* القاهرة اسيل طبارة أ ف ب:
في منزل من العصر المملوكي في القاهرة. يروي رجل عجوز تكسو التجاعيد وجهه السيرة الهلالية. وهي الملحمة الشعبية المهددة الآن بالاندثار رغم ان الاسطورة التي تتحدث عنها لا تبتعد كثيرا عن الواقع الراهن.
ويعتبر سيد الضوي أحد آخر رواة السيرة الهلالية. ويحكي الضوي (69 سنة)، مستعينا بالربابة وبأعضاء فرقته. مقاطع من سيرة أبو زيد الهلالي وقبيلته التي تنقلت بين أرجاء العالم العربي كله من المغرب إلى اليمن.
ويتوقف الضوي احيانا كي يرتجل ابياتا جديدة فيما تواصل فرقته العزف ويتصاعد الايقاع الموسيقي عندما يتطرق الراوي إلى المعارك ويعود فينساب هادئا حين يتكلم عن محبوبته.
ويقول الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي، الذي امضى 35 عاما في جمع ابيات السيرة الهلالية في مصر والمغرب والحجاز قبل ان ينشرها في عدة اجزاء. انها تعتبر بمثابة «الياذة الشعب العربي».
وكان الابنودي يحضر عرض فرقة الضوي ويقاطع الراوي احيانا لكي يشرح بلغة العصر ابياتا كتبت بلهجة الاجداد التي باتت مستعصية على الفهم الآن. ويقول الابنودي ان السيرة الهلالية «تجسيد لامة عربية واحدة، أبو زيد الهلالي تجسيد لقائد مفتقد تبحث عنه الامة ليوحدها في مواجهة الاخطار». ويضيف «في العراق أبو زيد يقاتل الغزاة كما اليوم يقاوم الناس قوات التحالف» الذي يحتل العراق بقيادة الولايات المتحدة.
|