منذ أنشأت الحكومة إدارة للحرمين الشريفين، واختير معالي الشيخ محمد السبيل رئيساً، ثم معالي الدكتور صالح بن حميد، ثم معالي الشيخ صالح الحصين، أخذت أكتب عن أخطاء يسيرة ولكنها مهمة، أملاً في إصلاحها، غير أن الاستجابة لم تتجاوز الكلام إلى التنفيذ.!
* منذ ذلك؛ أولئك الأشخاص من مواطنين وعمّار، الذين يأتون إلى المسجد النبوي في رمضان قبيل المغرب، ويريدون أن يكونوا وأن يصلوا إلى الصفوف الأولى، عند «المكبرية» وما حولها.. ولقد روجت أن يجدوا من موظفي الحرم من يتصدى لهم، وهم يتخطون رقاب الناس والنعمة المنبثة على -السفر-، وأكثرهم بأيديهم أحذيتهم.. وددت أن يجدوا من يقول لهم اجلسوا، فقد أذيتم، ليرعوي هؤلاء المتجاوزون حين يخاطبهم مسؤول ذو سلطة.. غير أن إدارة الحرم المدني، لم تعر هذا الموضوع اهتماماً.!
* هناك جانب آخر، لعله عولج هذا العام، وهو أن بعض الناس، بعد انتهاء صلاة المغرب في رمضان، يحلو لهم أن يفترشوا سفر الطعام عند المخارج داخل الأبواب، والناس لم يخرجوا بعد إلى بيوتهم، ورجوت ألا يسمح لهؤلاء تعطيل مرور الناس إلى خارج المسجد، وأن يطلب إليهم المسؤولون الجنوح إلى جانب في أركان المسجد ليتناولوا طعامهم، وإن كنت أربأ ببيوت الله أن تكون مطاعم وسكناً للنوم.!
* النوم في المسجدين المكي والمدني شيء طبعي في رمضان، وأنا أعلم أن وزارة الحج قد ألزمت الشركات المختصة إسكان المعتمرين، وأن من يخالف ذلك يحاسب ويغرم جزاءات مادية.! وإذا تجاوزنا عن فترة المغرب، إلى صلاة العشاء والقيام، فبعد ذلك، فإن المعتمرين، يجب أن ينصرفوا إلى سكنهم، وأن موظفي وزارة الحج عليهم أن يتعقبوا هؤلاء المعتمرين، للتأكد إذا كان لهم سكن أم لا، ليتخذوا إجراءاتهم.. ورأيت بعض الشركات المخالفة لتعليمات الوزارة، تضيق من متابعة الوزارة وإلزامهم بواجباتهم وتغرمهم على إهمالهم، لأنهم ألغوا ما يمكن تسميته بالفوضى، ذلك أنهم حراص على كسب المال على أي نحو يتاح لهم، أما التنظيم وبذل الجهود لخدمة المعتمرين وراحتهم، فلا يعنيهم ذلك كثيراً.. وهذه الشريحة من الناس خليقة أن تحاسب حين تقصر، وحين لا تلتزم بما يطلب إليها من حرص وانتظام، لأن التنظيم مبدأ أساسي لحياة أي أمة، تنشد الرقي وتحترم النظام.!
* تحدثت مرات عن مصلى النساء، والقذارة التي تحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ودعيت إلى منع دخول النساء اللاتي معهن أطفال من أهل البلد إلى المسجد، أما القادمون من خارج المدينة، مواطناً أو مقيماً أو من خارج المملكة، فينبغي أن تنظم الأسرة وضعها، بحيث يقعد الأب بالأطفال في البيت مرة، ومرة أخرى الأم، أو أخوات الأطفال.. غير أني لم أجد استجابة، وكان شيوخ الحرمين يحسون بحرج في هذا الإجراء الذي دعيت إليه.. ذلك أنهم لايدرون عن القذارة وصراخ الأطفال الذي يذهب بخشوع النساء، ولا يسمعن قراءة الإمام.. ولولا جيوش النظافة بالحرمين، لكان العفانة والقذارة لايطاقان، ونحن نقرأ قول الحق: {فٌي بٍيٍوتُ أّذٌنّ پلَّهٍ أّن تٍرًفّعّ وّيٍذًكّرّ فٌيهّا اسًمٍهٍ } [النور: 36] .!
* وقد حدثتني ابنتي التي ذهبت إلى مصلى النساء في الحرم المدني، فقالت لي إن ما رأت وسمعت لا يطاق.! وجزى الله حكومتنا خيراً، لما تقوم به من إنفاق على الحرمين، ومن ذلك النظافة المتواصلة وخدمة الوفود المسلمة من الحجاج والعمار، والسهر على راحتهم وأمنهم وحياتهم، حتى يؤدوا ما جاءوا من أجله في راحة واطمئنان.!
* ولعلي أرجو وزارتي الخارجية والحج عندنا، إعلام الدول الإسلامية التي يصلنا حجاجها ومعتمروها، أن تحرص على - تطعيمهم-، ضد الأمراض المعدية، فالخارجية تبلغ سفارات المملكة، والحج تبلغ بعثات الحج والجهات المختصة في البلاد الإسلامية بالحرص على التطعيم، وعدم السماح بسفر من يحمل أمراضاً جرثومية ومعدية إلى المملكة، مثل الملاريا الخبيثة والمخبة القاتلة التي ظهرت في أفريقيا مؤخراً، ونحن نرحب باخواننا المسلمين، حجاجاً وعماراً، ولانريدهم أن يؤذونا في صحتنا، والوقاية خير من العلاج كما قيل، والاحتياط أمكن وأجدى بإذن الله.
|