم بجهد والجهة الثانية تقوم بجهد فلا بد أن تكون هناك خطة وطنية يشترك فيها عدد من الأجهزة الحكومية سواء وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة التربية والتعليم، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التعليم العالي، وغيرها من المؤسسات ذات الصلة المباشرة بالشباب وبمثل هذه المواضيع.
محاضرات ودروس
* بعد انتهاك حرمة بيت الله الحرام وشهر رمضان المبارك وهذه الأحداث الإجرامية الدموية.. هل لديكم برامج جديدة لبث مزيد من الوعي الديني وتوضيح خطورة مثل هذه الأعمال الإرهابية؟
- البرنامج موجود إنما بمناسبة الحدث سيتم مضاعفة الجهد من قبل الدعاة ومن قبل منسوبي الوزارة من قبل أئمة المساجد من خلال الإمكانات المتاحة لهم.
* ما أبرز هذه الجهود؟
- نعم هناك عدد من المحاضرات عدد من الدروس والكلمات التي تلقى في المساجد بعد صلاة التراويح مثلاً أو بين الأذان والإقامة كل هذه الأمور بلا شك الحدث الأخير ساهم في زيادتها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved