- توفير الأراضي الصناعية المطورة إحدى وسائل جذب الاستثمار الصناعي
- كثرة وطول الإجراءات والبيروقراطية والروتين معوقات للاستثمار الصناعي
إن من أهم التحديات التي يواجهها الصناعيون هي المنافسة والإغراق والقضايا التسويقية واستعمال الصناعة تقنية المعلومات في ظل الانفتاح العالمي وغزو الشركات متعددة الجنسيات لجميع أسواق العالم، ولكن باستقراء واقعي للحركة الصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي في الأعوام الماضية نلاحظ أن الصناعية الخليجية قفزت عدة قفزات عديدة نتيجة للتشجيع والدعم من الجهات ذات العلاقة مما أكسب الصناعات الخليجية قوة في ظل المنافسة الشرسة في الأسواق العالمية والمحلية وانفتاح تلك الأسواق خاصة أن كثيراً من الصناعات لدى دول عديدة أصبحت تعتمد على جذب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار في المجالات المختلفة دون استثناء مع تقديم كل التسهيلات وتذليل كل عقبات الاستثمار وتوفير الأراضي الصناعية المطورة والاهتمام بصناعة تقنية المعلومات التي أصبحت الآن هي محور اهتمام جميع شرائح أي مجتمع اقتصادي.
ولقد جاء انعقاد مؤتمر الصناعيين الخليجيين التاسع بسلطنة عمان في نهاية الشهر الماضي ليؤكد مدى أهمية صناعة تقنية المعلومات والتحديات التي تواجهها حيث ركزت معظم أوراق العمل المشاركة في المؤتمر على أهمية مناقشة استراتيجية صناعة تقنية المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي لذا كانت محاوره منصبة على عدة اتجاهات تنصب كلها في بوتقة دور تقنية المعلومات في القطاع الصناعي.
وتشير جريدة «عمان» في عدد صادر لها في الشهرالماضي إلى أن «الغرض من المؤتمر هو إلقاء نظرة مستقبلية لاحتمالات صناعة تقنية المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي وهذا يقتضي بالطبع دراسة فرص النمو والاستراتيجيات التنموية التي يتعين تبنيها والحاجة إلى مبادرات في تحديد السياسات والبنيات التحتية بالاضافة إلى تنمية الموارد البشرية التي تتعامل مع تقنية المعلومات وكذلك اتجاهات صناعة تقنية المعلومات العالمية والاتجاهات في دول مجلس التعاون ونماذج للاستراتيجيات التنموية والمسائل المتعلقة بوضع السياسات واللوائح والحكومة الإلكترونية والبحث والتطوير والتجديد في حقل تقنية المعلومات والنهج العام لتطوير صناعة تقنية المعلومات» وغير ذلك من القضايا العديدة التي طرحها مؤتمر الصناعيين الخليجيين التاسع وتركيزه الواضح على صناعة تقنية المعلومات.
إن الدور المنتظر لصناعة تقنية المعلومات هو دور مهم وأساسي في نهضة أي اقتصاد وانتعاشه لما تلعبه تقنية المعلومات في الصناعات الحديثة هذا بالإضافة إلى ارتباط مجال التجارة المعتمد على أسلوب التجارة الإلكترونية بمجال الصناعة الحديثة حيث أصبحت كثير من الصفات بين المنشآت الاقتصادية تعتمد بصورة كبيرة على استخدام أساليب الحكومة الإلكترونية في إنهاء معاملاتها سواء المحلية أو في الأسواق العالمية في ظل المنافسة الكبيرة بين الشركات والمنشآت الاقتصادية للحصول والسيطرة على قدر من الأسواق مما يتطلب سرعة إنهاء الاتفاقيات الاقتصادية بأسلوب أسرع وتعتمد تلك المنشآت على أساليب التجارة الإلكترونية مما يضمن لها السرعة في الإنجاز وإنهاء المهمات.
وعلى الرغم من التقدم الكبير في صناعة تقنية المعلومات والتطور الهائل فيها إلا أنها تواجه عدة تحديات يأتي في مقدمتها تحديات القرصنة في مجال البرمجيات وما تسببه من خسائر واضحة تلحق بالشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. وقد عقدت ندوة ناقشت بالقاهرة وبحثت موضوع تفعيل قانون الملكية الفكرية وما يواجهه قطاع المعلومات والبرمجيات من خسائر عالمياً وعربيا نتيجة وجود قرصنة البرمجيات حيث قدرت إحدى الدراسات الخسائر في هذا المجال على مستوى العالم بحوالي 11 مليار دولار وفي العالم العربي بلغت الخسائر حوالي 92 مليون دولار من جراء الاعتداء على حقوق الملكية في برامج الحاسب الآلي فقط وتصل نسبة القرصنة حوالي 90% في كل من الصين وفيتنام في حين تصل إلى حوالي 25% في الولايات المتحدة، مما يهدد كثيراً من الشركات بخسائر فادحة ومخاطر جمّة.
لذا فإن انعقاد المؤتمر التاسع للصناعيين الخليجيين في مسقط جاء في توقيت مهم سلط الضوء على أهمية صناعة تقنية المعلومات والدور المنتظر أن تقدمه للصناعة الخليجية والتحديات التي تواجهها ولكن هذا الأمر يتطلب تضافر جهود الجهات المعنية بالصناعة في دول المجلس ورجال الأعمال في ذات الوقت لتدريب وتأهيل الموارد البشرية القادرة على التعامل مع متغيرات مجال تقنية المعلومات مما يدعم الصناعة الخليجية في الأسواق المحلية والعالمية.
(*) مستشار اقتصادي ومدير دار الخليج
للبحوث والاستشارات الاقتصادية
|