Wednesday 19th november,2003 11374العدد الاربعاء 24 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت أنت
الضربة التي لا تقصم الظهر.. تدفع للأمام
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

ضج العالم العربي والإسلامي بل العالم كله حينما صرح الرئيس الأمريكي تصريحه المشهور إبان أحداث 11 سبتمبر (أنه من ليس معنا فهو ضدنا).. وفسرنا ذلك التصريح بتفاسير كثيرة منها أن شدة اللطمة أعمت بصر بوش وبصيرته.. أو أن جبروت أمريكا القوة العظمى في هذا العالم جعلت تفكير قادتها ينطلق من منطلقات عنجهية.. لكن ماذا عسانا أن نقول الآن ونحن نرى من أهلنا من يقول «إنه من ليس معنا فهو ضد الله».. هؤلاء تجاوزوا جبروت أمريكا وعنجهية بوش وكسروا حدود العقل والمنطق.
ماذا يريد هؤلاء؟.. وإذا كنا لا نقرهم فيما يرون كيف لنا أن نتعامل معهم؟.. وكيف نحمي وطننا من أن يتحول إلى ساحة قتل ونفي وإقصاء؟.
كلنا يعلم أن الغضب عارم.. وأن ردة الفعل يجب ألا تكون متهاونة متهاودة رخوة.. لكن دعونا نقرأ ماذا حصل؟ وكيف حصل؟ ولماذا حصل؟.. وهل سوف يحصل مرة أخرى؟. وكيف نوقفه قبل أن يحصل؟.
ونبحث عن إجابة السؤال ماذا يريد الجناة.. وأقصد بهم الموجهين لأدوات الارهاب لا حطبه؟.. وماذا تريد العقول المدبرة التي تستخدم وتستغل هؤلاء الأجساد الموجهة ذات العقول المغيبة؟.
أيضاً من هم؟ وأين هم؟.. وكيف لنا أن نتصل بهم لا لنحاورهم بل لنفاوضهم.. فربما بعد مفاوضتهم نتمكن من محاورتهم.
كلنا نعرف ماذا حدث.. وقريباً سوف نعرف تماماً كيف حدث.. ولا أشك في أن القائمين على أمر هذه البلاد يدرسون لماذا حدث ذلك، وأدعو الله العلي القدير ألاّ يحصل عمل ارهابي مرة أخرى.. وأتمنى أن توفق الجهات الأمنية في إيقاف كل إرهاب مريع يسرق الفرح والحياة، ويزرع الرعب الذي يسكن من نجا من الموت حتى يموت؟.
هذه الحادثة وعشرات غيرها لن تقتل وطننا بإذن الله.. لكنها يجب أن تكون تجربة تزيد من رصيد معرفتنا.. وتدفعنا للأمام في كل شؤون حياتنا.. فالتهديد قاتل.. والعلاج يجب أن يكون ذا اتجاهات عمودية وأفقية وسطحية وغائرة.. العلاج ربما يحتاج إلى البتر لكنه بكل تأكيد لا يمكن أن يسمح بالتخدير.. لذا فالألم سوف يكون كبيراً موجعاً حتى يكون زمن العلاج قصيراً والشفاء سريعاً.
دعونا نقرأ أسئلة جمعت من على جدار حادث مجمع المحيا السكني.. ولنبدأ بالسؤال:
- لماذا استهدف الإرهابيون المقيمين العرب؟ هل ارتفع سقف مطالبهم من مغادرة الأمريكان جزيرة العرب إلى مطالبة العرب مغادرة جزيرة العرب؟.
- ذكرت بعض نساء المجمع أنهن لاحظن بعض الناس يراقبون المجمع.. لكنهن افترضن أنهم سعوديون جاءوا لشأن آخر لا لقتلهن وعوائلهن!.. لماذا افترضن أن السبب هو جوع هؤلاء المراقبين لشيء ما؟ ولم تشذ واحدة أو زوج واحدة منهن على الأقل فيبلغوا عن ذلك أجهزة الأمن؟.. وهل هو لجهلهم بكيفية الاتصال؟.. أم لأن التبليغ أصعب على النفس من احتمال تفجير إرهابي؟.
- من المصادفات «ربما» أنه قبل التفجير بيومين ظهر شيخ يدعو إلى عدم إرهاب الإرهابيين.. بل دعوتهم بالهاتف وهم سوف يسلمون أنفسهم؟ يا شيخ.. ما هذا؟.. ما كان عليك أن تستغفلنا في هذا الشهر الكريم.. ثم هل تعرفهم؟.. نرجوك باسم الله ثم الوطن والمواطنين أن تتصل بهم ليسلموا أنفسهم فنحن لا نريد لبلادنا أن تكون جزائر أخرى.
- أيضاً وفي البرنامج نفسه سمعنا الشيخ الآخر الذي ألقى بياناً فيه مطالب محددة.. هي إعادة لتجربة طالبان في أفغانستان، والخميني في إيران!.. والله إن أغلبنا لا يريد ذلك.. يا رب احمنا من ذلك واحمنا من دعاة ذلك.. إنك سميع مجيب.
ختاماً ثقوا أيها الإرهابيون.. إنكم في نظر الناس لصوص.. وكل الناس تكره اللصوص.. كافة أنواع اللصوص.. إنكم لا ترون حرمة لمتاع أوحياة.. إنكم تعيقون التنمية وتختطفون الراحة والهناء وتختطفون أرواح الأبرياء.. ويمتد شركم للأجيال تلو الأجيال.
الضربة التي لا تقصم الظهر تدفع للأمام، تلك حقيقة.. بشرط أن يكون خلف الظهر قلب نابض وحس وطني متأجج وارادة للسير للأمام.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved