* الرياض - حازم الشرقاوي:
لم يعش سكان مجمع المحيا السكني في الرياض مثل ال 45 دقيقة التي مرت عليهم أثناء حدوث الانفجار الذي تم في منتصف ليلة السبت الأسبوع الماضي حيث أصوات القنابل وانهيار «الفلل» وتحطم النوافذ والأبواب والجدران، الكل في المجمع يجري يميناً ويساراً يبحثون عن الأمان خوفاً من النيران التي سيطرت على معظم الفلل وخاصة الأمامية منها فمنهم من يرتدي ملابس النوم، وآخرون حفاة، والأطفال يصرخون ويرددون كلمات ماما بابا، وأمهات تبحث عن أبنائها، بالفعل إنها مأساة حقيقة عاشتها 180 أسرة تقيم في المجمع منهم 23 أسرة مصرية وأغلبهم من الجنسيات العربية الأخرى مثل: لبنان وسوريا والأردن، ونحو 70% من المقيمين في المجمع من المسلمين، وقد نتج عن هذه التفجيرات الارهابية وفاة 18 شخصاً من بينهم أسرة مصرية مكونة من أربعة أفراد، وأصيب 122 شخصاً منهم 17 مصرياً وقدرت الخسائر المادية بنحو 100 مليون ريال.
مسؤولو السفارة المصرية عقب الصلاة على ضحايا انفجار المحيا.
تهديد
البداية كانت مع المشرفة النسائية لمجمع المحيا السكني هنادي غندقلي من الاسكندرية ومن داخل مشرحة مركز الرياض الطبي «مستشفى الشميسي» قالت: منذ فترة تلقينا تهديداً بالفاكس والتليفون بتفجير المجمع، فتعاملنا مع هذه التهديدات بجدية وأخلينا بعض المواقع، وتم عمل التعزيزات المطلوبة ولم يحدث شيء منذ حوالي شهر تلقينا تهديداً آخر فاعتقدنا أنه مثل التهديدات السابقة، ولم نكن نتوقع حدوث أية تفجيرات داخل هذا المجمع الذي أعمل فيه منذ 10 سنوات حيث كان يتمتع بالخصوصية والحيوية، والحركة المستمرة والألفة والمحبة بين جميع المقيمين فيه بمختلف جنسياتهم، أما الآن فلقد حوله الارهابيون إلى دمار وخراب.
45 دقيقة
وكشفت هنادي غندقلي عن لحظات الانفجار فذكرت أنها كانت تستعد للخروج من مكتبها الكائن في مقدمة المجمع والتوجه إلى فلتها للاستعداد للسحور والجلوس مع زوجها خالد همام محاسب وابنتها شدان 12 سنة وعبد الرحمن 7 سنوات، قالت بعد نزولي من مكتبي بالدور الثاني وخروجي من الباب توقفت مع صاحب المجمع يوسف المحيا شاهدت اربع قنابل مضيئة في السماء فظننت أن هناك احتفالاً وبعد دقيقتين توالت الأعيرة والقذائف النارية على مكتب الادارة في الدور العلوي الذي كنت أجلس فيه، فصرخت مرددة أولادي أولادي، فشاهدت سيارة جيب تسير من أمامي فظننت أنها لأحد السكان فجريت خلفها وأنا أشاور لها بالتوقف خذوني لأولادي فشدني يوسف المحيا للخلف وفوجئت بانفجار السيارة وتلاها انفجارات أخرى وقد استمرت العملية لنحو 45 دقيقة، وأكدت هنادي أنها نجت من الموت مرتين الأولى انها نزلت من مكتبها الذي وجهت له أول قذائف ونيران ثم من السيارة الجيب المفخخة التي كانت تحاول ركوبها للوصول لابنائها.
