في آخر لقاءاته الصحفية يؤكد الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه سيحارب لوحده إذا اضطر لضمان أمن العالم..!!
تصريحات بوش الابن نشرت في صحيفة صن البريطانية، الصحيفة التي تحرص على أن تكون الصفحة الثالثة منها مخصصة لصورة امرأة عارية.. وهكذا فما أن ينتهي القارئ من أقوال بوش في الصفحة الأولى ينتقل إلى الصفحة الثالثة ليصدم بالصورة الماجنة.. تفرض عليه المقارنة، والتدقيق في أقوال رئيس قال قبل دخوله البيت الأبيض إنه سيحارب لإعادة الاعتبار للفضيلة في البيت الأبيض.. ولهذا فإن الصحفيين الأمريكيين يرون تناقضاً بين رئيس يدعو للفضيلة ويقبل إجراء مقابلة مع صحيفة متخصصة بنشر الصور الماجنة، ويعتبرون ذلك قمة التناقض بين أقوال بوش وأفعاله، وهو ما ينطبق على تصريحه الأخير، فهو يقول سنحارب وحدنا إذا اضطررنا لضمان أمن العالم..!!
وهذا مؤكد وصحيح وفي حربه ضد العراق حارب لوحده، فقط من بين الدول المعتبرة وقفت بريطانيا توني بلير إلى جنبه، وبضع دول من أوروبا الشرقية كانت تطمع ب«أجور» لقاء دعمها حرب بوش.
وهكذا فإن بوش وبتحريض من العصبة المحيطة به من جماعة المحافظين الجدد معتنقي المذهب البروتستاني الأنجليكاني المحافظ الذي تستند استراتيجيتهم على توظيف الآلة العسكرية والتفوق الحربي الأمريكي لتأمين المصالح الأمريكية والرؤية السياسية الأمريكية، وبما أن هذه العصبة المحيطة بالرئيس ترى أن تحقيق مثل هذه السياسات لا يتحق ما لم يكن هناك «عدو» ظاهر لأمريكا، فقد وجدت في تفشي الإرهاب الضالة التي كانت تسعى إليها.. وبدلاً من معالجة أسباب الإرهاب وخاصة في المنطقة العربية الذي يعود أكثره إن لم يكن جميعه إلى تمادي إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني ودعم أمريكا المطلق، تغض النظر عن كل ذلك وتبتعد عن هذه الحقيقة وتركز كل جهودها وعملها على الفعل العسكري وشن الحروب، لتزيد من مساحة الإرهاب، فالملاحظ أن الدول التي أسقطت أمريكا أنظمتها تحولت إلى مراكز جذب للإرهابيين وأصبحت مصانع لتفريخ إرهابيين جدد وهو ما نلاحظه الآن في العراق.
ثم لماذا حصر الإرهاب على الدول الإسلامية والعربية والسكوت عما يجري في مناطق أخرى، ألا يهدد أمن العالم الممارسات الإسرائيلية المستمرة وانتهاكات قوات الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني والتحرش بالدول المجاورة مما يهدد باندلاع حرب إقليمية كالذي حصل مع سورية ويحصل دائماً مع لبنان.. أليس هذا تهديداً لأمن العالم.. أم أن عين الرضا عن إسرائيل كليلة.. وعين السخط على العرب والمسلمين تبدي الإرهاب المزعوم.
|