في مثل هذا اليوم من عام 1799 سقطت ما تسمى بحكومة المدراء في فرنسا التي استمرت أربع سنوات من الحكم، كان سقوط هذه الحكومة على يد القائد بونابارت حيث أحدث انقلاباً عسكرياً ضد الحكومة مسيطراً على الوضع في الدولة في ذلك الوقت ومنفذاً لنظامه الدكتاتوري.
رحب الشعب في بداية الأمر بتولي نابليون السلطة حيث كان الفرنسيون يعتقدون أن نابليون سوف يحمي ثرواتهم من الضياع، وكذلك سوف يرد لهم ما فقدوه من سلطة وهيبة.
فرض نابليون بعد ذلك دستوراً جديداً يقتضي تشكيل يترأسه ثلاثة رؤوس، أو ما يسمى بالحكومة الثلاثية. وكان نابليون بالطبع واحداً من هذه الرؤوس الثلاثة المتصرفة في الحكم. كان طموح نابليون ورغبته في الحصول على السلطة والقوة هو ما دفعه إلى كل ما قام به واتخذه من قرارات سواء داخل فرنسا أو خارجها. بعد ذلك، وفي سنة 1804 عين نابليون نفسه امبراطوراً عاماً على الفرنسين. الأمر الذي كان يعني أن يكون متصرفاً في أمور فرنسا وأوروبا بالكامل.
لقد تعلم نابليون من التجارب التي سبقته في حكم فرنسا مثل تجربة الملك لويس السادس عشر. بالإضافة إلى أن تواجده في فترة الثورة الفرنسية جعلته ينظر للأمور بمنظار مختلف قد يرى فيه نفسه أولاً قبل أي شيء آخر، وقد تعلم نابليون من الثورة أن يكون قائداً حكيماً وطاغية في نفس الوقت، إن لزم الأمر. ولتحقيق هدفه هذا كان لزاماً عليه أن يوحد بين طبقات المجتمع الفرنسي لكي يمكنه إحكام الزمام حول المجتمع والأمة الفرنسية ككل.
|