* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قامت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات بصياغة وثيقة مبادئ تمهيدا لعقد هدنة جديدة محتملة.
وعلمت «الجزيرة» أن قيادة الكتائب وكبار المسؤولين في المناطق الفلسطينية المختلفة قد ناقشوا الوثيقة منذ الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن يتم توقيعها خلال الساعات القليلة القادمة من قبل أغلبية قيادات الكتائب في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال مصدر رفيع المستوى في كتائب شهداء الأقصى في تصريحات خاصة : إن الرئيس عرفات رحب بصياغة الوثيقة ، وإن من بين الموقعين عليها عددًا من المطلوبين البارزين الذين مكثوا في المقاطعة حتى قبل أقلّ من شهرين ..وتعبر كتائب شهداء الأقصى في الوثيقة عن التزامها باحترام أي اتفاق لوقف إطلاق النار، يتم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية والسلطة من جهة ، وإسرائيل من الجهة الأخرى.
وتتكون التفاهمات الواردة في الوثيقة التي تحصلت الجزيرة على نسخة منها من ثلاثة محاور رئيسية هي : أولا المحور الأمني : حيث تشترط الوثيقة أن تلتزم إسرائيل بوقف الاغتيالات التي تستهدف نشطاء الكتائب والفلسطينيين عامة .. كذلك تطلب الكتائب وقف جميع أشكال الملاحقة التي تستهدف نشطاءها ، ووقف عمليات الاعتقال التي تنفذ ضدهم ، علاوة على وقف : عمليات القتل والممارسات العنيفة التي تقوم بها إسرائيل ..ثانيا على الصعيد السياسي : تشترط كتائب شهداء الأقصى أن يكون وقف إطلاق النار جزءًا من خطوة سياسية يعود في إطارها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات ، على أساس انسحاب إسرائيل من جميع المدن الفلسطينية.
ويقول مصدر رفيع في كتائب شهداء الأقصى : إننا نلتزم بوقف إطلاق النار في كل مدينة تنسحب منها إسرائيل .. كذلك تطالب الكتائب بأن تستند المفاوضات إلى الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والقاضية بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.ثالثا على الصعيد الداخلي : فيعرض الجناح العسكري لفتح عددًا من المطالب على السلطة الفلسطينية ، بينها دمج نشطاء الكتائب في أجهزة الأمن الفلسطينية ، وذلك من أجل ضمان حصولهم على مصدر رزق.
وتطلب الكتائب أن تأخذ السلطة الفلسطينية على عاتقها مهمة الإفراج عن جميع الأسرى المسجونين داخل إسرائيل ، وتضمن دفع تعويضات شهرية لعائلات السجناء من نشطاء كتائب شهداء الأقصى.
ويقول المصدر رفيع المستوى في كتائب شهداء الأقصى : إنه يتم بذل جهود كبيرة لكي تكون الوثيقة جزءًا من اتفاق متبادل لوقف إطلاق النار.
وحسب أقواله : فإن عددًا ضئيلاً في كتائب الأقصى يعارض هذه الوثيقة ، لكن المعارضين لن يهددوا اتفاق وقف إطلاق النار بواسطة تنفيذ عمليات ستعتبر خرقًا للتفاهمات والاتفاق. ويضيف المصدر : أن الوثيقة بكاملها مقبولة على الجانب الأمريكي، وعليه فإنه لا يُتوقع أن يقوم وزير المالية الفلسطيني سلام فياض، بمعارضة البند المتعلق بتوظيف نشطاء الكتائب في أجهزة الأمن.
وقالت مصادر مقربة من كتائب شهداء الأقصى : أن الجزء الأكبر من المطلوبين البارزين في كتائب شهداء الأقصى وقادته أعربوا عن تأييدهم للوثيقة .. مع ذلك تطلب الكتائب الحصول على بعض التوضيحات بشأن هوية المصدر الذي سيدير المفاوضات معها من قبل السلطة والحكومة الفلسطينية.
واستنادًا إلى ما يقوله المصدر الرفيع المستوى من كتائب شهداء الأقصى : فإن الاتفاق يهدف إلى تسهيل الأمور على حكومة قريع وعدم عرقلة اتصالاتها مع الأطراف الدولية ، وفي مقدمتها إسرائيل ؛ مضيفًا أن هذه الوثيقة ستكون بمثابة هدية تقدمها كتائب شهداء الأقصى لأحمد قريع والرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي .. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء» قال يوم الاثنين الماضي لقد وجهت دعوات من القاهرة لمندوبي الفصائل الفلسطينية المختلفة كي يلتقوا خلال الأسبوع الجاري بمسؤولين مصريين من أجل استئناف الحوار المتعلق بوقف إطلاق النار وإعطاء هدنة.
|