* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي:
دعا معالي الاستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الامين العام لرابطة العالم الاسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الى اغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان بكثرة العبادة واللجوء الى الله، والدعاء والذكر وتلاوة القرآن الكريم.
وحث معاليه شباب الأمة بخاصة على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبادته ولجوئه الى الله سبحانه وتعالى واعتكافه للاشتغال بالعبادة الخالصة.
وبين معاليه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان تحريا لليلة القدر، وقد رغَّب في قيامها فقال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وأوضح معاليه ان قيام ليلة القدر هو احياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة الى الله تعالى وطلب عفوه، وذلك لما روته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: «قلت يا رسول الله، أرأيت ان علمت ليلة القدر، ما اقول فيها؟ قال: قولي: اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني» رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
واكد د. التركي على اهمية تقوى الله في السر والعلن، مشيرا الى ان التقوى من مقاصد الصيام، وهي الطريق الموصل الى قبول الله سبحانه وتعالى الاعمال الصالحة لعباده: {إنَّمّا يّتّقّبَّلٍ الله مٌنّ المٍتَّقٌينّ} «المائدة 27» وحث معاليه الصائمين على صلة الرحم والصدقة والاصلاح بين الناس: { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } «النساء : 114».
وحثهم كذلك على الإحسان الى الفقراء والمحتاجين بدءا بالاقرباء والجيران.
وقال د. التركي: إن تمسك المسلمين بدينهم وتأدية عباداتهم ليس مرتبطا بشهر رمضان فحسب، فذلك مطلوب منهم في كل وقت من أوقات السنة، مؤكدا معاليه ان صدق الايمان، والإخلاص في العبادة والسعي الى رضى الله وعمل الصالحات من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بالامن: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } «النور : 55».
|