Wednesday 19th november,2003 11374العدد الاربعاء 24 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
مستشفى الأمراض الصدرية:
تاريخ.. وواقع.. وملاحظات..
عبدالرحمن بن سعد السماري

** التقدم الصحي المذهل الذي حققته وتحققه بلادنا.. أمر يلمسه الجميع ولا يحتاج منِّي ولا من غيري إلى حديث أو إيضاح أو شرح أو أرقام أو إحصائيات.
** الأمر واضح وجلي وظاهر.. سواء على مستوى القطاع الحكومي والمستشفيات والمراكز الحكومية أو حتى على مستوى القطاع الأهلي.. فهناك بفضل الله عشرات المستشفيات الكبرى.. التي تقدم خدمات طبية متخصصة راقية متقدمة للغاية.. تضارع ما تقدمه الدول الكبرى المتفوقة طبياً.
** إننا نعرف.. أن الكثير من الناس يحاول الحصول على تأشيرة زيارة للمملكة.. لمجرد رغبته في التداوي والعلاج وتشخيص مرضه الذي فشل بلده في تشخيصه.. فضلاً عن أن يعالجه أو يملك القدرة على ذلك.
** اليوم.. لدينا عشرات المراكز الطبية المتطورة في تخصصات مختلفة.. كالكبد والكلى والقلب والصدر.. والنساء والولادة والأطفال والأمراض النفسية.. بل مستشفيات متخصصة في أمراض معينة كالسرطان مثلاً.
** ويتوِّج هذه الخدمات الطبية المتطورة.. خبراء يقودون هذه المسيرة بكل نجاح وإبداع.
** فكلنا يتابع جولات معالي الوزير الشاب الدكتور حمد المانع.. على المرافق الصحية وما ينجم عن هذه الجولات من نجاحات على كافة الأصعدة.. وتقليل للسلبيات ومعالجة للأخطاء.. وتلمس لاحتياجات المواطن.. وهذه لاشك.. خطوة أخرى مهمة وراء تقدم القطاع الصحي.
** ومن أبرز هذه المستشفيات والمراكز المتخصصة.. مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية.. ذلك المستشفى الذي يتكئ على سجل تاريخي طويل.. منذ أن كان موجوداً داخل مستشفى الرياض المركزي قبل أكثر من ثلاثين عاماً.. إلى أن تحول إلى مستشفى مستقل.. وتنقَّل في أكثر من موقع.. إلى أن حط آنذاك ب«صحاري» إلى أن استقر اليوم في موقع يليق به وبمكانته وأهميته.. وهو موقعه الحالي «مستشفى الأمل» سابقاً.
** وكلنا يتذكر المواقع التي مرَّ بها المستشفى.. من موقع صغير في «عتيقة» ثم حط رحاله في «خرابة» أخرى في السليمانية.. ناهيك عن سوء المبنى في كل اتجاه آنذاك لكنه اليوم.. في مقره وموقعه الجديد.. الذي يليق به كمستشفى ضخم للغاية.. يقدم خدمات كبرى.
** إننا لا يمكن أن نقلل من الإنجازات الكبرى.. التي حققها هذا المستشفى العملاق خلال عقود مضت.. فقد قدَّم منجزات ضخمة في معالجة مشكلة كبرى.. تعاني منها مجتمعات الدنيا كلها.. وهي الأمراض الصدرية كلها.. من سِل ودرن.. ومشاكل الرئتين ومشاكل التنفس ومشاكل صدر.. ومشاكل أخرى لها علاقة بهذا التخصص.. وكلنا يدرك أيضاً.. أن هذا المستشفى منذ أن كان مركزاً إلى أن أصبح اليوم.. من أكبر المستشفيات.. قد كان بفضل الله ومنته.. وراء القضاء على كل الأمراض الصدرية.. التى كانت مستشرية ومنتشرة في مجتمعنا قبل عقود.. وقبل سني التطور والتحديث.. العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية.
** هذا المستشفى العملاق.. يتكئ على سجل حافل بالمنجزات.. وكان بكل اقتدار.. وراء نجاحات كبرى حققها في معالجة ملايين الحالات.. وأوقف زحف الكثير من الأمراض الصدرية وعمل على إماتتها في مهدها.
*. لقد تعامل هذا المستشفى مع قارة كبرى مترامية الأطراف.. وقدم خدماته لملايين البشر.. ولم يشتكِ يوماً من كثرة المراجعين أو تزاحمهم أو أمراضهم،، بل ظل يستقبلهم ليل نهار.. ولم يضق بهم ذرعاً.
** بل وفوق ذلك.. فهو يستقبل يومياً آلاف البشر من موظفي الدولة المعينين والطلاب والعمال الوافدين.. ولم يقل في يوم من الأيام.. كفى.. فقد عجزت.. أو أن هؤلاء الأرتال الذين يعدون بالملايين سنوياً فوق طاقتي.
** اليوم.. هو يحط في مكان يليق به.. بعد معاناة سنوات.. إنه مقر جديد ورائع وفسيح.. حتى صار في مكان يفتح النفس.. تحيط به مساحات خضراء.. ولأول مرة.. نشاهد في هذا المستشفى.. حدائق وزهوراً وأحواضاً وممراتٍ نظيفة.
** هذا المستشفى العملاق.. يفتح صدره اليوم مجدداً وفي موقعه الجديد.. لاستقبال الأمراض الصدرية.
** لقد زرت هذا المستشفى.. وكان لي بعض الملاحظات السريعة.. والسريعة جداً.
** أولاً: يلاحظ أن هذا المستشفى يتعامل مع أمراض خطيرة ومعدية.. كالسِّل مثلاً.. ولهذا.. ليته يؤمن كمامات لمراجعيه.. فالمسألة ليست معجزة ولا معقدة ولا مكلفة.. فلو طُلب من أحد رجال الأعمال لتبرع بها.. وبالذات في هذه الأيام المباركة.. فلن يتأخر الكثير.. والكل يدرك حجم أهميتها في مستشفى كهذا.
** ثانياً: لا يوجد في مداخل المستشفى أو في ممراته.. أو أماكن تواجد الزوار والمراجعين أي تحذير عن خطورة الأمراض وحجم إمكانية العدوى السريعة.. ولا يوجد أي نصائح أو إرشادات للزائرين.
** ثالثاً: لقد سمعت من أكثر من شخص.. يشكون من التمريض أو بعضه.. وأعتقد أن مشكلة أو مشاكل التمريض.. عامة وليست حكراً أو «ميزة» لمستشفى دون آخر.. فالبلوى عامة في مستشفيات وزارة الصحة.. وهي ملاحظة عامة في تلك المستشفيات.. وليت معالي الوزير الشاب ينتبه لهذه النقطة المهمة.. وهي التمريض.. ذلك أنها تشكل «80%» من العلاج من جميع الأمراض التي تهم المريض.. ونحن نضع هذه الملاحظة أمام معاليه.
** وأخيراً الشكر والتقدير لكل العاملين في هذا المستشفى الكبير العملاق بكل شيء فيه.. فقد بذلوا وعملوا وأنتجوا وجاهدوا ونجحوا.. وقدموا خدمات عظيمة طوال سنوات ليست قصيرة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved