في انقلاب منهجي وأثناء مقابلة تلفزيونية غير مسبوقة بثها التلفزيون السعودي مساء الاثنين، تراجع أحد أقطاب شيوخ التكفير في المملكة العربية السعودية عن جميع فتاويه ومواقفه التي كفر من خلالها الدولة وقيادتها وعدداً من المثقفين والكتاب السعوديين.
وتراجع الشيخ علي بن خضير الخضير الذي اعتقلته أجهزة الأمن السعودية وآخرين في المدينة المنورة بعد أسابيع من تفجيرات الرياض في الثاني عشر من مايو، عن كل ما سبق وان افتى به فتاوى كان لها رواج كبير في أوساط تيار ما يسمى ب«الجهاديين» من أهمها وأخطرها على الإطلاق فتواه بإطلاق النار وحمل السلاح في وجه رجال الأمن.
كما تراجع الخضير، الذي حاوره تلفزيونيا الشيخ عايض القرني، عن فتاواه بتكفير المفكر السعودي الدكتور تركي الحمد والكاتبين منصور النقيدان وعبدالله أبو السمح الذين حرص على ذكرهم بالاسم إضافة لإدانته العمليات الانتحارية المسلحة التي تعرضت لها عدد من المجمعات السكنية في الرياض بما في ذلك التفجير الذي حدث في مجمع المحيا السكني، مشيراً إلى انه «بكى» عندما علم بالخبر.
ورغم الارتباك الذي كان باديا على الخضير أثناء المقابلة، إلا انه اعترف صراحة بمعرفته لعدد من الذين ضمتهم قائمة التسعة عشر المطلوبين من أجهزة الأمن السعودية في السابع من مايو/ ايار والتي أصدر هو وآخرون حينذاك بياناً في تزكيتهم وتبرئتهم وحث الناس على عدم التبليغ عنهم مرجعا ذلك في المقابلة التلفزيونية لاعتقاده حينذاك، انهم لا ينوون ارتكاب أعمال ارهابية واصفا اياها ب«الانتحارية» ومفتيا بحرمتها.
وفيما يتعلق بإعلان الجهاد والقيام به أقر الخضير مشروعيته لكنه اشترط موافقة ولي الأمر على ذلك السلطة السياسية لمعرفته بالظروف المحيطة والمتغيرات الدولية وهو عكس ما كان يفتي به سابقا، وعزا ما أقدم عليه عدد مِنْ مَنْ يسمون ب«الجهاديين» في السعودية من أعمال ارهابية إلى «الجهل» والحماس العاطفي للدين.
وأكد على حرمة مال ودم «الأجانب» الغربيين الذين يعملون في البلاد مشدداً على عدم جواز القيام بأي عمل مسلح تجاههم، رافضاً في الوقت ذاته مشروعية الذهاب للجهاد في العراق لعدم توفر شروطه.
وعندما سأله الشيخ عايض القرني عن رأيه فيما أقدمت عليه الجماعة الإسلامية في مصر من تراجع عن الدعوة للعنف واعتراف بخطأ السير في ذلك المنهج أشاد الخضير بالتجربة المصرية وسلامة التحول.
وأبدى صراحة أثناء المقابلة أسفه وندمه على كل ما صدر منه أو شارك فيه من بيانات أو فتاوى كان لها وقع سيء على المجتمع ان كان ماديا أو معنويا.
وعلمت «إيلاف» من مصادر خاصة ان أحد رفاق الخضير في الخط التكفيري وهو ناصر الفهد في طريقه لأن يحذو حذوه في القادم من الأيام وهما اللذان اعتقلا سويا وهما يحملان السلاح في المدينة المنورة وصحب معهما قبل عدة أشهر.
حمود الزيادي العتيبي
«من موقع ايلاف»
|