* الرياض - (تحقيق) محمد العوفي:
تضطلع الفروع النسائية للبنوك السعودية بدور فاعل نحو تفعيل العمل المصرفي باستقلالية جنباً إلى جنب مع الفروع الأخرى الرجالية إذ يتمتع كل فرع نسائي بكافة الصلاحيات المناطة وبالتنسيق مع إدارة البنك وبإدارة وطنية من الكفاءة والقدرة التي تؤهلها لإدارة الفرع بكل مهارة واقتدار يأتي ذلك مع الإشارة إلى أن الحسابات المصرفية النسائية تشكل 70% من مجمل الحسابات في المملكة مما يبين مدى الحاجة الملحة للتركيز على أعمال تلك الفروع النسائية وتوضيح إنجازاتها وقدرات موظفيها ودورها المستقبلي في تحفيز الدور الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات النسائية.
«الجزيرة» التقت بمجموعة من لهن دور بارز في النجاحات المحققة ومعرفة نشاطاتهن في تطوير الفروع ومساعيهن لرفع مستوى الوعي النسائي بالعمل المصرفي.
استقلالية الفروع
تدار فروع السيدات باستقلالية تامة عن الفروع الرجالية تحدثت بذلك مديرة فرع البنك السعودي البريطاني للسيدات بحي البديعة الأستاذة هناء المديني قائلة: يفخر البنك البريطاني باستقلالية فروع السيدات عن الفروع الرجالية مما يعني تمتع كل فرع وقسم بكافة الصلاحيات المناطة بعد التنسيق مع إدارة كل قسم من خلال منح القروض واعتماد التسهيلات واعتماد برنامج «منازل» الذي يعد أحد برامج ومنتجات قسم الأمانة بالبنك حيث ان هذا البرنامج متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية وحظي بإقبال ممتاز من قبل السيدات وكذلك منتج جديد يطلق عليه «مال» حيث يتيح هذا البرنامج للسيدات توفير السيولة النقدية بنظام التورق الإسلامي المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن جانبها قالت مديرة البنك السعودي الهولندي للسيدات بحي العليا الأستاذة عبير العفالق إن الفروع النسائية مستقلة تماماً عن الفروع الرجالية حيث ان الفتاة السعودية وفي وقتنا الحاضر أصبحت على قدر عال من التعليم والخبرة والكفاءة التي تؤهلها بأن تدير عملها بدقة ومهارة واستقلالية وترفض أن تكون مجرد تابعة لقسم الرجال.
والفروع النسائية لها نفس الصلاحيات الممنوحة للفروع الرجالية من حيث منح القروض والتسهيلات وغيره وإن إدارة البنك تمنح مديرة الفرع النسائي كافة الصلاحيات والتواقيع المعتمدة كما لمدير فرع الرجال تماماً، ولكن هذه الصلاحيات لا تعطى وإنما تكتسب من خلال إثبات الموظفة في الفرع النسائي أنها لا تقل كفاءة وقدرة عن أي موظف في فرع الرجال.
وتوافق مديرة فرع البنك السعودي الفرنسي للسيدات بحي الريان الأستاذة أسماء الباحوث مع ما تطرقت إليه الأستاذة العفالق حيث ذكرت أن الفروع النسائية في البنك السعودي الفرنسي تتميز باستراتيجية إدارية مميزة من أهم سماتها الاستقلالية التامة للفروع النسائية عن الفروع الرجالية عدا بعض الإشراف والذي نتوقع معه الفصل التام مستقبلاً.
وأضافت في ظل خصوصية نسائية للسيدات يقدم الفرع التسهيلات اللازمة من حيث الاستثمار والقروض بل في ظل دراسة الأوضاع المالية للعملية وعمل ميزانية لها وتحديد أوجه الاستثمارات المناسبة من حيث المدى الطويل والمتوسط والقصير الأجل ومستوى المخاطر وما سواه، أيضاً في القروض دراسة احتياجات العميل الشخصية ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة له.
دور الفروع في تشجيع الاستثمار
وانتقلت «الجزيرة» إلى محور آخر من محاور عمل فروع السيدات وهو دورها في تشجيع الاستثمار حيث قالت الأستاذة المديني من البنك البريطاني: لا شك أن ما قام به البنك السعودي البريطاني ممثلاً بفروعه النسائية من توعية مصرفية للسيدات فقد حقق مكاسب كبيرة أدت إلى تشجيع السيدات السعوديات على الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، وهذا يعني أن الفرع النسائي لا يقتصر دوره على جمع الأموال فقط، بل تقديم المشورة والدراسات للعميلات لكي يتوفر لدى العميلة صورة واضحة عن أي مجال للاستثمار فيه، كما أن البنك السعودي البريطاني يوجد لديه مركز استثماري خاص بالسيدات تديره موظفات سعوديات متخصصات.
