الآن.. وبعد أن هدأت ردة فعل الشارع الموجعة تجاه ما حدث في مجمع «المحيا» السكني!!
وبعد أن انتهت اللجنة المكلفة بالبحث والتنقيب عن ضحايا وجثث تحت الأنقاض!!
وبعد أن حمل قاطنو المجمع ما أمكنهم حمله من أمتعة وحاجيات وممتلكات قاصدين مأوى ومسكناً آخر يضمهم!!
بعد كل ذلك، هل سيسدل كل معدوم ضميرٍ الستار على مسلسل القتل والفتك والإرهاب.. ويدع النساء والأطفال والرجال العزّل يعيشون بمأمن من غدر يجتاحهم في ساعة غفلة؟
هل سترق قلوب الإرهابيين.. وينتبهون؟؟ ووسائل الإعلام كافة تنقل بالصوت والصورة جثث القتلى.. ودماء الجرحى.. ودمى الأطفال الممزقة أو المحشورة بين الأنقاض.. وبقايا أطعمة علقت في حناجر ولم تهضم بعد!!
هل سترق قلوبهم وزوج إحداهن يرينا مصحفها وقد ميزت آخر صفحة قرأتها بخمس ريالات.. وكانت آخر ريالات تقع بين كفيها، فقد قضى عليها الإرهاب..!!
هل سترق قلوبهم لطفل فقد والدته.. وعائلة فقدت أسرة كاملة؟
حرمات انتهكت في شهر من أجلِّ شهور السنة الهجرية؟؟ أي مذهب يجيز ذلك؟؟ أي عرف يؤيده..؟ أي دين يستوعبه؟؟ وأي قلب يحتمله؟!!
قلوب قُدّت من حجر أشك أنها نشأت بيننا، وترعرعت على أرضنا، وأكلت من طعامنا، وارتادت مساجدنا، أو أدت صلواتنا.
كما أننا نشك في حسن نواياها ساعة الإرهاب.. فليس للإرهاب سوى نوايا المكر والخديعة والبلبلة وزعزعة الأمن في المنطقة قاطبة، وبث صورة سيئة عنّا وعن ولاة الأمر.. بيد أنهم قد خابوا وخسروا ورُدّت أفعالهم إليهم ما دامت المنطقة سباقة لعمارة المساجد، وخدمة الحجيج، ورعاية الحرمين: المكي والمدني، والمحافظة على المقدسات الإسلامية، والمساهمة في الأعمال الخيرية، والأنشطة الدينية والاجتماعية والانسانية.
ستُرد أفعالهم إليهم ويُرد كيدهم في نحورهم إن آجلاً أو عاجلاً بحسب إرادة الله ومشيئته سبحانه.
ص.ب: 10919/الدمام: 31443/الدمام - فاكس: 8435344 - 03
|