للابتعاد عن ما يعكر ويفسد نقاء ونظافة المجتمع السعودي، يجب علينا أولاً تثبيت وتطبيق قواعد وأنظمة وأسس الأمن والاستقرار في حياتنا اليومية وذلك بالتعاون المكثف الداخلي مع رجال الأمن الذين يعملون لخدمة الوطن والمواطنين حتى تحدث التنمية والتطور الاجتماعي في البلاد.
فالأمن والاستقرار والإصلاح والتنمية يسيران في خط واحد بدون توقف فإذا فقدنا الأمن سوف نفقد الكثير من حقوقنا الإنسانية وسوف تتوقف عجلة الإصلاح والتنمية والتطور في مجتمعنا.
ومما لا شك فيه أن بلادنا اليوم تعاني من ظاهرة خطيرة في حق الإنسانية، تهدد منطقتنا وأفراد مجتمعنا السعودي، وهذه الظاهرة هي عمليات الإرهاب.
ويمكن القول هنا بأن هناك دراسات تمت عن الإرهاب وأسبابه وقد كشفت الدراسات والبحوث بأن الإرهاب هو أسلوب من أساليب الصراع النفسي والاجتماعي الإجرامي يصيب عقول شريحة من أفراد المجتمع من أجل تلبية رغباتهم وشهواتهم الإجرامية.
وعلى الرغم مما حققه العالم اليوم من صناعات وتقنيات وأجهزة متطورة وحديثة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، إلا أننا نجد أن عمليات الإرهاب قد ازدادت في أيامنا هذه، فقد تنوعت أعماله على الصعيد الدولي وكذلك على الصعيد الداخلي مما تسبب في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء وحجز الرهائن وتدمير المنشآت العسكرية والمدنية مثل المطارات المدنية ومراكز التسوق والمجمعات التجارية والسكنية. وكذلك الاغتيالات السياسية وتدمير المنازل والتخريب والتفجير والهجوم على المصالح الأجنبية والمحلية.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن، كل هذه العمليات الإرهابية التي حدثت في بلادنا هي انتهاك لجميع الأنظمة الشرعية والتقاليد الدولية المعروفة، فيجب علينا دراستها بكل حرص وعمق واهتمام ودقة، لمعرفة الأسباب التي جعلت هذه الأمور تحدث في بلد منذ تأسيسه وتاريخه مبني على السلام والأمن والاستقرار.
وعمليات الإرهاب مشكلة أصبحت تخص شعبنا ووطننا وسلامته، فالعمليات الإجرامية بذاتها دخلت أسوار وبوابات منطقة المجتمع الدولي بأسره باعتبارها قضية دولية وحرباً عالمية تستدعي عملاً دولياً مشتركاً لعلاجها.
هذا ويلاحظ، أن الإرهاب يعتبر نوعاً من أنواع التحديات التي هدفها إثارة الشكوك السياسية والاتهامات وزعزعة الأمن والاستقرار بين الناس الأبرياء والوقوف ضد التنمية الوطنية في جميع المجالات.
ومن الطبيعي أن يرتبط هذا العمل بصميم الأعمال الإجرامية والعدوانية التي ضد حق الإنسانية والسلام والوطن، ونجد أن القائمين على تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية في مدننا هي منظمات عدوانية تعشق الرعب وتتمتع نفسياً بتخويف الناس وإشعال الكراهية بيننا نحن أفراد الشعب السعودي.
ومن ناحية أخرى، نجد أن صفات وتصرفات هؤلاء الإرهابيين، العنف والقسوة والكراهية والتحريض على ارتكاب الجرائم ضد المواطنين والازدواجية في الشخصية بسبب غسيل المخ الذي حدث لهم من قبل الفئات الظالمة والمجرمة التي شجعتهم على تنفيذ أعمالهم الإجرامية التي ضد حقوق وحرية الأناس الأبرياء في بلادنا من أجل الشهرة والتسلية وزراعة داء الفتنة بيننا، نحن أبناء الوطن.
طبعاً هناك شعور عام سعودي تجاه جميع هذه الممارسات التي تعتبر جرائم والفاعل يصنف ويتصف بصفة المجرم الذي لا يخاف الله في أفعاله، لأن جميع القوانين الشرعية والقانونية تدين وتحارب هذه الظاهرة مع تطبيق أقصى العقوبات ضد الفاعل مع وضع ستار قوي حديدي أو حواجز وقائية ضد أي عمليات إجرامية إرهابية تخل بالأمن وأنظمته في أراضينا.
