Tuesday 18th november,2003 11373العدد الثلاثاء 23 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفقر والعوز كانا حجتهم الفقر والعوز كانا حجتهم
زيادة أعداد المتسولين تربك المصلين والمتسوقين بجازان

* متابعة وتصوير - علي يحيى الراجحي:
شهدت أسواق منطقة جازان وجوامعها ارتفاعاً ملحوظاً في اعداد المتسولين الذين يقفون على أبواب المساجد والجوامع ومداخل الأسواق والمتاجر يستجدون الناس ويلحون عليهم في السؤال في سبيل الحصول على النقود والأموال والسواد الأعظم من أولئك المتسولين من الجنسيات الوافدة وسرعان ما يتطور الأمر بعدد من أولئك المتسولين الى احتراف النصب واللصوصية وسلب الناس أموالهم بشتى الطرق والوسائل.
«الجزيرة» ناقشت هذه الظاهرة مع عدد من المعنيين بها وقد حاولنا التقاط بعض الصور لأولئك المتسولين والحديث معهم ومعرفة الأسباب التي حدت بهم الى امتهان التسول وقد التقينا في البداية بأحد المتسولين الذي لم يمانع في التقاط صورة له واسمه رمزي عبده وعمره 12 سنة وهو يحمل الجنسية اليمنية وقد تسلل الى أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة وقد قال: إنه طفل يتيم حيث توفي أبوه قبل عدة سنوات ولا يوجد من ينفق عليه وعلى أفراد أسرته وقد حال صغر سنه دون عمله في أي من الأعمال المشروعة ولم يتمكن من الالتحاق بمقاعد الدراسة وقد حدت به الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها وأفراد أسرته في بلده الى التسلل الى أراضي المملكة وامتهان التسول ممتدحا سخاء الناس واعطياتهم له. وأضاف انه عادة ما يتواجد على أبواب الجوامع ومداخل الأسواق.
كما التقينا بطفل آخر من الجنسيات الوافدة اسمه محمد عبدالله أحمد حيث قال انه يتواجد في السعودية منذ تسعة أشهر، ولم يستطع تحديد عمره قائلا انه عرف هذه الحياة دون أب، حيث توفي أبوه وهو في المهد ولا يوجد من يعوله وأسرته وان التسول أسهل طريقة لسد رمقه ورمق أسرته. وبسؤاله عن مدى متابعة الجهات المختصة له، أوضح انه لم يلاحظ أي متابعة من تلك الجهات ولم يجد من يمنعه من ذلك.والتقينا أيضا بمتسول طاعن في السن وهو من الجنسيات الوافدة وقد امتنع عن ذكر اسمه مكتفيا بالقول بأن ما يعيشه هو وأفراد أسرته من فقر مدقع كان وراء احترافه للتسول خصوصا وان كبر سنه وحجزه يمنعانه عن العمل الشريف.
من جانبه أوضح المواطن محمد بن يحيى عبدالله. خريج جامعي ان كرم المواطنين السعوديين وسخاءهم ساعد أولئك المتسولين على امتهان التسول باعتباره أسهل الطرق للكسب السريع وناشد الجهات المختصة بوضع حد لهذه الظاهرة.
من جانبه أوضح الأستاذ عصام ابراهيم كساب، مدير مبيعات في مؤسسة الدحمان للتجارة والمقاولات ان عدداً من أولئك المتسولين يتظاهرون باصابتهم بعاهات ويستدرون عطف وشفقة المواطنين والمقيمين لسلبهم أموالهم مشيرا ان بعضا من المتسولين نساء ويخشى من أن يتم استغلالهن من =قبل ضعاف النفوس في أغراض غير شريفة منتهزين حاجتهن للنقود وان كثيرا من المتسولين من ذوي العاهات من محترفي النصب والاجرام ومنهم من يزج بنسائه وبناته في عملية التسول مناشداً المواطنين والمقيمين على السواء بأن يقدموا مساعداتهم تلك التي يعطونها للمتسولين للجمعيات الخيرية ودور رعاية المعوقين.هذا ويقول ناصر محمد ناصر بائع في محل سوبر ماركت ان عدداً من أولئك المتسولين يدخلون المحلات التجارية ويقومون بالسرقة مستغلين انشغال البائع بالزبائن والمشترين.ويعلق بائع آخر اسمه مجيب الرحمن أحمد هندي الجنسية بأن أولئك المتسولين يسببون الكثير من الازعاج للمصلين والمتسوقين على حد سواء وأنه قد اضطر لأداء الصلوات في جامع آخر بسبب كثرة أولئك المتسولين على باب الجامع الذي اعتاد أداء الصلاة فيه. أما سليم محمد سليم - بنغالي الجنسية - وهو عامل بوفيه فقدأوضح في معرض حديثه ل«الجزيرة» انه يواجه ازعاجاً كبيراً من أولئك المتسولين أثناء عمله في البوفيه وان أكثرهم من الأطفال دون سن العاشرة والذين قد يكونون عرضة للدهس أثناء عبورهم الطرق السريعة.
احتراف المتسولين للنصب والإجرام
من جهته أوضح المواطن محمد بن شروعي كريري مشرف مكتب تجاري للمقاولات بجازان الى خطورة المتسولين ومخالفي نظام الاقامة على السواء وما يقومون به من عمليات سرقة وسلب وسطو على المنازل والمحلات موضحا ان مكتبه الكائن بمحافظة أحد المسارحة قد تعرض لعملية سطو من قبل مجهولين مخالفين لنظام الاقامة قاموا بكسر اقفال الأبواب وسرقة شاشة جهاز حاسب آلي وطابعة وممتلكات أخرى بالمكتب ولم يتم القبض عليهم الى هذه اللحظة.
وألمح المواطن بدر بن محمد ادريس من محافظة صاطمة ان عددا من المتسللين الى أراضي المملكة يقطنون في الوادي الواقع جنوب المحافظة ويرسلون أولادهم ونساءهم الى أحياء المحافظة لاستطلاع مداخل ومخارج المنازل تحت ستار مهنة التسول بينما يقومون هم بعمليات السطو والسرقة على تلك المنازل في ضوء المعلومات التي يأخذونها من أولادهم ونسائهم، هذا الى جانب ما يقوم به أولئك المجرمون من اعتداءات وسطو وسرقة على المواطنين أثناء عبورهم ذلك الوادي ولا زال خطرهم قائما الى هذه اللحظة. وناشد المواطن ادريس في ختام حديثه ل«الجزيرة» الجهات الأمنية بضرورة وضع حد لأولئك المجرمين واللصوص عبر مداهمة الوادي وتمشيطه وتطهيره من أوكار أولئك المجرمين وتسيير الدوريات بانتظام للتأكد من سلامة الوادي المذكور وخلوه منهم الى جانب تضافر الجهات ذات الاختصاص في مكافحة التسول ووضع حد لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved