* أبها أمل القحطاني:
أطلّ علينا شهر رمضان المبارك بخيراته وفضائله.. شهر كريم يحمل معاني الانتصار والسلام والمحبة والتآلف.. ومع توالي أيام وليالي هذا الشهر الكريم.. نرى الكثير والكثير في هذه الأيام والليالي الشريفة من المشاهدات اليومية والإيجابيات والسلبيات.
وحول هذا الموضوع «الجزيرة» تلتقي عدداً من المعلمات والطالبات.. ليوضحن المشاهد الإيجابية والسلبية التي تحدث خلال شهر رمضان.
في البداية تقول: «منى علي طالبة جامعية».. من أبرز الإيجابيات والصور المشرقة هو ما أراه كل يوم في أروقة الجامعة من ترابط وحميمية وتآلف بين الطالبات منذ بداية هذا الشهر العظيم.. كذلك ما تقوم به الأخوات في مصلى الكلية من جمع للتبرعات واهتمام بإفطار الصائمين والصائمات والأسر المحتاجة في المنطقة وهذا ليس بمستغرب على بنات هذا البلد الطاهر.
وتشير منى: أسعد كثيراً عندما أرى الاخوة المواطنين أمام المساجد قبل وقت الغروب ليقدّموا وجبات الإفطار للفقراء والمحتاجين والعمالة .. وغيرهم.
المعلمة «نادية محمد» تؤكد أن أبرز السلبيات التي تراها يومياً في شهر رمضان هو حال الطالبات داخل الفصل وما هنّ عليه من نوم وخمول وكسل وعدم قدرة على التركيز والسبب الرئيس في ذلك هو السهر.. مما يودي إلى تدنّي مستواهن الدراسي.. وخاصة أننا في فترة اختبارات أعمال السنة.
المعلمة «نورة محمد» تشير إلى أن شهر رمضان أصبح لدى البعض تسوّقاً فقط.. وخاصة فئة الشباب والشابات حيث انهم يقضون جلّ وقتهم وخاصة في الليل في الأسواق من غير حاجة أو ضرورة، كذلك ما يحدث في هذه الأسواق من سلوكيات خاطئة وتبرّج الفتيات والمعاكسات.. وغير ذلك.
كما أوضحت ان من أبرز السلبيات هي عدم الحرص والاهتمام بأكل الوالدين والكبار في السن ومدى التنوّع الغذائي في الوجبات المقدمة لهم في شهر رمضان.. والإكثار من السكريات والمقليات وخاصة مرضى السكر.
«سميرة الفيفي» أشارت إلى أن إهمال الأمهات لأطفالهن وتركهم يعبثون بالأدوات والآلات الخطيرة وتعرضهم للحروق في المطبخ.. يعد أكبر السلبيات وأخطرها التي تشاهد في هذا الشهر الكريم.
«عزيزة عسيري طالبة بكلية التربية بأبها» أكدت ان ظاهرة التسوّل من أكثر الظواهر انتشاراً في شهر رمضان.. فالمتسولون والمتسولات في كل مكان أمام المدارس والجامعات.. وعند الإشارات المرورية وعند المساجد والمنازل وفي الشوارع وعند مكائن الصرف.. ولا تكاد تذهب إلى أي مكان إلا وتجد فيه هؤلاء المتسولين فهم يستعطفون الناس عن طريق أشكالهم وكلامهم وتظاهرهم بالمرض ويثقون تماما ببذل وعطاء الناس في هذا الشهر الكريم.
وأكدت إحدى الأخوات من مؤسسة الحرمين الخيرية ان أخطر ظاهرة سلبية في شهر رمضان هي الفضائيات وجلوس الناس أمامها ليل نهار.. وترك الفرائض والعبادات والواجبات وكأن رمضان للمسلسلات والبرامج والطرائف والمسابقات.. ونسوا الهدف الأساسي الذي من أجله فرض الله علينا صيام هذا الشهر الكريم.