أما الدكتورة أوركيدا اسماعيل المدرس المساعد بكلية التربية جامعة المنصورة والمذيعة بالتلفزيون السعودي والدة الأطفال سلمى 9 سنوات وياسر 6 سنوات وليلى 11 شهراً وزوجة الصيدلي أسامة العدوي المصاب في رأسه وأنفه، أوضحت ان اطفالها كانوا نائمين فسمعنا صوت انفجار وتطاير في الأبواب والشبابيك فأصيب زوجي بأنفه ورأسه وأخذ ينزف لفترة طويلة فذهبنا إلى الأولاد وحاولنا الخروج وركبنا سيارتنا ولم نستطع الخروج لأن النار والطلقات النارية كانت تحيط بالمكان فعدنا حتى لاحظنا سيارات الاسعاف والشرطة تحيط بالمكان فأخذت سيارة اسعاف زوجي للمستشفى وتوجهت مع أولادي لأحد اصدقائنا الدكتور عبد الرحمن شفيق عبد الرحمن من القاهرة ويعمل بشركة سكويب برستول مايز للأدوية وزوجته منى وأولاده أحمد 13 سنة ونوران 12 سنة وكريم 3 سنوات قالوا: كنا في الفيلا نشاهد التلفزيون سمعنا انفجاراً شديداً مثل طلقة مدفع ثم طلقات نارية فظننت أنها ألعاب نارية فتكسرت الشبابيك والأبواب ونور أحمر دخل الفيلا فتيقنت أنه هجوم ارهابي فأخذت ابني كريم وحضنته وأولادي وزوجتي ونزلنا في الخارج بجوار النخل ثم عدنا.
أما الدكتور علي الدريني مدير التشريعات الدوائية بشركة برستولول سكويب للأدوية وزوجته مي عزت حبيب صيدلانية من الاسكندرية ابنتهم عمرها 7 سنوات قالوا كنا نجلس في غرفة الانتريه شعرنا ان هناك حركة غير طبيعية بدأت بطلقات نارية ثم حدث الانفجار الكبير فتطايرت الشبابيك والأبواب.
الحيرة والتفرق
لقد تفرق سكان حي المحيا في الرياض بعد حدوث الانفجار فكانت الخيارات بينهم ما بين التوجه نحو الاصدقاء أو البحث عن شقة مفروشة أو فندق أو الانتظار، فكانت علامات الحيرة والحزن والأسى ترتسم على الوجوه بعد أن فقدوا مساكنهم وممتلكاتهم الشخصية فبعد حوادث الانفجار توجهت الدكتورة أوركيدا اسماعيل المدرس المساعد بجامعة المنصورة باطفالها الى منزل أحد أصدقاء الأسرة ثم بدأت رحلة البحث عن زوجها الدكتور أسامة العدوي مدير المنطقة الوسطى والشرقية باحدى شركات الأدوية المنوم في المستشفى التخصصي وقالت لقد عرفت أن زوجي بهذا المستشفى عن طريق احدى القنوات الفضائية فذهبت لزيارته، وفي اليوم التالي قامت ادارة الدفاع المدني بتوزيع وحدات سكنية مفروشة على كل المتضررين للاقامة فيها لمدة 10 أيام بتوجيه من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض.
تحاليل الطفل
لا يمر يوم إلا ويكون الطبيب المصري عمرو عسل وزوجته مروة رشدي «محاسبة» وابنه يحيى 3 سنوات في بيتهم حتى منتصف الليل الا ليلة السبت الحزين فكان خارج فيلته المجاورة لفيلا الأسرة المصرية المنكوبة علي راغب، وذلك بسبب اصرار زوجته على اجراء تحاليل شاملة لطفلهم يحيى الذي زادت نسبة تبوله ليلاً في الفترة الأخيرة خوفا عليه أن تكون من أعراض السكر، وتأخرت الأسرة في مستشفى المشاري لاجراء التحاليل اللازمة ومعرفة النتائج فقال الدكتور عمرو عسل الحمد لله كانت النتائج ايجابية والطفل يتمتع بصحة جيدة، فخرجت من المستشفى وفي طريقنا نحو البيت اتصل بي أحد الأصدقاء يقول انفجار في المركز الذي تقيمون فيه الحمد لله انك غير متواجد هناك.
اصابتنا حالة من الخوف فرفضنا الذهاب لأي فندق وفضلنا التوجه الى أحد الاصدقاء وقضينا معهم الليل، وكان كل تفكيري ان أقوم بتسفير زوجتي وابني لمصر حتى لا يشاهدوا ما حدث لبيتنا وممتلكاتنا داخل الفيلا التي انهارت وبداخلها ممتلكات تزيد قيمتها عن 120 ألف ريال سعودي.
