احب السلطان فتاة «جميلة» فطلبها للزواج لكنها رفضت مما حدا به ان يقضي ليله ارقا يبحث عن مخرج حيث علم «الساحر» بقصته، فعرض عليه مساعدته وكان له ما اراد ومعها «تبشيره» للسلطان بقدوم مولود «بطل القصة» الذي سيتولى هذا الساحر «الحكيم» رعايته ومساعدته.. تتوالى احداث القصة الى ان يفوز السلطان «الموعود بالفوز» من قبل الساحر رغم حداثة سنه بالعرش الذي اصبح شاغراً بعد وفاة والده السلطان الذي لم يعلم من في البلاط السلطاني بان للسلطان ابناً سيكون هو الوريث الوحيد له..
كان هذا باختصار ملخصاً لقصة من «سلسلة قصص عالمية هادفة» احضرها اخي وقدمها لي بأسى ويقول: اقرئي مافيها من غزو فكري لعقول الاطفال ثم اكتبي نداءك لوزارة الثقافة والإعلام ولعل الغريب في الامر ان يتقدم اخي الاخر وفي نفس اليوم بملاحظة اخرى تخص الطفل لكنَّ نداءه هو الآخرلوزارة التجارة فلكل مسؤول عن طفل من قريب او بعيد اليك حروفي:
ان تلك القصة صاحبة الهدف المزعوم وغيرها من القصص «سيئة النوايا» سم دسه اولئك في العسل بقصد افساد العقول البريئة الناشئة على الفطرة، وانا على يقين لو ان هذه القصة او غيرها ممن تزخر بها مكتباتنا وللاسف كانت بقلم مؤلف سعودي او تحت اشراف وزارة الثقافة لما كُتب لها ان تصف في رف من رفوف اي مكتبة او ان تستقر حتى في سلة مهملاتها ولكن المشكلة ان هذه القصة تأتينا من خارج المملكة مع ان هذا لا يشفع لها كي تدخل علينا فأين دور الوزارة الرقابي؟!
ألا تعرض هذه القصص على لجنة المتابعة والمراقبة شأنها شأن الكتب السعودية المطبوعة داخلياً؟! ثم أين دور الوزارة فيما يُعرض عليها من ملاحظات حتى بعد توزيع الكتب هل تضع لها حداً وتسحبها من الاسواق ام تتركها هكذا تلعب بعقول الاطفال الذين ربما لا يجدون من يتابع ما يقرؤون او ممن يُقدم لهم الكتاب دون اهتمام بما فيه؟!
إنني من هنا وعبر هذا المنبر انادي روح المواطنة في ذات معالي الدكتور عبدالسلام الفارسي الذي ادرك يقينا انه لن يدخر جهداً لبذل كل ما من شأنه ان يحقق الهدف المنشود لرسالة الإعلام الهادفة ولعله يقرأ هذا النداء.
اما النداء الآخر.. نداء ولي امر وغيره الكثير من اولياء الامور فهو لمعالي وزير التجارة الذي لمسنا حرصه بشأن ماينشر من ملاحظات وشكاوى واقتراحات فهذا النداء ملاحظة وشكوى واقتراح اختصره في:
علبة صغيرة لونها «الوردي» الجذاب يغري كل طفل لشراء هذا المنتج خصوصاً حين يعلم الطفل او من سيشتري ان ما بداخل هذه العلبة هو حلوى الى الآن والامر طبيعي لكن المشكلة ان شكل تلك العلبة وطريقة فتحها حتى طريقة كتابة اسمها وخصوصاً الحرف الاول m تماماً كعلبة السجائر!
قد يقول احد القراء وما المشكلة في هذا ما دام ان مابها حلوى فقط؟! اقول له ولكل من تهمه مصلحة طفل هذا الوطن ان اعتياد الطفل على مثل هذه العلب تجعله يألف المحظور فيقع فيه فيصبح الامر بالنسبة له امراً طبيعياً وكأننا لانسمع عن امور كانت مسألة الاعتياد فيها هي الشرارة لحرائق اكلت أسراً ومجتمعات، فالمشكلة ليست في التشابه وانما في الاشتباه واللبس فكم من ملاحظة ساقها غيري ونشرتها الصحف عن مثل هذه الامور من اقلام وميداليات والعاب وغيرها الكثير تحقق اهداف العابثين بغراس هذا البلد وما اكثرهم هذه الايام فهذه ملاحظة وشكوى يعقبها اقتراح لمعالي الوزير في ان يشدد على التجار المستوردين بضرورة النظر الى المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة فلا شيء أغلى من ابن الوطن!
|