Wednesday 19th november,2003 11374العدد الاربعاء 24 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فرق بين الكتاب والسنَّة ومايتبناه أصحاب الأفكار المضللة فرق بين الكتاب والسنَّة ومايتبناه أصحاب الأفكار المضللة

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشارة الى مانشر بجريدتكم الموقرة في عددها رقم 11367 في السابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1424هـ بعنوان «نصيحة لكل أب» بقلم الاخ عبدالله بخيت وما تضمنه مقاله من آراء واقتراحات ونصائح، أود من خلال جريدتكم ان ابين حقيقة ماذهب اليه بوجهة نظر اخرى فعندما يتمعن القارئ الكريم لهذه الآراء التي ساقها كاتبنا العزيز في مقاله يلاحظ ان الاندفاع الشعوري لهذا الكاتب ينم عن اضطراب ناتج عن حيرة منهجية في كيفية التعامل مع الاحداث وكذلك في مسألة التعليم والتربية وتحصيل العلم الشرعي وتبليغه للناس، ومن ملامح هذا الاضطراب في نظري عدم الفصل بين الدين الحقيقي الذي تمثله نصوص الوحي الالهي «الكتاب والسنة الصحيحة» وبين مايتبناه ويعتقده بعض الافراد والجماعات من افكار مضلله وتصورات فاسدة وتفسيرات للنصوص الشرعية والاحاديث الصحيحة التي لا تمت الى واقع الدين الحقيقي بصلة. ويبدو ان هذا الكاتب حرص على الإدلاء بدلوه في خضم مانعيشه من احداث اجرامية دون التمييز بين السلوكيات المتباينه بين اولئك الافراد واتباع الدين الصحيح. ومن هذا المنطلق اود ان ابين ان الكتاب والسنه الصحيحه لها رجالها ودعاتها من العلماء المحققين الذين يوضحون للناس الايمان الحق والتوحيد الخالص ويبينون المفاهيم والشبه المغلوطة عن العقيدة الصحيحة حتى يتمسك المسلم الراشد بممارسة هذا البيان في عبادته وسلوكياته وعلى ذلك ندرك جميعاً اهمية وضرورة التطبيق العملي الصحيح والفهم الحقيقي للدين الحق الموروث عن السلف الصالح وعلى نهج واضح ومحدد.
وليعلم كاتبنا الكريم ان النظرة الى الاسلام باعتباره يرد تراثا قوميا او حضاريا انسانيا كما يصوره لنا دون النظر الى كونه ديناً منزلاً من السماء كما اراده الله عز وجل هو طعنة توجه الى هذا الدين الحق باسم الحرص على سلامة الناشئة وتربيتهم وهو في الحقيقة اخراج للدين عن حقيقته الاصلية ومفهومه الاساسي الصحيح ومحاولة ازاحته من الضمائر والحياة والقضاء عليه من خلال الزمن اننا لانلتزم بالاسلام وندعو اليه ونعلمه لابنائنا لانه تراث ورثناه من الآباء والاجداد بالفطرة ولكنه الدين الحق الذي انزله الله سبحانه لقيادة خطى البشرية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها ولما فيه خير الدنيا والآخرة.
ان مهمة التربية والتعليم وتبليغ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم اكبر من يحبط بها كتاب صغير الحجم في المدرسة او الجامعة او مطوية مفسوحة او محاضرة تلقى ثم يتفرق الناس بعدها اشتاتاً. ان مهمة الدين والدعوة اليه والتربية السليمة للناشئة هي جهد ومعاناة واشراف ومراقبة ومتابعة وتوجيه وبناء واعداد حتى يكون هناك جيل مؤمن واعٍ يفرق بنفسه بين الصحيح والسقيم والغث والسمين ومن ثم يعبد الله على بصيره وهدى ويقين. اما مسلك بعض الجماعات المنحرفة وسلوكياتهم سواء في بلادنا ام في غيره فلا يعطيك الحق ايها الكاتب العزيز في التعميم على الجميع واتهامهم باهمال التربية لابنائهم، لقد قرأنا وسمعنا ما قاله علماؤنا الاجلاء وطلاب العلم في هذه البلاد حول رأيهم تجاه هؤلاء الإرهابيين وانهم خارجون عن قواعد الدين واركانه وهذا ما يعتقده الجميع بما فيهم انت. اذاً الازمة ازمة تطبيق وفهم للنصوص وليس احجاماً عن التعليم والتدبير إلا من خلال البيت والمدرسة.
ان الدولة «اعزها الله» انشأت مكتبات علمية واحدثت وزارات تعنى بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصصت مواقع وصالات للدعوة والتعليم واقامت دورات دعوية ومنتديات علمية وذلك حرصاً منها على اهمية تبليغ الدعوة وفق اسس سليمة وضوابط وتعليمات تتماشى مع الواقع المعاصر وانت ايها الاخ تريد الغاء هذا التوجه العظيم وتقصر التعليم والتربية على البيت والمدرسة فقط وذلك بمجرد افعال شاذة من فئة منحرفة استغلت الدين لتحقيق اغراضها واهدافها. ان التجرؤ في الطرح دون معرفة علمية او خلفية شرعية تؤدي بصاحبها الى التعدي على دين الله واتباع سياسة الهوى والبغي والتفريق بين الناس.
فانه عندما يتكلم بالدين من لايحسن الكلام ويتحدث بأمور وردت بها نصوص شرعية ثم ينصب نفسه محذراً ومفتياً ومربياً فهذا من الجهل والقول بغير الحق. ان الاختلاف في الرأي لا يمكن ان يكون مؤدياً الى فتنة او مورثاً لفرقة اذا صاحبه بغي وهوى وتعدٍ على اساسيات الدين ونصوصه وقواعده واربأ بكل ايها الاخ العزيز ان تكون بهذه الصفات في وقت اشد ما نكون فيه الى التعاون والتكاتف مع ولاة امرنا وعلمائنا.
وأدعوك من خلال هذه الاسطر الى الرجوع الى الله والتوبه وعدم التجرؤ في الطرح الذي لا يخدم الواقع بل يؤجج المشاعر ويزيد الطين بلة. سائلاً المولى ان يرزقنا واياك التفقه في الدين وان يحفظ علينا ديننا وامننا وولاة امرنا انه سميع مجيب.

عبدالعزيز بن صالح العبدالرحيم
بريدة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved