في مثل هذا اليوم من عام 1985م التقى للمرة الاولى كل من الرئيس الامريكي رونالد ريجان ريغان ونظيره السوفيتي ميخائيل غورباتشوف.
وكانت دعوة الرئيس للقاء التي صدرت في شهر مارس من نفس العام، أول رسالة يبعث بها للزعيم الروسي الجديد، وقد عكست الرسالة أملا واسعا في أن موت قادة الكرملين المسنين ربما يسمح بالمصالحة بين الشرق والغرب. مع ذلك فان اللقاء المباشر بين الزعيمين، بل حتى العلاقة الشخصية الودية بينهما، لم تأت بما هو مأمول لتذليل القضايا مثار الجدل بين الجانبين، في سبيل تحقيق هذا الغرض، فإن القوة النسبية لموقفيهما التفاوضيين ظلت العامل الحاسم. على امتداد العام، سعى كل جانب للتغلب على المشكلات التي كانت تضعفه في الماضي في التنافس على القوة العظمى.
عند عودته من جينيف في نوفمبر، قال الرئيس ريغان للكونغرس «التقينا، لأنه كان يتعين علينا أن نلتقي». بعد أسبوع من ذلك قال ميخائيل غورباتشوف مخاطبا مجلس السوفييت الأعلى «الحوار بين الزعماء الكبار يعتبر دائما لحظة حاسمة في العلاقات بين الدول»
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن مشكلتين اثنتين تصدرتا غيرهما: الترسانة النووية الاستراتيجية السوفيتية وارتباط موسكو العسكري مع العالم الثالث بشكل مباشر أو غير مباشر. تعود كلتا المشكلتين إلى وقت تدهور العلاقات في أواخر السبعينيات، وقد برزت المشكلتان بشكل واضح في خطابات المرشح الرئاسي ريغان في 1980، ثم في سياسات الرئيس خلال الفصل الأول من ولايته، كانت هذه الموضوعات هيكل ما تناوله الرئيس في السياسة الخارجية في خطاب توليه الفترة الثانية من ولايته، بالنسبة لغورباتشوف.
وفي خطبه الافتتاحية التي ألقاها منذ تعيينه أمينا عاما للحزب، فهو أيضا بدا في التركيز على مشكلتين أثنتين كانتا تنموان منذ أواخر السبعينيات، كانت الأولى عدم قدرة موسكو على منافسة الولايات المتحدة في التأثير السياسي في العواصم الكبرى في أوروبا وآسيا. وكانت المشكلة الثانية، تباطؤ الاقتصاد السوفييتي، مما يهدد كلا من الموارد المادية وفي النهاية ربما الاستقرار الداخلي المطلوب لسياسة خارجية طموحة.
|