كل أوراقنا كانت داخل الفيلا فاتصلت بالقنصل العام المصري لعمل جواز جديد لزوجتي فوافق على الفور وطلبت منه أن أذهب للفيلا وأحاول العثور على الجوازات فتوجهت إلى المجمع وساعدني رجال الدفاع المدني وادخلوني الفيلا بواسطة سلم متحرك فعثرت على جوازات السفر، وقمت بتسفير زوجتي وابني وسألحق بهما اليوم.
وقام رجال الدفاع المدني بتسليمي شقة مفروشة كما قدمت الشركة التي أعمل فيها لي جناحا للاقامة حتى العثور على مكان جديد للاقامة.
اوضح الدكتور عمرو عسل ان هذه الفيلا تحمل بالنسبة لنا ذكريات جميلة لا تنسى كما تحتوي على أوراق وممتلكات خاصة لا نستطيع أن ننساها، ويعتقد أن الصدمة النفسية مما حدث ستكون لاحقة بعد تذكر ممتلكاتهم ومحتوياتها وغيرها.
وأشار إلى أن المجمع كان يتمتع بالهدوء مع توفر وسائل الترفيه والترابط بين السكان المقيمين فيه وخاصة المصريين فيما بينهم فكنا جميعاً كأسرة واحدة.
مدة الاقامة بالشقق
كشف الدكتور علي الدريني عن أنه عندما توجه يوم الاثنين الماضي الى فيلته بمجمع المحيا لم يجد شيئا سليماً حتى الأبواب والشبابيك والأغراض الشخصية قد اختلطت وتكسرت في بعضها.
وأوضح أحد سكان المجمع «مصري رفض ذكر اسمه» ان المشكلة الحقيقية التي نعاني منها الآن أن يوم الأحد أو الاثنين على الأكثر هو آخر موعد لتسليم الشقق المفروشة التي سلمها لنا الدفاع المدني والى الآن لا نعرف أين نذهب، وقد طلبنا في لقائنا بالسفارة المصرية بضرورة مد الفترة شهرا على الأقل حتى نستطيع الحصول على السكن المناسب، في الوقت نفسه تخوفت هنادي غندقلي مديرة القسم النسائي المجمع من قيام ادارة الشقق المفروشة بمطالبة المقيمين فيها بسداد قيمة الاقامة لمدة 10 أيام وقالت إنها تسعى لدى الجهات المسؤولة في المملكة لمد الاقامة إلى شهر كامل.
وقال الدكتور أسامة العدوي لقد تحدثا مع عدد من الاصدقاء لمساعدتي في الحصول على فيلا مناسبة بهدف الشعور بالاستقرار والعودة الى حياتنا الطبيعة التي كنا نعيشها داخل المجمع مشيراً إلى العودة السريعة للحياة الاولى وتكون مرحلة لنسيان ما حدث داخل المجمع.
الحالة النفسية
أشارت الدكتورة أوركيدا إسماعيل الى الصدمة الشديدة التي أصابتهم وخاصة الاطفال فقالت: هناك كوابيس مستمرة للاولاد منذ وقوع الحادث كأنهم يشاهدون نيرانا أو قنابل أو حربا.
وعدت مدام منى زوجة الدكتور عبدالرحمن شفيق بضرورة علاج الاطفال نفسيا لتخفيف حدة الصدمة، وذكرت أنها لم تنم لمدة ثلاثة أيام متصلة وتشعر بالخوف عند سماع أي صوت مهما كان مصدره وتتفق الصيدلانية مي على أن الجميع وخاصة النساء والاطفال في حاجة للعلاج النفسي وقالت لقد قررت العودة لمصر للاستجمام والتخفيف من حدة الصدمة.
