* لندن أ.ف.ب:
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش امس الاربعاء ان الحرب اداة لدرء العدوان لها ما يبررها وان الامم المتحدة ينبغي ان تكون على استعداد لفرض تنفيذ مطالبها حتى تظل ذات صفة.
وأضاف بوش في خطاب خلال زيارته لبريطانيا التي تستغرق ثلاثة ايام والتي شهدت معارضة شعبية كبيرة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق «الشعب كلفنا بواجب الدفاع عنه وهذا الواجب يقتضي احيانا استخدام العنف لقمع من ينتهجون العنف، وفي بعض الحالات يكون استخدام القوة على نطاق واسع هو كل ما يحمينا من عالم تسوده الفوضى وتحكمه القوة».
وقال بوش انه يؤمن بالمؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة غير ان مصداقية الامم المتحدة وبقاءها يتوقفان على مدى استعدادها لاتخاذ موقف صلب والتحرك عندما تقتضي الضرورة.
وحث الرئيس الامريكي على وضع نهاية للاذلال اليومي للفلسطينيين وعدم استباق نتائج محادثات السلام النهائية من خلال اقامة «أسوار وأسيجة»، ينبغي لاسرائيل ان تجمد بناء المستوطنات وتفكك المواقع الاستيطانية غير المصرح بها وتضع نهاية للاذلال اليومي للشعب الفلسطيني وألا تستبق نتائج المفاوضات النهائية من خلال وضع أسوار وأسيجة».
واضاف ان الفلسطينيين ينبغي لهم ان يتبعوا وسائل سلمية في تعاملهم مع اسرائيل وحث الدول العربية على وضع نهاية للتحريض المناهض لاسرائيل في وسائل الاعلام وقطع التمويل عن الارهاب.
ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش اوروبا على وقف الاتصالات مع المسؤولين الفلسطينيين الذين تعتبرهم الولايات المتحدة غير جديرين بالثقة لكن بدون تسمية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال بوش في خطاب القاه في لندن حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة «على القادة الاوروبيين ان يوقفوا دعم كل القادة الفلسطينيين الذين يخونون قضية شعبهم».
واضاف الرئيس الأمريكي الذي يقوم بزيارة دولة إلى بريطانيا ان «السلام لن يعم مع قادة فلسطينيين يخيفون المعارضة ويتسامحون مع الفساد ويستفيدون منه، ويقيمون علاقات مع المجموعات الارهابية».
واعتبر ان الفلسطينيين «تعرضوا للخيانة لفترة طويلة ومن قبل الكثير من الناس» ويستحقون قادة «قادرين على اقامة وادارة دولة ديموقراطية».
وقال ان «اولئك الذين يريدون ادارة فلسطين جديدة يجب ان يعتمدوا وسائل سلمية وان يقيموا المؤسسات اللازمة لديموقراطية مستقرة».واكد الرئيس الأمريكي مجددا التزام ادارته بالعمل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة لكنه قال ايضا ان الادارة تريد «الامن والاعتراف لدولة إسرائيل التي تعيشمنذ فترة طويلة في ظلال الموت».وقال انه على الدول العربية وقف التحريض على كراهية إسرائيل في وسائل اعلامها وان تقطع كل مصدر تمويل للمجموعات الارهابية، على حد قولة.
ودعا الرئيس الأمريكي القادة الاوروبيين إلى مكافحة وادانة معاداة السامية لتشجيع تسوية سلمية للازمة في الشرق الاوسط.
وقال على القادة الاوروبيين وكل القادة الآخرين ان يكافحوا بحزم معاداة السامية التي تسمم النقاش العام حول مستقبل الشرق الاوسط».
وفيما يتعلق بالعراق، لم يبد الرئيس الأمريكي أي ندم عن قراره شن حرب في اذار/ مارس الماضي مع حليفه البريطاني على صدام حسين بدون موافقة الأمم المتحدة.
ودافع الرئيس الأمريكي عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لكل من العراق وأفغانستان وحذر من أن الحرب تكون أحيانا السبيل الوحيد «للدفاع عن القيم» في خطاب ألقاه في مستهل زيارة رسمية لبريطانيا.
وفي خطابه الذي ألقاه أمام مجموعة مختارة من المدعوين في وسط لندن، قال بوش إن سكان بغداد من حقهم أن يتمتعوا بحرية التعبير الموجودة في الغرب.
