كثيرا ما يشتكي مستهلكو الماء من جور العدادات التي تقبع على مداخل بيوتهم؛ وذلك أن زيدا وعمرا جاران في حي واحد؛ وعند أحدهما حديقة غناء يفيض منها الماء؛ والآخر بيته قاحل جدا؛ وعلى الرغم من الفرق فإن فاتورة صاحب الحديقة تأتي أقل بكثير من جاره الذي لا حديقة لديه!! فما السبب؟
هل السبب هو الكاتب الموقر الذي يأخد أرقام الاستهلاك؟
أم أن السبب هو العداد ذاته الذي لو مرت بجواره عاصفة لحسب مرورها على المستهلك المسكين؛ ويقول العارفون بأمور العدادات أن نوعيتها سيئة جداً؛ وأنها تفتقد الدقة في الجري الذي يمتط إذا جاء الماء؛ بحيث إن العداد الموقر منحاز إلى صالح مصلحة المياه؛ فهو يجري بالهواء الذي يجيء قبل الماء ويحسب كذا لترا على المستهلك؛ وسرعته تفوق الواقع بكثير؛ وهذا سبب من أسباب ارتفاع الاستهلاك لدى البعض؛ لأن المنحوس حظه يكون في بيته عداد قد خرّف وصار يهرف والحساب عليه طبعاً!!!
وقد جاء الفرق واضحا في جنون العداد؛ إذ إن العدادات القديمة التي يحفر لها بجوار البيوت في الرصيف كانت عاقلة ومنصفة؛ أما الدفعة الجديدة من العدادات والتي قيمتها تحسب على المستهلك بثلاثة آلاف ريال والتي توضع في الجدار فهي غير دقيقة ولا منصفة أبداً؛ وربما أنها كانت عند إحدى الشركات المنتجة فتورطت بها لعدم مصداقيتها فتلقفناها نحن؛ والضحية المواطن الذي إذا لم يدفع فيقطع عنه الماء حتى تجف شفتاه.
والسؤال المؤلم حقا هو: لماذا نكون نحن الضحية لفشل مثل تلك العدادات؟ ومن سيكون حكما عادلا بين المستهلك وبين أهل الماء؟
لا أدري ولكني أضع مشكلة المستهلكين أمام أنظار معالي وزير المياه فعسى أن يرق قلبه وينظر في مسألة تلك العدادات التي أصابها الخرف ونحن ندفع ثمن ما أصابها من الزهايمر القوي..
* قال لي أحد المستهلكين إن فاتورة المياه عنده 396 ريالاً وهو لا حديقة عنده ولا سقيا؛ بينما جاره فاتورته 37 ريالاً وهو لديه حديقة تفيض في الشارع كل يوم!!
* قلت الفضل يعود إلى عدادات الزهايمر التي ابتلينا بها لندفع ثمن تخريفها من جيوبنا.. والله المستعان على الماء؛ ولا يهون أخوه الكهرباء العزيز!!!
فاكس: 2372911
|