Thursday 20th november,2003 11375العدد الخميس 25 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انتعاش زراعة المخدرات وتراجع المحصولات النقدية انتعاش زراعة المخدرات وتراجع المحصولات النقدية
الريف الأفغاني يدفع ضريبة الغزوات والحروب المتتالية والجفاف

* كابول من كارستين هويفر د. ب. ا:
في البداية كان السوفييت ثم الحرب الاهلية وأخيرا جاءت القوات الأمريكية تتعقب مقاتلي طالبان، والمؤكد أن قرية إسحاق سليمان في غربي أفغانستان نالت نصيبها من المعاناة في العقدين الماضيين.
أصاب الدمار القرية ثلاث مرات منذ عام 1979م كما أصابها القحط خمس سنوات وجعل حقولها أرضا قاحلة وأهلك حيواناتها.
وفرت أسر كثيرة ملتمسة حياة أفضل عبر الحدود مع إيران وعلى بعد 120 كيلومترا منها، وظهرت حوادث جديدة في أفغانستان وظهرت معها في السماء بارقة أمل بين سكان القرية وقرى أخرى في أحوال مماثلة، أمل في السلام وفي الرخاء كذلك، وشرع كثيرمن زراع المنطقة في إعادة بناء قراهم وزراعة أراضيهم، والمهمة التي أمامهم ليست سهلة بأي حال، إذ أمام الزراع الافغان صعوبات عديدة عليهم مواجهتها، وفي بعض المناطق لم يعد ممكنا استغلال ثلثي الاراضي التي كانت تزرع في السابق، وأعداد الحيوانات انخفضت إلى ما دون النصف مما كانت عليه.
يقول حاجي بشير رئيس قرية إسحاق سليمان «كنا نزرع 1300 هكتار أما الآن فالمساحة200، كنا ذات وقت نملك11 ألف رأس من الماشية أما الآن فالعدد هو4000».
ويشير بشير إلى أن النقص الحاد في المياه وهو المشكلة الرئيسة، وفي مناطق كثيرة دمرت شبكات الري التي يرجع تاريخها إلى قرون خلال حروب تواصلت عقدين من الزمان، وعلاوة على هذا، فرت نصف عائلات، 15 قرية خلال فترات الجفاف والحروب، ولم يبدأوا قبل الآن في العودة إلى ديارهم.
ويرى بشير أن نقص المياه يفرض على الزراع المحليين الاقتصار على زراعة القمح والجاودار والحمص وهي محاصيل ذات ربحية منخفضة، وتفتقر المنطقة إلى نظم الري الضرورية لإنتاج محاصيل أكثر ربحية ومنها البطيخ.
وتهطل الامطار بمعدل يقل عن 200 ملليمتر في العام في أفغانستان وهو معدل يساوي ربع المعدل في ألمانيا.
ومساحات واسعة من هذه البلاد الجبلية قاحلة وجافة ولاتوجد أرض خصبة إلا في بعض القرى، وتبلغ نسبة الارض الصالحة للزراعة في البلاد 4 1في المائة فقط، ويعترف ممثل لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) في كابول بأنه «مازال هناك احتياجات هائلة يلزم تلبيتها في أفغانستان».
وفي بعض المناطق هبط مستوى المياه الجوفية لعشرات الامتار ، لكن الموقف تحسن نوعا في العام الماضي، ويمكن لمنظمة (فاو) أن تشير إلى إنتاج قياسي زاد على خمسة ملايين طن العام الماضي وهو دليل تقدم، والجفاف الذي كبد أفغانستان الكثير انتهى في الشتاء الماضي.
إن الامل يعود بطيئا ولكن مازالت هناك مشكلات قاسية، يقول مناجاة علي معلقا «حتى لو لم يكن هناك مجاعة حادة فإن الامور الآن ليست جيدة»، ويضيف على خبير التغذية في الفاو «يعاني نحو50 في المائة من الاطفال من سوء تغذية حاد». وتقتصر حياة كثير من الافغانيين على تناول الشاي والخبز، ومتوسط العمر المتوقع في البلاد يدور حول 5 4 عاما للرجال و46 للنساء، ويعاني الزراع الافغان من مشكلة أخرى من آثار الحرب والجفاف وتتمثل في قصور البنى الاساسية، ومازال من النادر أن تجد طرقا ممهدة مناسبة في البلاد التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة ألمانيا. ولا يمكن الوصول إلى معظم القرى إلا عبر طرق جبلية متربة وعرة وكثير منها به ألغام أرضية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved