في مثل هذا اليوم من عام 1558 توجت الملكة اليزابيث تيودور ملكة على إنجلترا وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، وقد ورثت حكم البلاد وهي مثقلة بالعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فقد قام أبوها بتبديد ثروات البلاد في عهده على الحروب الخارجية، كما تم استنزاف إنجلترا في عهد الملكة ماري الدموي في الحروب الدينية التي نشبت بين البروتستانت والكاثوليك.
وقد كانت الملكة اليزابيث أعظم الملكات في تاريخ إنجلترا، فقد اعتلت عرش بريطانيا منذ عام 1558 وحتى وفاتها عام 1603، وفي أثناء حكمها استطاعت أن تعطي صورة قوية لحكم المرأة وللكبرياء القومي، كما قامت بتقوية صورتها كملكة من خلال تحديث وتجميل بلادها ومن خلال السياسات الصلبة التي انتهجتها ودفعت كل الأمة لانتهاجها، وفي خلال عهدها الذي بلغ 45 عاما جعلت من إنجلترا قوة عالمية ومركزا للإنجازات الثقافية والفنية، كما أصبح قصرها رمزا لقمة الثقافة الإنجليزية.
وقد ولدت الملكة اليزابيث في السابع من سبتمبر عام 1533 في قلعة جرينويتش بلندن، وقد قام أبوها الملك هنري الثامن بتطليق زوجته الأولى كاثرين من أوريجون ليتزوج أمها آن بولين، فقد كان الملك هنري الثامن يريد إنجاب ابن ذكر ليخلفه في حكمه، ولكنه أصيب بخيبة أمل وغضب غضبا شديدا عندما ولدت زوجته ابنة أخرى وهي اليزابيث، وقد عانى الشعب الإنجليزي كثيرا في البداية لتقبل امرأة كملكة للبلاد، فلم يسبق أن استطاعت امرأة أن تحكم البلاد بمفردها.
|