وارسلت قريش عمير بن وهب يتحسس أخبار المسلمين فلما عاد قال: لقد رأيت البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك، وخطب عتبة فقال: يا معشر قريش انكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن اصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكرهه لأنه قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابوه فذاك الذي أردتم وان كان غير ذلك القاكم سالمتموه.
وفي الحديث ان رسول الله رأى عتبة وهو على جمل أحمر فقال لأصحابه: ان يكن في أحد من القوم خير ففي راكب الجمل الأحمر أن يطيعوه يرشدوا. ولما سمع أبوجهل مقالة عتبة جرد سيفه وضرب به متن فرسه وقال: لقد انتفخ والله سحره يعني عتبة حين رأى محمدا وأصحابه أكلة جزور وفيهم ابنه أبو حذيفة، كلا والله ما نرجع، فلما بلغ عتبة هذا الخبر قال سيعلم من انتفخ سحره أنا أم هو.
|