** كثر الحديث عن الأمراض النفسية.. فهذا حديث عن الإكتئاب.. وهذا عن القلق.. وهذا حوار عن الوسواس.. وهذا حديث عن أنواع أخرى من أمراض مماثلة.. وللأسف.. أنها تُطرح أمام الجميع.. وهذا كما تقول إحدى الرسائل.. أنه قد يسبب مزيداً من الأمراض النفسية.
** كيف؟
** تقول الرسائل.. إن بعض الأشخاص على حافة المرض النفسي.. بمعنى.. أنه قريب منه.. وعندما يقرأ بعض الأمور عن هذا المرض أو ذاك.. يشك أن هذه الأعراض هي أصلاً موجودة فيه.. وأنه بالفعل.. مريض.. فيصاب بالمرض فعلاً.. والسبب.. أنه قرأ عن أعراض هذا المرض أو ذاك حتى خيّل له أنه بالفعل.. مريض.. فاستسلم للمرض.. والسبب.. النشر.
** اليوم.. الأمراض النفسية.. لم تعد عيباً ولا مشكلة ولاقضية.. لأن الناس تطورت مفاهيمها.. وتطور وعيها.. ولم يعد ذلك الإنسان الذي يراجع العيادة النفسية «مجنوناً» أو «مهبولاً» بل أن أي إنسان قد يحتاج لمراجعة الطبيب النفسي ولو على الأقل يحاوره ويناقشه ويأخذ منه ولو وصفة كلامية.. لأن الطب النفسي عالم كبير.. وعالم واسع.. ولأن الأمر في بدايته.. يسهل السيطرة عليه.. ولأن الأطباء النفسيين يعالجون الكثير من المشاكل، والأمراض النفسية بالجلسات.. بعيداً عن العقاقير ومشاكل العقاقير.
** اليوم.. العيادات النفسية.. انتشرت وأصبح لها رواد ومراجعون.. وليس السبب انتشار أو كثرة الأمراض النفسية فقط.. كما أنه ليس السبب تعقد الأمور وتداعيات التحضر والنقلات الحضارية فقط.. بل لأن الناس أيضاً.. تؤمن بأهمية ودور الطب النفسي وحاجة الإنسان له.
** الطب النفسي.. صار اليوم مطلوباً أكثر.. ليس لأن هناك الكثير من المرضى النفسيين.. بل لأن الطب النفسي سيحل الكثير من المشاكل والاشكالات.. وأبرزها.. قطع الطريق أمام المشعوذين والمشعوذات ومدعي العلاج الشعبي والطب الشعبي.. ولا أقصد هنا أبداً.. الرقية والرقاة.. لأن هذا علاج شرعي مطلوب ولكن أقصد مدعي الطب الشعبي من النصابين الذين لم يكتفوا فقط بنهب أموال البشر والضحك عليهم.. بل جاوزوا ذلك إلى إلحاق أضرار مختلفة بهم.. وتفويت فرصة العلاج الصحيح السليم المأمون عليهم.
** يقول لي أحد مرافقي أحد المرضى في رسالة بعثها لي.. أنه يسمع دوماً من مشعود شعبي يعالج بعض المصابين بمشاكل نفسية... انه يقول لمراجعيه ومن معهم «اتركوا الاطباء النفسيين.. ما عندهم سالفة» ويحذر من مراجعة الطب النفسي.. ويقول: ان العلاج هنا.. وهو إنسان جاهل لا يعرف يقرأ حتى اسمه.. ولا يستطيع نطق ولو كلمة واحدة صحيحة.. مع ذلك.. يُقيِّم الطب النفسي.. ويقيِّم الأطباء النفسيين ويحذر من مراجعتهم.
** إن المطلوب.. هو محاصرة هؤلاء المدعين للطب.. والمسمون.. الأطباء الشعبيون.. رجالاً ونساءً.. وإغلاق الباب في وجه كل من يحاول.. الحاق الضرر بالبشر.
** مطلوب.. حملة إعلامية.. لإفهام الناس بأهمية ودور الطب النفسي.. وأنه الطريق الصحيح للعلاج.
** إن مشكلة هؤلاء الدجالين.. أنهم يحذرون المرضى من مراجعة المستشفيات أو مراجعة الأطباء.. ليس حرصاً عليهم بالتأكيد.. ولكن لضمان استمرار النزيف المادي.
|