فيجب علينا تأسيس فريق عمل أمني سعودي صادق مخلص للوطن لمكافحة الأفكار الهدامة التي تعمل ضد استقرار وأمن بلادنا وعدم التسامح أو الرحمة أو التعاطف مع هؤلاء المجرمين، بل يجب علينا استنكار جميع الأفعال الإرهابية التي تنسب إلى ديننا الإسلامي الحنيف وتؤدي إلى زعزعة حياتنا في بلادنا الغالية على قلوبنا.
ومن هنا فإنه، لا بد أن نعلم وندرك جميعاً نحن السعوديين «ذكوراً وإناثاً» بأن هناك فئات وجماعات من مختلف الجنسيات، مجرمة تتجول في بلادنا من مكان إلى مكان، يستخدمون الدين الإسلامي غطاء وستاراً للأفعال الإرهابية التي تقع في بلادنا الحبيبة، من أجل تشويه صورة الوطن والإسلام. ولا شك أن اتجاهات هذه الجماعات تخريب وهدم التنمية الوطنية التي تعيشها المملكة.
فالإرهابيون يستخدمون أخطر الوسائل والأسلحة التي تهدد استقرار وأمن الوطن والمواطنين، والدليل على ذلك ما تم عرضه من ذخيرة ومتفجرات وأسلحة فتاكة في وسائل الإعلام السعودي. ولكن يكفي بأن نقول وبكل فخر واعتزاز، بأن الشعب السعودي صاحب منهج قوي وواضح في حبه للوطن، لأن هذا الوطن وقيادته يبذلون كل الجهود من أجل فرض الحماية والحفاظ على الإنسان السعودي والمقيم من جميع الجنسيات الأجنبية والزائر بكل أمان وراحة وهدوء واطمئنان..
أيها الشباب الكرام من أبناء الوطن العزيز.. إنني أناشدكم الإخلاص في محاربة هؤلاء المجرمين.. وعدم الانحراف إلى أفكارهم الهدامة،، حان الوقت علينا الاستمرار في رفض هذه الأعمال الإرهابية والتسلح بسلاح الإسلام وتجديد الولاء الوطني لمواجهة هؤلاء المجرمين وعدم التهاون، بل يجب التركيز على تسيير أمور حياتنا تحت مظلة الدين الإسلامي التي من أهدافها السلام واحترام الأوطان.
بهذه الطريقة نستطيع الاستمرار في تكوين مجتمع سعودي قوي وصلب يتحدى أي مواجهات أو تيارات إرهابية هدفها هدم حبنا للوطن، فيجب علينا الشعور بالغيرة والنخوة الوطنية لمواجهة المجرمين والوقوف ضدهم من ارتكاب الجرائم التي سوف تدمر شعبنا وبلادنا.
ويمكنني القول هنا كمواطن سعودي وبكل صراحة.. ان العمليات الأمنية في المملكة العربية السعودية لا تكفي وحدها في مكافحة الإرهاب بدون تعاون وطني من المواطنين، بل نحتاج إلى التعاون المملوء بالمصداقية والإخلاص والولاء والانتماء للقضاء على وباء الإرهاب الذي انتشر في أراضينا الطاهرة.فيجب علينا نحن السعوديين مكافحة الإرهاب من أجل البقاء والاستقرار والسلام.. من أجل مستقبل أجيالنا القادمة.. من أجل مستقبل التنمية والإصلاح الاجتماعي.
أيها الشباب السعودي يا أبناء ومستقبل الوطن.. الوطن كلمة عميقة في قلوبنا ومعانيها تسير في دمائنا..فيجب علينا محبتها واحترامها.. كلمةغرست في نفوسنا الثقة والشجاعة والافتخار والتضحية لمحاربة الإرهاب ورفضه وعدم قبوله.. فيجب علينا الإحساس بالوطن وقدسيته وسلامته بالأمان والاستقرار، والابتعاد عن الخوف والرعب الذي أوجده الإرهاب بصورة مستمرة أو شبه دائمة في حياتنا اليومية.
لأن، الإجراءات الوقائية الأمنية التي تقوم بها القوات الأمنية ضد الإرهاب وحدها لا تكفي مهما كانت درجة كفاءتهم في القضاء على الإرهاب، فمن الضروري إيجاد التعاون بين أفراد الشعب المدني والعسكري لمكافحة هذه الفئات المجرمة وتطبيق الضوابط والأنظمة التي تساعدنا على الانضباط السلوكي.وكذلك من الضروري وضع استراتيجية أمنية سعودية بمساعدة المواطنين تكون قاسية في تنفيذها ومنظمة لحماية المصالح العامة والخاصة والتصدي بجميع ما لدينا من قوة أمنية وتعاون وطني ضد الإرهاب، وعدم التنازل عن معاقبة الإرهابيين العاملين ضد الوطن والمواطن وحياته وحقوقه وحريته وأمنه واستقراره.
|