في مثل هذا اليوم من عام 1913 قام الرئيس الأمريكي ويدرو ويلسون في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن بالضغط على زر يرسل شحنة كهربائية عبر الأسلاك ليتم تفجير شحنة ديناميت على بعد 4000 ميل، التي قامت بدورها بنسف الحاجز المائي المؤقت ويتم افتتاح قناة بنما ليتحول الحلم إلى حقيقة. وقد احتفلت إدارة القناة بذلك اليوم التاريخي، ووضعت شعاراً جديداً على خاتمها الرسمي: «أرض قُسمت لتوحد العالم»، وتم افتتاح القناة أمام التجارة العالمية، وكانت أول سفينة تمر بها هي السفينة «أنكون» التي كان على متنها ضيوف الشرف، وبذلك تحقق حلم الرحالة الذين طالما حلموا بحفر قناة في ذلك المكان منذ 400 عام ليعبروا إلى الجزء الغربي من القارة، وقناة بنما هي قناة ملاحية لمرور السفن، وتمتد عبر مضيق بنما لتربط المحيطين الأطلنطي والهادي.
وقد كان حفر القناة عملاً هندسياً فذاً، وقد حفرت في الفترة ما بين عامي1904 و1914 وبتكلفة مبدئية وصلت إلى 366 مليون و650 ألف دولار، وبالرغم من أن طولها يبلغ نصف طول قناة السويس إلا أنها استغرقت وقتا مساوياً للوقت الذي حفرت فيه قناة السويس، وبتكلفة وصلت إلى ثلاثة أضعافها، ولكن على عكس قناة السويس التي يتساوى عمقها في مناطقها كافة، فإن قناة بنما لديها هويس لرفع وخفض السفن، وهذا الهويس وراءه بحيرتان صناعيتان هما «جاتون» و«مادين» اللتان تمدان الهويس بالمياه.
|