في مثل هذا اليوم من عام 1977 م و في خطوة مفاجئة لتحريك الجمود العربي-الإسرائيلي، سافر الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس المحتلة لإجراء محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لتصبح مصر الدولة العربية الأولى التي تعترف بوجود إسرائيل، الأمر الذي جعل السادات هدف إدانات عديدة في العواصم العربية الأخرى، كانت الخطوة غير واردة وبعيدة عن أي توقع، وكان توقيت وصول الطائرة المصرية البوينغ 707 بيضاء اللون، قبل الساعة الثامنة من مساء السبت بدقيقتين.
استقبل السادات بحرارة من قبل الرئيس الإسرائيلي افريم كاتزير ورئيس الوزراء مناحيم بيغن، قال السادات وهو يصافحهم «شكرا لكم» أجاب عليه بيغن: مرحبا بك شكرا لك على مجيئك لزيارتنا، لم يحدث من قبل على الإطلاق أن شهد الشرق الأوسط لحظة كهذه - أول زيارة من نوعها لقائد عربي للدولة اليهودية - وكان الإسرائيليون لا يكادون يصدقون أعينهم، كانت مصر عدوا ثابتا في أربع حروب عربية- إسرائيلية مرة نجم عنها إزهاق أرواح آلاف لا تحصى من الناس وخسائر في كلا الجانبين، مع ذلك، كان أنور السادات يقف هنالك مصغيا للفرقة الموسيقية العسكرية وهي تعزف النشيد الوطني المصري وهاتيكفاه الإسرائيلي، في الخلفية، أطلق الجنود 21 طلقة للتحية، بدأ الرئيس الزائر يومه بالصلاة في المسجد الأقصى في القدس القديمة، ثالث الأماكن المقدسة في الإسلام وعشاء عمل مع بيغن ووزير الخارجية موشي دايان.
|