في ظل الأحداث التي نمر بها.. وهي كما قلت.. أحداث بسيطة للغاية بفضل الله لا تستحق أكثر من وقفة.
** أقول.. في هذه الأحداث.. قال العلماء الكبار وقضاة وفقهاء الأمة ودعاتها وخطباء المساجد.. قالوا كلمتهم بكل وضوح وبصوت مسموع..
** هؤلاء كلهم ومعهم المربون والأكاديميون ورجال المجتمع وكل الإعلاميين.. قالوا كلمتهم في نبذ هذه الأعمال.. ونبذ هذا المسلك الغريب الشاذ على بلادنا.
** الكل قال كلمته وأصبح هؤلاء الشاذون المتطرفون بالفعل.. شاذين منبوذين.. الكل ضدهم.. والكل يكرههم.. والكل ينادي بمحاسبتهم وتطبيق أقسى العقوبات عليهم.
** لكن تبقى المشكلة... هي مشكلة أولئك المشاركين في فضائيات خارجية.. عندما يخرج أحدهم «منظّراً» محاولاً استعراض عضلاته ليقول.. المفروض والمفروض.. والمطلوب والحقيقة والواقع.. ثم خذ من «هالتنظير والنظريات» والآراء المعوجة.. التي تصور لمن يسمعها في خارج البلاد.. أننا نعيش وسط نيران مستعرة وأمواج من التيارات المتضادة المتضاربة..
** من يسمع هذا الأحمق أو ذاك.. يتصور أن مجتمعنا يموج ويروج ويترنح.. وأننا نعاني ونكابد.. وأننا وسط معمعة عنيفة.. وأن المتفجرات والقنابل في كل شارع وفي كل بيت.
** من يسمع هؤلاء.. لايصدق أبداً.. اننا مجتمعٌ قويٌّ متماسكٌ متعاضدٌ هادئٌ آمنٌ.. لايعكر صفوه شيء.. ولم ولن يخترقه شيء بإذن الواحد الأحد..
** مشكلة هؤلاء «الطبول» أنه يريد أن يقول شيئاً ليقال عنه.. إنه شيء.
** مشكلة هؤلاء «المكلمنجية» أنهم تجار كلام..يريدون الهرج والكلام لمجرد الكلام.. وهناك محطات تلفازية تعرفونها... همها وهاجسها.. هو التصيد على هذه البلاد ومحاولة الصنع من الحبة قبة.. ومحاولة تضخيم وتكبير كل حدث.. بينما لو انفجرت إحدى هذه القنابل في بلادهم.. لانتهى البلد عن بكرة أبيه.
** مجتمعنا.. ليس كما صوره هؤلاء السفهاء.. وواقعنا وأوضاعنا بألف خير وعافية.. ولم ولن نلتفت لفرقعات هؤلاء.. ولم ولن نلتفت للخلف بإذن الله.. ولن يوقف مسيرتنا أحمق أو أحمقان أو حتى عشرة حمقى.
** إذا كان في هذه البلاد عشرون أحمق.. ففيها عشرون مليون عاقل.. ونحن نعمل ونتعامل ونفاخر ونماري بالعشرين مليوناً.. وهم المواطنون السعوديون الصالحون.
** أما العشرون الحمقى.. فمنهم من قتل نفسه.. ومنهم من هو خلف القضبان ينتظر حكم المحكمة.. ومنهم من هو شريد.. لايدري أين يذهب.. ونحن لا نلتفت ولا نلوم هؤلاء المجرمين الإرهابيين.. لأنهم أظهروا كل ما عندهم.. فليس عندهم سوى القنابل والمتفجرات والإرهاب وإسالة الدماء.
** لكننا نلوم أولئك الذين يصارخون في الفضائيات الخارجية.. ويحاولون تصوير بلادهم على أنها في معمعة مشكلة .. أو انها تعاني.. أو أن أوضاعها ليست على ما يرام.. أو أنها تشهد انفلاتاً أمنياً.
** أين هؤلاء عن إعلامنا بكل وسائله.. الذي فتح صدره لاستقطاب كل فكر.. وكل رأي.. واحتضن كل صوت بدون أدنى تحفظ أو مراجعة؟
** ليت هؤلاء يستحون ويخجلون ويدركون أن المسألة مكشوفة.. فهم يعملون «دعايات» لأنفسهم.
** ولكن.. كل ما نرجوه منهم.. هو ألا يكون ذلك على حساب الوطن.
** انه مجرد رجاء.. ليتهم يستحون.
** إن بوسعكم عمل دعايات وإعلانات لأنفسكم ولكن.. ليس على حساب الصدق.. وعلى حساب الوطن والمواطن.
www.alsumari.com
|