يقف الإنسان حائراً أمام هذا المشهد الرهيب الذي لا يحقق هدف ولا يحمل رسالة، الإسلام الحقيقي مشروع سماوي يكرِّم الإنسان، وهذه العصبة لا تعي روح هذا الدين ومقوماته فهي تتعاطى بكل اسف مع أفكار هادمة لا تؤمن بقيم الحوار التي رسخ الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم في حياة الصحابة والتابعين.
ما حدث في الرياض وصمة سوداء في جبين جماعة شذت عن الطريق القويم حتى تزرع الرعب في أبناء الإسلام في وطن الإسلام لتعيد المجتمع إلى عصور الظلام.
يقول الله تعالى { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }. وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».
فأين هذه الفئة من هدي الرسول الكريم.
ترى أي مدرسة خرَّجتهم وأي معلم وجَّههم وأي بيت تربوا فيه فكانوا أداة تدمير وشقاق ودعوة للفتنة، إذا كانت أنفسهم أصيبت بداء الغفلة فعلاج ذلك صعب لأنها انحرفت عن طريق الحق والاستقامة وتطبعت بالأخلاق المرذولة والصفات السيئة يقول سبحانه وتعالى {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }،وهؤلاء غفلوا عن أمر ربهم بما أقدموا عليه وباؤوا بالخسران العظيم في الدنيا والآخرة.
حمى الله بلادنا من نزوات الغافلين،
إنا لله وإنا اليه راجعون.
|