* دمشق- (رويترز):
في قلب الحي التجاري في دمشق وخلف سواتر خضراء يجري العمل في تشييد مبنى ربما يصبح مقرا لأول بنك قطاع خاص في سوريا.
منحت سوريا تراخيص لثلاثة بنوك خاصة لتعمل في البلاد لاول مرة منذ تأميمها لهذا القطاع في الستينيات وستقيم هذه البنوك التي ينتظر ان تبدأ العمل في اوائل العام القادم بنية تحتية مصرفية في اقتصاد سوريا الذي تديره الدولة.
قال مسؤول بالبنك الاوروبي للشرق الاوسط (بيمو) موجود في دمشق لافتتاح بنك سوري جديد هو بنك بيمو السعودي الفرنسي في العاصمة السورية «اننا نبذل قصارى جهدنا. نريد بدء العمل باسرع ما يمكن». وحاليا يوجد بنك تجاري واحد في سوريا هو بنك سوريا التجاري الذي تديره الدولة، وفي بطء تمضي سوريا قدما في اصلاحات اقتصادية وعد بها الرئيس بشار الاسد عندما خلف والده عام 2000 بعد 30عاما من الحكم الاشتراكي، وظهرت الات صرافة في دمشق لاول مرة هذا العام والغت سوريا قوانين تنص على عقوبة السجن لانتهاك قوانين النقد الاجنبي.
وفي يونيو حزيران خفضت سوريا اسعار الفوائد لاول مرة، وينتظر ان يوقع معها الاتحاد الاوروبي اتفاقا لاطار تجاري خلال الاشهر القادمة وتنوي سوريا اطلاق بورصة للاوراق المالية في2004م.
قال المسؤول في بيمو «اعتقد انهم يقومون بعمل ممتاز. انهم يمضون قدما ببطء ولكن في ثقة لتجنب المشاكل... اهم قرار هو السماح لبنوك خاصة بالعمل في البلاد. انه موضوع رئيسي»، يقول محللون ان الاصلاح لا يزال بطيئا ويتساءلون هل ستبدأ البنوك العمل في الموعد المحدد، سيبدأ النشاط بفرع واحد لكل بنك واذا اراد التوسع فعليه الحصول على تصريح لاي نشاط ابتداء من موقع لالة صرافة إلى انشاء فرع جديد، وغالبا سيصدر التصريح، وسيسمح للبنوك بفتح حسابات بالدولار ولكن في ظل قيود صارمة على التعامل بالعملات الاجنبية عدا استثناءات نادرة، قال دبلوماسي غربي «ثلاثة بنوك اجنبية انجاز كبير. ولكنه ليس كافيا». في البداية قالت سوريا انها ستسمح لبنوك خاصة بالعمل فيها منذ ثلاث سنوات عندما منحت تراخيص لثلاثة بنوك عربية هي بيمو وبلوم اللبناني وبنك الاسكان الاردني للتجارة والتمويل.
في سبتمبر ايلول قال وزير الاقتصاد السوري ان بلاده لا تنوي خصخصة الاقتصاد الذي تديره الدولة ولكن بلاده في حاجة إلى اصلاحات شجاعة اخرى، وسوريون كثيرون يستخدمون نظام لبنان المالي الحر للقيام بعمليات تجارية دولية.
قال عمرو الازهري الموجود في سوريا للمساعدة في اقامة بنك لفروع بلوم في سوريا انه يتوقع تزاحما عند افتتاح البنك في دمشق في بداية العام القادم.
قال «نشعر باننا مثل سوق بكر» واضاف ان الخدمات ستكون محدودة في البداية ولكن ستشمل في النهاية قروضا استهلاكية وبطاقات ائتمان.
قال «من السابق لاوانه الحديث عن عمليات مصرفية استهلاكية، عندنا فرع واحد فقط، ولكن بالتأكيد على المدى المتوسط إلى البعيد ستكون احتمالات ضخمة في السوق، ولكن الامر يقتضي بنية مصرفية يجب اقامتها».
ومنحت سوريا موافقة مبدئية لبنكين اخرين.. البنك العربي الاردني وبنكا بحرانيا، ولكنهما لا يزالان في انتظار الموافقة النهائية، كما تنظر دمشق في طلب من مجموعة سوسيتيه جنرال.
|