كيف حالكم مع رمضان؟
يغتر كثير من أصحاب الأموال بنعم الله التي أنعمها المولى جلت قدرته عليهم في الدنيا.. فتجد الأرصدة بالملايين إن لم تكن بالمليارات.. والأرباح تترى من هنا وهناك والمشاريع تزداد يوماً بعد يوم.. والمناقصات تأتي من كل حدب وصوب.. وعطاء ربك ليس له حدود لهذا المغتر بدنياه.. ولكن ما الذي جناه صاحب المال من هذا التكدس؟ فالبخل ديدنه والإعراض عن دفع الزكاة المفروضة سبيله إلى الغنى الفاحش، والصد عن المساكين والمحتاجين طريقه الذي ضل به.
باع حظه الغالي بأبخس الأثمان. ألم يعلم هذا المليونير أن (الدنيا ملعونة، وملعون ما فيها إلا ما كان لله) كما أخبر بذلك نبي الهدى والرحمة صلوات ربي وسلامه عليه.
اسلك يا أخي درب المحسنين.. تصدق وابذل من نعم الله حتى تنال محبته ورضاه.. وقد قال بعض السلف «إذا رأيت الله يتابع عليك نعمة وأنت مقيم على معاصيه فاحذره، فإنما هو استدراج منه يستدرجك به».
هل تظن يا صاحب المال أن في توسيع الله عليك في رزقك وتنعيمه لك يكون قد أكرمك..
ولا تظن يا أخي أن الفقير المبتلى بضيق الرزق تكون هذه إهانة له من الله..
حاشا لله وكلا.. إن هذا ابتلاء منه جلت قدرته لهذا بالنعم وإكرام لذاك الفقير بالابتلاء.
إن الله يا أخي يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب فلا يغررك كثرة مالك فرب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم.
اين البر والخير من صفحة أيامك؟
أين معاني الأعمال والأقوال والأخلاق من دفتر وجودك؟
لماذا منعتم الزكاة مع العلم أن الله عز وجل جلاله قد أوجبها عليكم؟
يأتي إلى باب أحدكم المسكين والفقير وذا الحاجة وتوصدون الأبواب في وجهه مخافة الفقر.
أطعمكم ورزقكم وكساكم وأواكم وأغناكم ومع ذلك تجحدون نعمه وتطردون المبتلين بالفقر من أمام أبواب منازلكم..!
هل تعرفون طريق المؤسسات الخيرية..!
هل غركم طول الأمل.. وإلف العوائد..
إن ما عند الله يا أحبة أعظم وأكرم من كنوز الأرض مجتمعة ألا تعلمون أن آخر أهل الجنة دخولاً يعطي مثل الأرض عشرة أمثال.. وهذا وهو أخرهم فما بالكم بأولهم أو أوسطهم.
اعملوا الصالحات قبل فوات الأوان واستعدوا لما بعد الموت واستيعينوا بالصبر والصلاة وانفقوا سراً وعلانية خاصة في هذا الشهر الكريم، شهر الخيرات والصدقات شهر الجود وفعل المعروف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
اقتدوا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي أنفقت سبعين ألفاً في يوم واحد وكانت صائمة فقالت لجارية عندها: على بفطوري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم درة: أما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه! قالت: لو ذكرتني لفعلت.
أعلموا أن الشح والإيمان لا يجتمعان في قلب عبد أبداً كما قال صلى الله عليه وسلم، افطروا على المعروف، وصوموا عن الفواحش وبالله التوفيق.
صالح جرمان الرويلي/طريف
|