علي راغب وحفل الافطار
في مغرب يوم السبت الماضي كانت الفيلا 259 بمجمع المحيا السكني في الرياض تضم خمس أسر يتناولون افطارا جماعيا دعا له المرحوم علي راغب وزوجته سلوى، وهما عادة يقيما حفل افطار كل عام في رمضان، وقد بدأت سلوى يومها من الصباح الباكر في تجهيز مختلف أنواع المأكولات لتقديمها لضيوفهم والاحتفاء بهم، وتناولوا جميعا وجبة الافطار في تمام الساعة الخامسة و10 دقائق بتوقيت مكة المكرمة، ثم أدوا صلاة المغرب وجلسوا يتحدثون في كثير من الامور والقضايا والبرامج الدينية على الفضائيات، وقبل اذان العشاء انصرف الضيوف وتوجه علي راغب لاداء صلاة العشاء ثم عاد الى منزله ونام على كنبة في غرفة الصالون، ثم نام أحمد وعمر كما عودتهما أمهما على النوم في أول الليل والاستيقاظ مبكرا، وقبل ان تتوجه سلوى للنوم التقت باحدى صديقاتها من سكان المجمع وقالت أنا تعبت كثيراً اليوم لأنه كان عندنا حفل افطار لعدد من اصدقائنا ومحتاجة لكي أنام وأستريح، ولم تتوقع سلوى وزوجها وأولادها بأنها آخر ليلة لهم في الفيلا رقم 259 التي انهارت عليهم نتيجة الانفجار الارهابي الذي حدث في المجمع، في الوقت نفسه فجع المصريون في المجمع بمقتل علي راغب وأسرته ولم يتخيل أصدقاؤهم انه آخر عام يتناولون الافطار مع صديقهم الذي اصبح عادة منذ 3 سنوات، ومن صفات سلوى التدين وممارسة الرياضة والهدوء وعشقها لأولادها ورعايتهم فكان عمر وأحمد وزوجها كل حياتها، ويؤكد عدد من اصدقائهم بأن هذه الاسرة الصغيرة كانت مترابطة ومتماسكة وكانت نموذجا للاسرة المصرية الاصيلة.
دفن الأسرة المنكوبة بالقاهرة
في جنازة مهيبة عمها الحزن والألم أم مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ جموع المصلين بجامع الامام فيصل بن تركي بمنطقة قصر الحكم في أداء صلاة الميت بعد صلاة العشاء من مساء الاربعاء الماضي الاسرة المصرية ضحية انفجار مجمع المحيا وهم: علي راغب وزوجته سلوى وطفلاه أحمد وعمر.
وتقدم المصلين على الجنازة السفير محمد رفيق خليل السفير المصري لدى المملكة والقنصل العام محمود عوف ونائب السفير الوزير المفوض محمد مرسي ونائب القنصل العام رجائي نصر والمستشار شعيب عبدالفتاح رئيس المكتب الاعلامي والقنصل مجدي الدريني وعدد من الدبلوماسيين والاعلاميين وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية في الرياض.
وتلقى السفير المصري العزاء من السعوديين ومختلف الجنسيات، وقد رافق نائب القنصل العام رجائي نصر والقنصل مجدي الدريني جثث الاسرة المصرية المنكوبة الى مطار الملك خالد الدولي وقاما بلف صناديق الضحايا بعلم مصر وتم نقلهم على طائرة مصر للطيران في الساعة الثانية من صباح الخميس وتم دفنهم في القاهرة.
السفارة والقنصلية المصرية
أقام السفير المصري لدى المملكة محمد رفيق خليل والقنصل العام السفير محمود عوف لقاء مع المصريين المقيمين بمجمع المحيا السكني وقد بدأ اللقاء بكلمة للسفير المصري قال فيها: يعز علينا جميعا وفي لحظة حزينة ومؤثرة ان نلتقي بكم اليوم بمقر السفارة المصرية بالرياض بعد ان تعرضتم لحادث ارهابي بشع اصاب الامة بكاملها بألم بالغ وعاشت كل القلوب معكم لحظاتكم المخيفة انتم واولادكم واياديكم الطاهرة البريئة تدفع يد الارهاب الغاشمة وتقاوم ضرباته القاسية التي لا تعرف الرحمة ولا تقر بشرع ولا تنتمي لاية مبادىء او قيم عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل لقد عاشت قلوب المصريين جميعا تدعو لكم بالنجاة والسلامة انتم وكل من كان معكم من الاخوة السعوديين والاخوة العرب من ابناء الامة العربية وكم هي المئات من المكالمات الهاتفية التي تلقتها السفارة والقنصلية من المصريين البسطاء الذين دفعتهم نخوتهم الاصلية ولهفتهم الخالصة المخلصة للاطمئنان عليكم رغم انهم لا يعرفونكم معرفة شخصية إلا أنهم معكم ومعنا جميعا في نفس الخندق ضد غول الارهاب الذي بات يهدد حياتنا ومستقبل اولادنا وصار يحرق في طريقه الاخضر واليابس دون رحمة ولا شفقة ويعز على النفس ايضا ان يكون اللقاء بدون اسرة مصرية شريفة ذهبت ارواح افرادها جميعا ضحية غدر الارهاب وقسوته فها نحن قادمون من اداء صلاة الجنازة على روح الشهيد راغب وزوجته وطفليه احمد وعمر وبعد ان ودعناهم بالدموع والدعاء الى مثواهم الاخير في وطنهم مصر.
