ما اكثر المزايدين من خارج الحدود والمؤسف ان البعض من الشباب الغض ينصتون لهم ويتبعونهم تأثرا بمغالطاتهم لانعدام الدراية والانخداع بالألفاظ والمصطلحات وتكون النتيجة ما نشاهده من استهداف لأمن البلد واستقراره دون وازع من دين أو أخلاق. هل ما يحدث سببه قوة التأثير الفكري الذي يصب على عقول المغرر بهم أم مرده ضعف دور العلماء والمفكرين والتربويين في توجيه الشباب؟ إننا الآن أمام فئتين لكل منهما اسلوب في التعامل وطريقة في العلاج. الفئة الأولى الأرهابيون الذين تلطخت أيديهم في وحل الاعتداء على الوطن والآمنين فيه ولم يراعوا حرمة البلد وخرجوا عن طاعة ولاة الأمر وسفكوا الدماء ودمروا الممتلكات وأثاروا الرعب في النفوس. فهؤلاء جزاؤهم الاقتلاع جزاء ما اقترفته أيديهم بحق شعبهم ووطنهم وإساءتهم لسمعة هذا البلد وأمنه واستقراره. وفي شهر رمضان المبارك. ومع ان الجريمة هي الجريمة الا أن حدوثها في شهر رمضان شهر العبادة والقرآن والتهجد دليل على عدم مراعاة حرمة الزمان ولا المكان. وبالتالي لا أسلوب لمن يستخدم لغة السلاح إلا باللغة التي يفهمها. وهناك فئة أخرى هم الشباب الذين ما زالوا بعيدين عن الإرهاب ويتعرضون لرسائل إعلامية وفكرية مضللة. وهؤلاء هم المستهدفون. لذلك يجب النصح لهم وقطع الطريق على العابثين وخاصة أولئك القابعين في أوروبا الذين يلتزمون بقوانين تلك البلاد رغم أنها دول غير مسلمة وتساند إسرائيل جهاراً نهاراً ومع ذلك يحترمون وجودهم فيها ولا يجرؤون على مجرد التفكير بالإخلال بأمنها ثم يخادعون الشباب في هذه البلاد للعبث بأمن الوطن والمواطنين والمقيمين على أرضه. والله عز وجل يقول {كٍلٍَ امًرٌئُ بٌمّا كّسّبّ رّهٌينِ} والمسؤولية في الاسلام فردية لذلك يجب أن يتحمل كل فرد مسؤولية تصرفاته. وإذا كانت الأسرة تشفق على ابنائها والمؤسسات التربوية تنشد الاصلاح والعلماء والمفكرون يريدون النصح والإرشاد. فعلينا ان نربط هذه السلسلة التوجيهية ببعضها وتتكامل الأدوار لتوعية الشباب بمخاطر الانجراف وراء الشعارات والأهواء وتعميق انتمائهم لدينهم ووطنهم وتبصيرهم بما وراء الأكمة. وأن أولئك النفر في الخارج ليسوا اصلاحيين بل دعاة فتنة لا بلغهم الله آمالهم. والواجب ان نستثمر الإعلام المسموع والمقروء والمرئي لبيان زيف دعواهم جنباً إلى جنب مع الأدوار الأخرى للمؤسسات التربوية والتوعوية والأسرة. وكما أسلفنا ليس الهدف من ذلك تدارك من سقطوا وهم بحمد الله قلة بل الحفاظ على الشباب الغض من التغرير والفتنة التي يعرضها ذوو الشبهات والمصالح الدنيوية الصرفة صباح مساء تحت قناع الدعاوى الكاذبة والله من ورائهم محيط.
|