ومن جانبها أكدت الأستاذة العفالق من البنك الهولندي على دور فعال في التشجيع على الاستثمار في الصناديق قائلة ان للفروع النسائية دورا فعالا في التشجيع على الاستثمار في الصناديق الاستثمارية ودورها لا يختلف عن فروع الرجال وزيادة الوعي لدى السيدات يزيد الطلب على الصناديق الاستثمارية وكذلك الطلب على الأسهم فنجد أن 60% من عميدات الفروع النسائية لديهن محافظ لتداول الأسهم وقد جهزت الفروع النسائية في أغلب البنوك الآن بشاشات لتداول الأسهم، كل ذلك يوضح مدى ما عليه المرأة السعودية من وعي واستقلالية.
من جانبها قالت الأستاذة الباحوث من البنك الفرنسي: اعتقد أن السؤال ينطوي على الإجابة، فهناك تشجيع من قبل إدارة البنك على الاستثمارات بجميع أنواعها وهي الطبيعة الحقيقية للعمل البنكي، فلسنا حقائب مالية، بل جهة ترعى حاجات العميل من أجل حفظ المال ونمائه وفي نفس الوقت تقديم الخدمة المميزة التي يتطلع للحصول عليها.
السعوديات وتنامي
الطلب على الحسابات
وأثارت «الجزيرة» جانباً آخر من جوانب العمل الذي يتطلبه وجود الفروع النسائية وهو مدى اقبال السعوديات على فتح الحسابات قالت الأستاذة المديني من البنك البريطاني كما أشرنا سابقاً للنشر التوعية لدى السعوديات وما قامت به مؤسسة النقد العربي السعودي بإيجاد نظام سريع وهو تحويل رواتب العاملات إلى البنوك مباشرة أدى إلى تنامي الطلب على فتح الحسابات الجارية أو الادخار.
ومن جانبها أفصحت الأستاذة العفالق من البنك الهولندي عن تزايد فتح الحسابات قائلة من خلال المدة التي قضيتها في العمل المصرفي ألاحظ تزايد فتح الحسابات ومع مغريات الحياة وزيادة بنود الصرف تلجأ السيدات إلى فتح حساب ادخار لتتمكن من توفير جزء من دخلها لتأمين مستقبلها ومستقبل أبنائها، ولا ننسى أن نسبة الموظفات في مجتمعنا ليست بالقليلة وأي موظفة تحتاج إلى فتح حساب وتحويل راتبها إلى بنك.
ومن جانبها أكدت الأستاذة الباحوث من البنك الفرنسي أن هنالك تطورا نوعيا ووعيا في مستوى تفكير المرأة السعودية يزداد عاماً بعد عام، من حيث الميل لفتح الحسابات الشخصية والتعامل مع مفردات العمل البنكي بكافة خدماته ومنها الادخار والاستثمار وغير ذلك.
صعوبة العمل المصرفي
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه العاملات في المجال المصرفي تحدثت ل«الجزيرة» الأستاذة المديني من البنك البريطاني وقالت: على الرغم من أن العمل البنكي عمل منظم ويتطلب الالتزام في الحضور والانصراف وكذلك أنه عمل يمكن معرفة نتائج الموظف فيه مباشرة بما يقدمه للبنك من خدمات وخدمات العملاء إلا أن الموظفة في البنك لديها التزامات أخرى كونها ربة منزل وزوجة وأم وهذا يتطلب منها جهداً أكبر للتوفيق بينها وبالطبع نحاول بجدية التوفيق بين متطلبات البيت والعمل والأسرة.
ومن جانبها أضافت الأستاذة العفالق من البنك الهولندي: إن اهمال بعض البنوك إلى الأقسام النسائية من حيث التدريب والاهتمام فلا يعطى للقسم النسائي إلا اليسير مقارنة بالفروع الرجالية وما يوجه لهم من اهتمام وكذلك عدم ثقة بعض السيدات في الأقسام النسائية ولجوئهن إلى الأقسام الرجالية ظناً منهن انهن سوف يلاقين خدمة أفضل دون أن تعطى فرصة لموظفات الأقسام النسائية أن يثبتن كفاءتهن التي قد تفوق قسم الرجال أحياناً، ومن خلال المدة التي قضيتها في العمل المصرفي، وتنقلي بين البنوك ألاحظ عدم تطور الأقسام النسائية وزيادة الموظفات كما في الفروع الرجالية وهذا يعود إلى أن الفروع النسائية بشكل عام لا تحقق الأرقام التي تحققها الفروع الرجالية ليس بسبب الضعف أو سوء الخدمة النسائية ولكن بسبب أن رؤوس الأموال الموجودة في الغالب يديرها رجال اضافة إلى صعوبة الخروج للزيارات التسويقية بالنسبة للموظفات وذلك لمحدودية الأماكن التي يستطعن زيارتها فهي تقتصر على المدارس أو التي يمنع زيارتها من قبل الوزارة، والمستشفيات وبعض السيدات المستهدفات بعكس الرجال.