واكد السفير محمد رفيق خليل ان مصر قيادة وحكومة وشعباً تدين هذا الحادث الاجرامي البشع وتقف بكل قوة وصلابة مع شقيقتها المملكة العربية السعودية في خندق واحد لمقاومة هذه الافة التي اساءت الى الاسلام والمسلمين والامة العربية وتؤكد مصر انها سوف تحارب الارهاب بكافة صوره واشكاله حتى تتخلص الامة من كل فلوله العمياء التي اصابها اليأس والجنون فصارت تروع الآمنين وتهدد امن بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي الامين ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين في صلاتهم وحجهم وعمرتهم وزيارتهم انني احمل لكم مواساة القيادة المصرية وحكومتها وكل ابن من ابناء مصر الكنانة في مصابكم وما جرى لكم في هذا الحادث الاليم واننا جميعا رهن طلباتكم التي ترونها ضرورية في هذا الظرف الصعب.
ووجه السفير المصري شكره وتقديره الى كل السلطات السعودية التي سارعت في انقاذ جميع سكان المجمع وتقديمها كافة الخدمات الصحية والطبية السريعة لانقاذ الجرحى والمصابين وايضا حرص المسؤولين السعوديين على تخفيف المعاناة عنهم والعمل على سرعة عودتهم الى حياتهم الطبيعية.
ووعد السفير محمد رفيق خليل والقنصل محمود عوف بحل جميع المشكلات التي طرحها السكان المصريون بمجمع المحيا وهي: مد فترة اقامتهم في الشقق المفروشة التي امر بها الامير سلمان بن عبد العزيز امير الرياض من اسبوع الى شهر او اكثر، مخاطبة ادارة مجمع المحيا لاستعادة مبالغ الايجارات التي سددت لهم او توفير سكن مناسب لهم، عمل لقاء آخر الاسبوع القادم.
وقال القنصل العام انه يجب علينا ان نكون مطمئنين لان الحكومة السعودية تبحث في هذه الاوضاع وابواب السفارة مفتوحة للجميع لتلقي اي استفسارات او شكاوى كما انني تلقيت اتصالات عديدة من رجال اعمال مصريين بتكلف جميع ما يحتاجونه وبدا القلق واضحا على الجميع بالتذكير بتأمين السكن لمدة ااطول من التي تم تحديدها وهي عشرة ايام.
وحول الدور الذي قامت به السفارة والقنصلية المصرية قال القنصل العام المصري في الرياض السفير محمود عوف: لقد تم تشكيل فريق عمل بعضوية نائب القنصل العام المستشار رجائي نصر والقنصل مجدي الدريني وباشراف القنصل العام ومتابعة مستمرة من السفير محمد رفيق خليل سفير مصر لدى السعودية، ولقد تم التحرك على الفور من خلال زيارة المستشفيات ومعرفة المصريين المنومين فيها، ومتابعة حالات الوفاة، واشار إلى ان اصابات المصريين كانت سطحية فخرجوا في نفس اليوم ما عدا حالة واحدة تم تنويمها لليوم الثاني وقد قمت بزيارتها مع السفير محمد رفيق خليل.
واوضح السفير عوف: لقد بدأت في ترتيب اجراء دفن الاسرة واتصلت باسرة المتوفين في مصر وابلغتهم عن الحادث الاول وافقوا على دفنهم في السعودية في مكة او المدينة وقلت لهم في حالة رغبتكم في دفنهم في مصر السفارة ستتكفل بنقلهم لمصر، وبعد ان انتهت كل الاجراءات وصلنا فاكس منهم برغبتهم في دفنهم بمصر، فانهينا الاجراءات على الفور وقررت الشركةالتي يعمل فيها علي راغب وهي شركة اسماعيل علي ابو داود التجارية المحدودة بتحمل جميع نفقات نقلهم لمصر، كما ارسلت مندوبيها لاهله في مصر لاطلاعهم على مستحقاته التي سيتم صرفها بعد اعلام الوراثة مباشرة.
|