يوم الجمعة:
خرجت في هذا اليوم كالمعتاد لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الجامع الكبير وبعد انتهاء الصلاة خرجت مع آلاف المصلين مسروراً وكان هذا هو المطلوب، والشيء الذي هو المطلوب، والشيء الذي لا غنى لنا عنه ولاسيما أن العلم هو الغرض المطلوب والقصد المنشود، والكتب هي من أكبر الوسائل في نشر العلم وبثه، فحبذا لو أعاد المسئولون النظر في الكتب التي تباع إلى جوار بيت الله وتفقد الصالح النافع منها ومنع الكتب الفاسدة والمجلات الخليعة التي لا فائدة فيها.
يوم السبت:
قرأت في هذا اليوم مقالا في مجلة المجتمع سررت به كثيراً وإن كان قصيراً ذلك المقال يشيد باستجابة محرري مجلة العربي إلى تغيير صورة الغلاف وهذه خطوة مباركة نرجو أن يقتدي بهم البعض لإزالة المنكر من جهة واستجابة لرغبات القراء من جهة أخرى لاسيما وأن مجلة العربي المحترمة لا غنى للطالب عنها لأنها تعتني ببعض المواضيع الإسلامية وعدم نشر ما يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف.
يوم الأحد:
شاء الله أن يكون هذا اليوم جولة في إحدى المكتبات العامة وهي المكتبة السعودية -الواقعة في حي دخنه - هذه المكتبة تضم الآلاف من الكتب المفيدة والموسوعات العلمية الكبيرة في تنظيم دقيق، ولكن الشيء الذي فوجئت به هوقلة الزائرين لهذه الدار فسرعان ما تساءلت عن سبب ذلك لاسيما وأن كتبا كثيرة فيها قلما توجد في غيرها من المكتبات، أن السبب اختلاف الدوام فالطالب في الصباح مشتغل بمدرسته والمدرس والموظف كل منهما في عمله لا فرصة لأحدهم أن يزور المكتبة فحبذا لو نظر في تغيير دوام المكتبة لكي يستطيع الطالب والمعلم والموظف وكل انسان يرغب في العلم أن يجد الباب أمامه مفتوحاً.
يوم الاثنين:
جاءني في هذا اليوم صديق عزيز عليَّ لم أره منذ شهور عديدة وبعد انتهاء الترحيب سألته عن سبب غيابه وانقطاعه هذه المدة عن الدراسة في هذا العام فأجاب: بأنه قد أصبح موظفاً في إحدى الشركات ولكنه قال بأنه سوف يعود في العام القادم لاتمام دراسته قال ذلك وعيناه تغرورق بالدمع لأنه أضاع وقتا من عمره بلا دراسة، فإلى الذين يقدمون حطام الدنيا على نعيم العلم كتبت هذه الكلمات.
يوم الثلاثاء:
في هذا اليوم وبعد صلاة العصر ذهبت لزيارة أصدقائي فوجدته مكبا على دروسه في إحدى زوايا غرفته ينظر في الكتاب مرة ويضرب به على الأرض مرة أخرى وقد ضاق ذرعا بأصوات أخوته وضجيج أهل منزله تارة يغلق الباب وتارة يفتحه، فقلت له يا أخي أن أرض الله واسعة فلماذا لا تقضي بعد العصر مثلا بعيداً عن المنزل لكي تستمتع بالهواء النقي والضوء الصحي وتعطي نفسك جزءا من الراحة لتعود على الدروس بجد واقبال شديدين فلا تمل ولا تسأم.
يوم الأربعاء:
كان الحديث يدور في هذا اليوم حول بيت الله الحرام وحول ما قامت به الحكومة الرشيدة من تسهيلات كثيرة في سبيل أمن الحجاج وراحتهم.
وما قامت به من عمارة المسجد الحرام وفي التوسعة الأخيرة وفي تنظيم السعي بين الصفا والمروة وجعله على أحسن ما يرام، فتذكرت ما يحدث من ازدحام الناس عند رمي الجمرات، فحبذا لو فكر المسئولون في جعل طريق للذهاب وآخر للإياب ليتمكن الجميع من قضاء نسك الرمي.
|