وأضاف «إننا نساند حقوق الإنسان للآخرين ونؤكد الكرامة التي منحها الرب لكل إنسان ولذا فإننا نتحرك (تصديا) للقمع والمجاعة والمرض».وأشار بوش إلى أن خطر «الإرهابيين والدكتاتوريين» الذين يستخدمون أسلحة الدمار الشامل يمثل «أكبر تهديد في عصرنا».
وقال «إن الشر باد للعيان ولن يؤدي الانكار (إنكار وجود الشر) إلا إلى زيادة الخطر، سنواجه هذه التهديدات بأعين مفتوحة وسنتغلب عليها».
ونفى الرئيس الأمريكي أن تكون سياسة واشنطن تقوم على «مجرد السعي وراء المصالح».
ووجه الرئيس الأمريكي جورج بوش تحذيرا من خطر وصول أسلحة دمار شامل إلى«الإرهابيين» عن طريق أنظمة ديكتاتورية.
وقال بوش أمام نخبة مختارة من المدعوين في مبنى (بانكويتنج هاوس) للمناسبات في وايتهول بوسط لندن إن مثل هذا التعاون القاتل سيشكل «التهديد الاعظم لعصرنا».
وقال «إن الشر باد للعين المجردة ولن يؤدي الإنكار (لوجود الشر) إلا إلى زيادة الخطر».
ودعا الرئيس الأمريكي دول العالم الأخرى إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في الحيلولة دون أن تلقى الأمم المتحدة «مصيرا مشابها لمصير عصبة الأمم،» مقارنا أحداث اليوم بتلك التي تسببت في الحرب العالمية الثانية.
وقال بوش «وقعت المسؤوليات الكبرى مرة أخرى على عاتق الديمقراطيات العظمى. سنواجه هذه المخاطر بأعين مفتوحة وسنهزمها».
وفي إشارة إلى هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001م، قال بوش «هؤلاء الإرهابيون يستهدفون الأبرياء ويقتلون الآلاف، وسيقتلون إذا حصلوا على الأسلحة التي يبغونها الملايين ولن يكفيهم ذلك».
وقال «سكان جهنم البعثية في العراق بقصورها التي ينفق عليها بغير حساب وحجرات التعذيب فيها بتماثيلها الهائلة والقبور الجماعية لا يفتقدون ديكتاتورهم الهارب ولكنهم يحتفلون بسقوطه».
وتعليقا على المخاوف الأوروبية قال بوش إن الولايات المتحدة «لن تنسحب من العراق إلا بعد ترسيخ الديمقراطية».
وقال «سنلتزم بمسؤولياتنا في أفغانستان والعراق باستكمال العمل الديمقراطي الذي بدأناه.. سيؤدي سقوط الديمقراطية في العراق إلى إلقاء شعبه في البؤس مرة أخرى وتسليم البلاد إلى الإرهابيين الذين يريدون تدميرنا».
ودعا بوش إلى «ثورة ديمقراطية» في الشرق الأوسط إلا أنه أشار إلى أن الغرب احتاج لقرون لتطوير الديمقراطية.
وقال «يجب أن نتحلى بالصبر مع الآخرين وأمام دول الشرق الأوسط مسافة لاجتيازها» إلا أنه أشار إلى «مثلث الإصلاح» من المغرب إلى الأردن وقطر حيث «نرى الانتخابات وقوانين حماية المرأة الجديدة وتدفق التعددية الحزبية».
وقال بوش إن الزعماء الفلسطينيين الذين يرهبون المعارضة ويتسامحون مع الفساد ويحافظون على الروابط مع«الجماعات الإرهابية» لن يحققوا سلاما داعيا الزعماء الأوروبيين إلى سحب تأييدهم للزعماء «الذين خانوا الشعب الفلسطيني». كما حث بوش إسرائيل على وقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات غير المرخصة ووضع حد للإهانات التي يتعرض لها الفلسطينيون.
ورددت مجموعة من المحتجين هتافات معادية لبوش قائلين «عد إلى وطنك». كما ينتظر أن تشهد لندن مظاهرة احتجاج ضخمة اليوم الخميس على زيارة بوش يتوقع أن يشارك فيها نحو 100 ألف محتج في شارع داوننج ستريت حيث مقرالحكومة البريطانية وذلك أثناء الاجتماع المقرر بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وكانت الملكة اليزابيث الثانية قد أقامت مراسم استقبال رسمي للرئيس الأمريكي وزوجته لورا في وقت سابق في مستهل الزيارة الرسمية الأولى لرئيس أمريكي
|