لا يملك الإنسان حين يعرفها إلا أن يعجب بها، وبشخصيتها، وبتواضعها، وبثقافتها، وبحصافة آرائها، إنها مدرسة، لا بل جامعة من يجالسها يتعلَّم منها ويستفيد الشيء الكثير.
لقد كان من حسن حظي أن تشرَّفت بالتعرُّف على صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان حرم سمو ولي العهد الأمين منذ سنوات.. وكنت كلما أزددت قرباً منها ازددت إعجاباً بها، وإنني على يقين بأنني مهما كتبت وسطرت فلن أستطيع أن أوفيها حقها..
وقد توَّجت الأميرة حصة - حفظها الله - قمة تواصلها وتواضعها بقبولها دعوتي وزيارتي في منزلي في يوم الخميس 12 رمضان 1424هـ، لذا أحببت بهذه المناسبة الكريمة توجيه رسالة شكر وعرفان لولاة الأمر. فنحن عادة نشتكي ونتذمر عندما نكون في وضع سيئ مهما بلغت بساطته، ونطالب بالإصلاح والتطوير والتعديل، وهذا الأمر ليس عيباً في حد ذاته، لأنه من واجبنا تبليغ المسؤولين ليتم التعديل، ولكن العيب يكمن إذا بدأ هذا التعديل والتطوير ولمسنا آثاره ولم نشكر، وقد قال سبحانه وتعالى { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)
}
كما قال سبحانه وتعالى {لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً} ومن خلال هاتين الآيتين الكريمتين، أحببت وأنا أعمل في قطاع التربية والتعليم لشؤون تعليم لبنات منذ أكثر من ربع قرن، ولمست هذا التطور الكبير في هذا القطاع خلال فترة وجيزة بعد الدمج وتوحيد الجهود، أن أقول لولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله، جزاكم الله خيراً لكل ما بذلتموه وتبذلونه من جهد في خدمة قطاع التربية والتعليم، فقد فكرتم وخططتم وقررتم وكان قرار دمج التعليم خير قرار لمسناه نحن العاملات في هذا القطاع، فجعله الله في موازين حسناتكم، كما نقول أيضاً للمسؤولين عن التربية والتعليم تعليم البنات متمثلاً في معالي الدكتور محمد الرشيد، ومعالي الدكتور خضر القرشي جزاكم الله خيراً وأعانكم على تلك المسؤولية التي أوكلت إليكم، والتي أنتم أهل لها بإذن الله.
ولهذا فقد دعوت بعض منسوبات وزارة التربية والتعليم لتلك الأمسية ولم أطلعهم على ما كان يدور بخلدي حتى تكون الآراء عفوية وتلقائية وقد كانت تلك الأمسية الرائعة مناسبة عظيمة أبدت فيها الحاضرات آراءهن وتفاعلهن الإيجابي مع قضايانا الحيوية الهامة مثل دمج التعليم الذي أخذ حيزاً كبيراً من حديث تلك الأمسية.
وأخيراً أكرر شكري وتقديري لصاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان على تلك الزيارة والتي أتاحت لي الفرصة لأعبِّر أنا وزميلاتي عما تكنه صدورنا من حب وولاء لهذا الوطن ولولاة أمرنا - حفظهم الله ورعاهم -، وحفظ هذا الوطن من كل مكروه ورد كيد الحاقدين إلى نحورهم.
| 