كما انه من المؤسف جدا هو ما نراه يومياً في صناديق النفايات من بقايا الأكل والشرب فيصنع يومياً من الأكل والشرب ما يزيد عن الحاجة ولا يؤكل منه إلا القليل.
فيجب الاقتصاد وعدم الإسراف وأخذ ما يكفي قدر الحاجة فلا إفراط ولا تفريط.
وأشارت إلى أن الكثير يحرص على قراءة القرآن وكثرة العبادات والصدقات والإحسان إلى الآخرين.. ولكن ما ان ينتهي هذا الشهر حتى يودّع الناس العبادات والمساجد وتركوا قراءة القرآن.
«الطالبة سهى عبدالرحمن» أوضحت ان التآلف وكثرة التواصل وصلة الارحام والإحسان إلى الآخرين من أجمل الصور الإيجابية في شهر رمضان المبارك.
«صباح عبدالله» تقول: أكثر ما يزعجني من صور غير حضارية في هذا الشهر هو ما تفعله بعض النساء هداهن الله في المساجد عندما يحضرن لأداء صلاة التراويح فيصطحبن أطفالهن معهن مما يؤدي إلى إزعاج المصليات وليت الأمر كذلك فقط بل يحضرن معهن الأكل والشرب ويقوم الأطفال بإتلاف سجاد المسجد.
كذلك ما يحدث في بعض المساجد «عند النساء» هو تعمّد الإزعاج من بعض الشابات بأجهزة الجوّال مما يفقد الجو روحانيته.
المعلمة «زينة سعيد» تقول: أرى وبشكل ملحوظ تجمّع الشباب أمام الأسواق والمحلات المركزية من بعد صلاة العشاء حتى وقت متأخر من الليل وإهدار أوقاتهم فيما لا فائدة فيه.. أيضا اتجاه الشباب إلى الجلسات والمقاهي وإضاعة الوقت في الضحك والمرح والبعد عن ذكر الله.
«ندى صالح» طالبة جامعية بكلية التربية بأبها تؤكد ان الكثير من النساء تقضي معظم وقتها نهار رمضان في المطبخ لإعداد الأطباق المتنوعة.. وكأن رمضان للأكل فقط. فالمرأة المسلمة عليها واجبات دينية يجب ان تقوم بها.. فتصلّي وتقرأ القرآن وتدعو الله وتصل أرحامها وتقوم بواجباتها تجاه أبنائها وزوجها ومنزلها وقد سعدت كثيراً من إحدى الأخوات في الكلية فقد قامت بتصميم جدول ينظّم وقت المرأة المسلمة في رمضان.
كما أشارت إلى ظاهرة سلبية في هذا الشهر وهي الازدحام الشديد في الشوارع والسرعة الجنونية وذلك قبل الغروب بدقائق.
أيضا نشاهد هذه الظاهرة في الصباح أثناء توجّه الناس إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم وهذا يسبب عشوائية في تنظيم حركة السير ويؤدي إلى الحوادث وما لا تحمد عقباه.
واختتم «م ن» من مؤسسة الحرمين الخيرية الآراء بقولها: الحمد لله نجد ان في شهر رمضان يقبل الناس على البذل والصدقة والعطاء والاشتراك في مشاريع إفطار الصائمين سواء داخل المملكة أو خارجها.
وأشارت ان المؤسسة أقامت العديد من مشاريع الإفطار خلال هذا الظهر في العديد من المساجد في كافة أنحاء المملكة.
ولعلي أشير إلى أمر مهم جدا وهو ان بعض الناس هداهم الله يضيّعون الصلوات في رمضان كصلاة الفجر.. أو العصر ويغطّون في نوم عميق ويتركون ما أمرهم الله به.
عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة.. هذه بعض المشاهدات اليومية بين الإيجابيات والسلبيات في هذا الشهر الكريم فعلينا التمسك والالتزام بالإيجابيات وتجنّب السلبيات قدر الإمكان.. وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه صلاحنا في الدنيا والآخرة.
| 
