كون أسعار الأسهم في الحضيض
التأثير التراكمي للانتفاضة على السوق المالي الإسرائيلي يقوي الشعور باللامبالاة

* فلسطين المحتلة بلال أبو دقة:
تقول مصادر اقتصادية اسرائيلية ان التأثير الأساسي الذي يجري في البورصة الاسرائيلية في الفترة الأخيرة لا ينبع من العمليات الفدائية الفلسطينية الموجهة ضد الاسرائيليين فحسب وإنما من أسباب أخرى..!!
ويقول محللون اقتصاديون اسرائيليون: لا يمكن ان نفصل بين رد فعلنا العاطفي على العمليات «المعادية» الفدائية الفلسطينية ورد فعل السوق.. وفي غياب رد الفعل الاسرائيلي على العمليات فإن السوق الاقتصادي أيضا لا يرد الفعل كوننا نسير في دائرة العنف والعنف المضاد.
وقال رئيس قسم الأبحاث في بنك «إيغود» الاسرائيلي: ان مستوى الحساسية ارتفع بشكل فظيع، والمثال الصارخ على ذلك هو اللامبالاة التي أبداها السوق الاقتصادي الاسرائيلي بعد العملية «المعادية» الفدائية التي وقعت في مدينة حيفا.. ويضيف قائلاً: إن الذي يقوي الشعور باللامبالاة هذه هو التأثير التراكمي للانتفاضة على السوق المالي الاسرائيلي، وكون أسعار الأسهم في الحضيض على أي حال، فلن يسارع أحد في بيع الأسهم التي يتم تداولها اليوم أيضا بأسعار مريحة جدا، أضف إلى ذلك حقيقة أننا حصلنا على ضمانات من الولايات المتحدة تساعد على نوع من الاستقرار المالي.
المحلل الاقتصادي الاسرائيلي «ران يسرائيلي» من بيت الاستثمارات يقول: إن السياسة تؤثر على سوق المال في اسرائيل لكن بصورة تختلف عن التي نراها، إن سوق المال لا يرد الفعل على حالات مطلقة، وإنما للتغيرات في الأوضاع.. ففي فترة اتفاقيات أوسلو كتبت دراسات أكاديمية حول تأثير العملية السياسية على السوق، ولاحظت انه في كل مرة أعلن فيها السياسيون انهم يعتزمون التوقيع على اتفاق بدأت البورصة بالارتفاع، وبعد التوقيع شهد الارتفاع في البورصة اعتدالاً.
ويؤكد على أن الذي يؤثر على المستثمرين ليست الأحداث نفسها، بل الأحداث مقابل توقعاتهم.. إن الاتفاق كان متوقعاً مسبقاً، إعلان السياسيين انهم سيوقعون الاتفاق هو الذي فاجأ المستثمرين..
وحين تراقب رد فعل سوق المال على العمليات «المعادية الفدائية الفلسطينية فإنك ترى العكس، العمليات الأولى التي وقعت في الانتفاضة فاجأت، ولذلك أدت كل عملية «معادية» إلى انخفاض حاد في البورصة.. اليوم للأسف الشديد غالبية الجمهور يشعر بأن العمليات «المعادية» هي أمر متوقع بعد كل عملية اجتياح أو اغتيال لعناصر فلسطينية ويمتصها بسهولة كبيرة، وسوق المال يتصرف بنفس الطريقة.. إذا لم يقع حدث يغير الوضع بصورة جدية فلا سبب لسوق المال أن يرتفع أو أن ينخفض.