* غزة بلال أبو دقة:
قال أحمد قريع «أبو العلاء» رئيس الوزراء الفلسطيني وعضو مجلس الأمن القومي: إن المجلس القومي اتخذ جملة من الإجراءات والقرارات التي ستعمم على جميع أجهزة الأمن الفلسطينية في جميع المناطق لمنع ما وصفه بحالات الفوضى، ووضع حد للتسيب.. وذلك من خلال تجديد قوات الأمن وإجراء المناقلات اللازمة في إطارها..
وقال إنه تقرر التوصية بتشكيل لجان شعبية في جميع المدن الفلسطينية تضم البلديات والغرف التجارية والشخصيات السياسية والقوى، بهدف المساعدة في عملية ضبط الأمن بالأسلوب الصحيح والسليم..وأكد قريع في ختام الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي الفلسطيني الذي عقد في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن مجلس الأمن يرفض العنف والإرهاب، وأعرب عن استعداده للالتزام الفلسطيني بتنفيذ كافة التعهدات والالتزامات المترتبة على الجانب الفلسطيني، شريطة قيام الجانب الإسرائيلي بكل ما هو مترتب عليه من وقف الاستيطان والعنف والاغتيالات وتدمير المنازل ووقف بناء جدار الفصل العنصري..
وفي رده على سؤال حول لقاء مدير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان، أكد قريع أن القيادة الفلسطينية ستستمع للوزير سليمان بشكل جيد؛ منوها إلى أن الوزير سليمان يقوم بدور مهم بدعم السلطة الفلسطينية.. وفيما يتعلق بالحوار مع الفصائل الفلسطينية خاصة مع حركة حماس أكد قريع: أنه سيتم التحرك قريبا جدا، وخاصة بعد اللقاء مع الوزير المصري سليمان..
من جانبه أعرب د. نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية عن تقديره بأن المنطقة ستشهد تحركا إيجابيا في الفترة القريبة.. وبموجب أقوال شعث فإن التغيرات الدولية بما في ذلك التغيرات التي طرأت على الساحة الإسرائيلية، مثل تصريحات الرؤساء السابقين لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) تشير إلى أن هناك تغييرًا في المواقف الإسرائيلية، لكن يجب علينا أن نبدأ بأنفسنا، وأن نرتب أمورنا وأن نبني الأجهزة الأمنية، وأن نعمل كل شيء من أجل وضع حد للفوضى.. وبعد ذلك فقط يمكننا التحدث مع الإسرائيليين..
وأضاف شعث: إن جلسات المجلس الأعلى للأمن القومي ستكون إحدى القضايا التي سيتم بحثها مع عمر سليمان، الذي من المفترض أن يصل الاثنين إلى السلطة الفلسطينية لإجراء مباحثات حول الأوضاع الأمنية في السلطة الفلسطينية، وإمكانية التوصل إلى هدنة جديدة تلزم جميع الفصائل الفلسطينية..
هذا وقالت بعض الأوساط في الفصائل الفلسطينية ل«الجزيرة»: إنه من السابق لأوانه الحديث عن هدنة جديدة، لكنها اشترطت الموافقة على هدنة جديدة بأن تلتزم إسرائيل باحترامها وعدم إفشالها كما جرى في الهدنة السابقة التي أبرمتها الفصائل مع حكومة أبو مازن..
فيما قال مسؤولو حركتي حماس والجهاد الإسلامي ل«الجزيرة»: إنه لم يتم تحديد موعد للقاء بين قيادات الحركتين وبين أحمد قريع، أو مع اللواء عمر سليمان.. وكان الشيخ أحمد ياسين قال في لقاء خاص مع «الجزيرة»: تأكدوا بأننا نسير لتحقيق المصلحة الوطنية لشعبنا الفلسطيني، فإذا كانت المصلحة في إعطاء هدنة فسنعطي هدنة؛ وإذا كانت المصلحة في الاستمرار في طريق المقاومة فسنكمل مشوارنا..
مضيفا: لقد أعطينا في حزيران الماضي هدنة بالاتفاق مع حكومة أبو مازن؛ أذكر قال لنا أبو مازن إنه إذا لم يلتزم الطرف الآخر بالهدنة فأنتم في حل من أمركم؛ ولما انتهك الصهاينة الهدنة بالاغتيالات والمجازر وهدم البيوت وتخريب الاقتصاد الفلسطيني تحللنا منها..
واستطرد الشيخ قائلا: اليوم يُراد أن تعود الكرة مرة أخرى وأن نعطي هدنة، لكن المعطيات غير صحيحة؛ لا يمكن أن نكرر ما حدث في الماضي القريب؛ لا يمكن أن نعطي هدنة بدون ضمانات دولية وعربية وبالتزام العدو بجدول زمني؛ لتنفيذ ما تشترطه الفصائل الفلسطينية حتى الانسحاب الكامل من الأرض الفلسطينية المحتلة..
وبحسب ياسين: في الأصل أن يذهب أحمد قريع «أبو علاء» ليلتقي بقادة العدو ليوقف عدوانه عن شعبنا ثم يأتي ليحدثني عن مطالب وعن هدنة؛ دون التزام من طرف الاحتلال بشروطنا لن نعطي هدنة..ومما قاله الشيخ المقعد: نحن لا نريد فقط أن يوقف الاحتلال عدوانه عن شعبنا؛ نعم نحن نريد ذلك، لكننا نريد أيضا أن يزول الاحتلال تماما عن أرضنا وأن تزال المستوطنات وأن يطلق سراح الأسرى وأن يفك الحصار عن الرئيس عرفات وكل هذا ضمن جدول زمني إذا التزم به العدو نلتزم نحن من جانبنا ونواصل تمديد فترة الهدنة إن بدأنا في تطبيقها.. نحن ليسوا عشاق قتل أو سفاكي دماء إذا كان بالإمكان تحرير أرضنا دون أن تراق الدماء لماذا لا نفعل؟
وأكد الشيخ ياسين الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل أكثر من شهرين: إن الورقة الوحيدة التي لا يمكن لحركته التخلي عنها في كل الأحوال هي ورقة المقاومة؛ قائلا: نحن نقاتل من أجل الوطن والمقدسات، ولا يمكن أن نتنازل عن ذرة من تراب أرضنا المباركة، أو أن نفرط في شبر واحد منها، من الممكن أن تتغير الوسائل وتتبدل بحسب المجريات الإقليمية والدولية، لكن ثوابتنا لا يمكن أن نتنازل عنها.. نريد الحرية لشعبنا وسنسعى إلى تحقيقها بكل ما نملك من وسائل..
|