ومن جانبها قالت الأستاذة الباحوث من البنك الفرنسي ليس هناك صعوبات بمعنى صعوبات ولكن ثمة عقبات تحتاج إلى التعامل معها ونجد التفهم الكامل من قبل إدارة البنك في تسهيلها وتجاوزها.
دوام الفترتين وأثره على السعودة
فيما تحدثت الأستاذة المديني عن موضوع دوام الفترتين وتأثيره على نسبة السعودة قائلة إن الموظفة في البنك لديها التزامات أخرى كونها ربة منزل وزوجة وأمَّاً وهذا يتطلب معها جهداً أكبر للتوفيق بين الوظيفتين وبالطبع نحن نحاول بجدية التوفيق بين متطلبات البيت والأسرة ومتطلبات العمل ولم تواجه موظفات البنك السعودي البريطاني صعوبة في هذه الناحية والدليل على ذلك نسبة السعوديات في البنك السعودي البريطاني تصل 100%.
ومن جانبها أشارت الأستاذة العفالق من البنك الهولندي إلى أن ظروف المرأة تختلف كثيراً عن ظروف الرجل في مجتمعنا، فالمرأة مسؤولة عن بيت وأطفال وزوج وتحتاج إلى وقت مناسب لكي تؤدي مهامها المطلوبة فالفترتان تؤثران بلاشك على عملها في المنزل وربما يؤدي ذلك إلى التقصير في بعض الوجبات تجاه الأطفال أو الزوج وبالتالي قد أثر ذلك على السعودة من خلال تردد كثير من السعوديات في العمل في القطاع المصرفي بسبب تلك الظروف، ولذلك من الأفضل دمج الفترتين في فترة واحدة واختصار وقت العمل بما يتناسب وطبيعة المرأة لأن ظروفها تختلف عن ظروف الرجال كما ذكرت سابقاً بحيث يكون الدمج بطريقة تناسب العميلات وسيدات المجتمع ولا تضر بمصلحة العمل.
ومن جانبها أكدت الأستاذة الباحوث من البنك الفرنسي على تأثير دوام الفترتين تأثيراً مباشراً على نسبة السعودة لما يوجده من صعوبة في التوفيق ما بين الحياة الشخصية والعملية ونلاحظ ذلك من خلال سرعة الدوران الوظيفي، وبالنسبة لمسألة الدمج في فترة واحدة لا أرى أن تغيير هذه السياسة على مستوى بنك دون الآخر.. يمنح أي تطور في أداء أو خدمة، أما في حال وجود سياسة عامة من قبل مؤسسة النقد توحد معها الفترة في جميع البنوك فإننا حينها والعملاء أيضاً لن نملك إلا التجاوب معه والتعامل وفقه.
ثقة البنك والعميلات
في الكوادر النسائية
وتطرقت «الجزيرة» إلى أهمية إعطاء الثقة للكوادر النسائية حيث تحدثت الأستاذة المديني من البنك البريطاني حيث قالت ان البنك السعودي البريطاني أولى ثقته الكاملة بالسعوديات العاملات بالفروع النسائية والدليل على ذلك كما ذكرنا سابقاً أن نسبة العاملات السعوديات 100% والمتعاملات مع هذه الفروع يجدن كل ترحيب ومعاملة جيدة.
ومن جانبها قالت الأستاذة العفالق من البنك الهولندي ولله الحمد فإن ثقة البنوك في السيدات بدأت تزداد وهذا يتضح في اتجاه البنوك السعودية إلى فتح فروع نسائية في جميع مناطق المملكة وإعطائها كافة الصلاحيات الممنوحة لفروع الرجال، أما ثقة العميلات، وسيدات المجتمع في موظفات البنوك فأخذت تزيد وذلك من خلال تجربتهن في التعامل مع الفروع النسائية وما لديهن من سرعة ودقة وخدمة مميزة مساوية لما عليه الفروع الرجالية.
ومن جانبها أوضحت الأستاذة الباحوث من البنك الفرنسي أنه عند المقارنة بالأعوام الماضية ومع ازدياد عدد الفروع النسائية ندرك مدى الثقة التي يوليها البنك للكوادر النسائية أما بالنسبة لثقة العميلات فمع وجود الأغلبية ممن يفضلن التعامل مع الفروع النسائية ما زال هناك حذر في التعامل مع الكوادر النسائية يعود إلى التخوف من كشف أرصدتهن لدى العاملين لدى هذه الفروع.
|