تحصين الشباب من الأفكار الهَدَّامة

في الحرب على الإرهاب يؤدي المجتمع دوراً حاسماً، فالعناصر المؤثرة في المجتمع من أسرة ومدرسة ورأي عام: كلها مسؤولة عن تشكيل شخصيات الأفراد وتحديد توجهاتهم وضبط سلوكهم.
وقد عززت الجريمة الإرهابية الأخيرة في الرياض الحاجة إلى أهمية أن تضطلع كل تلك العناصر بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها وخصوصاً أن الكثيرين من شبابنا يقعون ضحية لأفكار شاذة تدفعهم إلى السلوك عكس تطلعات وأهداف المجتمع الذي خرجوا منه.
فهناك استغلال سيئ لما في نفوس الشباب من حماس واندفاع، وتجيير ذلك لخدمة أهداف شريرة، ما يستلزم قدراً كبيراً من الوعي وإلا فإن الشباب ينساق إلى تنفيذ أعمال وجرائم تكون محصلتها النهائية وبالاً عليه وعلى أسرته وعلى مجتمعه وبلاده.
إن تضخيم الأمور في أذهان هؤلاء الشباب من خلال استغلال حماسهم الشديد وترسيخ صور خيالية عن الاستشهاد هي التي تفرز مثل هذه الجريمة التي حدثت في مجمع المحيّا..
فمن الواضح أن معلومات خاطئة قد زُرعت في أذهان المنفذين إلى الدرجة التي تصوروا معها أنه بالإمكان أن يكون هؤلاء الأطفال والنساء الذين سقطوا قتلى من عتاة المجرمين أو من الذين يمكن أن يشكلوا خطراً على الحالة الفكرية الشاذة لأولئك الشباب الذين نفذوا الجريمة.
إن رفض المجتمع بكافة فئاته للجريمة بهذه الطريقة التي ترد يومياً في مختلف وسائل الإعلام ينبه الذين جرى التغرير بهم إلى خطورة ما هم مقدمون عليه، كما أن الرفض الواسع النطاق للجريمة يمكن أن يسهم في إحباط جرائم أخرى، ومع ذلك تبقى الحاجة لمعالجة أي حالات من الشباب الذين قد يكونون تعرضوا لتلك الأفكار الهدامة.كما تظل الحاجة قائمة لإجراءات وقائية من شأنها إبعاد البعض من الإنزلاق في مهاوي تلك الأفكار الضالة.
وتبقى مسؤولية الشباب أنفسهم في عدم افساح المجال أمام الذين يتسللون إليهم بمعسول الكلام والقول والوعود الزائفة، كما تستوجب المسؤولية عملاً مضاداً من قِبل المستهدفين من أبنائنا لتحصين ذواتهم من خلال تمسكهم بالمبادئ الصحيحة لديننا الحنيف والابتعاد عن مواطن الشبهات، والرفض الحاسم للأفكار التي يهيمن عليها التشدد والتطرف.